الأربعاء 26/يونيو/2024

برطعة.. الأرض الفلسطينية المحاطة بأشواك إسرائيل

برطعة.. الأرض الفلسطينية المحاطة بأشواك إسرائيل

على بوابة من أصل (66) يقيمها جيش الاحتلال الصهيوني على جدار الفصل العنصري يمكنك الدخول والخروج إلى قرية برطعة الشرقية جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية لتعيد تقلبات الجغرافيا رسم الحياة الاجتماعية والاقتصادية في البلدة بمرحلتين فاصلتين هما: مرحلة ما قبل الجدار ومرحلة ما بعده.

تعرضت قرية برطعة الشرقية والتي ينحدر سكانها من عائلة واحدة هي عائلة قبها لتقلبات جغرافية وديمغرافية منذ عام (1948)، حيث انقسمت بعد النكبة إلى شطرين، الأول برطعة الغربية وتقع ضمن أراضي 48 وبرطعة الشرقية ضمن أراضي 67، وبعد نكسة حزيران عام 67 لحق بها ما لحق بكثير من بلدات ومدن الضفة من متغيرات.



وفي عام (2003) عزلت خلف جدار الفصل العنصري ما أدى لتحولات جذرية في التركيبة السكانية والجغرافية في البلدة، فهي عزلت عن محيطها الطبيعي في جنين وما زالت تعاني جراء ذلك، ولكن عدد سكانها ومنشآتها تضاعف عدة مرات بسبب انفتاحها نسبيا من الجهة الأخرى للقرية على أراضي 48.

وغدا لزاما على سكان برطعة والداخلين والخارجين منها ممن يحملون تصاريح دخول من سلطات الاحتلال أن يضبطوا إيقاع حياتهم على أوقات فتحه وإغلاقه، حيث يتحكم بضعة من الجنود بحياة آلاف الناس ممن يعتبر حاجز برطعة ممرهم الوحيد إلى الحياة.

ويشير عبد الله قبها من سكان برطعة لمراسلنا إلى أن هذا الحاجز غير أنماط الحياة في البلدة، تماما مثلما هو الحال في البلدات المعزولة خلف جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية.

وتتعدد أشكال المعاناة على حاجز برطعة، فكثيرا ما تجري عليه حالات اعتقال لتجار وعمال سواء ممن يعملون في سوق برطعة التجاري أو ممن يدخلون منه لأراضي 48، وبالنسبة لكثيرين فلا مجال لتجاوزه ما يجعلهم عرضة للاعتقال.


إبعاد قسري وهدم
وتتعدد أشكال المعاناة لسكان برطعة، بسبب الحصول على تصاريح الدخول والخروج من البلدة، ومن المفارقات في ذلك أن وزير الأسرى السابق وصفي قبها والذي ينحدر من بلدة برطعة يعتبر مبعدا عنها بقرار من سلطات الاحتلال التي تحظر عليه دخول بلدته منذ سنوات طويلة حيث يقطن في مدينة جنين ولا يستطيع زيارة والدته.

ويشير عضو المجلس القروي في برطعة توفيق قبها لمراسلنا إلى أن عمليات الهدم تتم بشكل مستمر في البلدة بذريعة منع التمدد الأفقي على أراضي البلدة المصنفة (ج)، حيث تزيد عمليات الهدم بشكل متسارع وتطال عشرات المنشآت التجارية والصناعية والسكنية سنويا. 

بؤرة تجارية مركزية
ورغم كل أشكال المعاناة استطاعت برطعة أن تجد لنفسها مكانا على الخارطة التجارية لشمال الضفة الغربية، ففي الوقت الذي تحولت فيه كثير من البلدات التي عزلت خلف جدار الفصل العنصري إلى معازل بلا حياة، فإن برطعة خلقت نموذجا فريدا مختلفا، إذ تحولت لمركز تجاري كبير لسهولة وصول فلسطيني 48 إليها بعدما أصبحت خلف الجدار، فأقيمت مئات المحال والمنشآت التجارية والصناعية فيها.

وأشار أحد تجار برطعة أحمد قبها لمراسلنا إلى أن ذلك لا يروق لسلطات الاحتلال التي كانت تهدف لتدمير القرية تدريجيا عقب عزلها خلف الجدار فإذا بها تتحول إلى سوق تجاري مركزي.

وأضاف أن غالبية أعمال الهدم تستهدف المنطقتين التجارية والصناعية في البلدة، وهذا ليس صدف ، فقد هدمت منشآت لصناعة الحجر وأخرى للفحم والتي قضى علبها تماما، ومزارع دواجن وماشية وعشرات المحال التجارية والورش بمختلف أنواعها.

وأردف: “لقد توسعت بلدة برطعة بشكل كبير وتضاعفت عمرانيا وسكانيا وأصبح غالبية تجار المنطقة لهم محال تجارية في برطعة وهذا لا يروق للاحتلال”.

تهديد من نوع آخر
وعقب عملية حاجز دوتان في (16-3-2018) والتي ينحدر منفذها الأسير علاء قبها من برطعة عمدت سلطات الاحتلال إلى التهديد بنوع آخر من العقاب الجماعي وهو تعديل مسار جدار الفصل العنصري بحيث يتم إدخال برطعة إلى أراضي الضفة مجددا وفق طلب تقدم به جيش الاحتلال للمستوى السياسي الصهيوني.

ويشير التاجر ناصر جرادات من جنين والذي يمتلك محلا تجاريا في برطعة لمراسلنا أن مثل هذا القرار يعني القضاء على الحركة التجارية في برطعة وقتل الحياة الاقتصادية بالكامل.

وأضاف أن الاحتلال يسعى لفرض إجراءات العقاب الجماعي لتخويف سكان البلدة والتجار فيها وإشعارهم بأن الجميع سوف يتعرض للخسارة في حال أقدم أي شخص على تنفيذ عمل ضد الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، 19 مواطنًا على الأقل، منهم والدة مطارد، خلال حملة دهم - فجر الأربعاء- في...