مؤتمر لغزة والمستفيد إسرائيل!

دموع التماسيح التي ذرفتها الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي في المؤتمر الذي عقداه الثلاثاء الماضي في البيت الأبيض حول “الأزمة الإنسانية في غزة” لم ولن تخدع شعبنا الفلسطيني؛ فهما سببُ آلام ودمار غزة. ما حدث تزييف للحقائق وتضليل للرأي العام العالمي عن مسؤوليتهما المباشرة عن قتل وحصار مليوني فلسطيني.
التظاهر الأمريكي بالحرص على غزة وحل أزمتها كذب وتدليس، ومحاولة مكشوفة لتمرير صفقة ترامب التصفوية للقضية الفلسطينية من البوابة الإنسانية، ومن عمق جراح غزة هو من اعتبر القدس عاصمة لـ”إسرائيل”، ومن يقطع تمويل الأونروا، ويوفر الغطاء لكل جرائم الاستيطان والإرهاب في الضفة وتحويلها إلى كانتونات معزولة وبسط السيادة الإسرائيلية عليها، وهو أيضا من يدعم شن الحروب على غزة وقتل أبنائها.
مؤتمر النواح الأمريكي -الذي يتحدث عن تخفيف وليس إنهاء معاناة غزة- لن يجبر غزة على التراجع عن ثوابت وحقوق شعبنا، فقد فقدت أمريكا مصداقيتها حتى أمام من صدّقوا وهم التسوية والرعاية الأمريكية لما تسمى عملية السلام، ما يجرى هو فقط لإنقاذ “إسرائيل” من تداعيات الانفجار القادم للغزيين ضد منظومة المحاصرين بعدما وصلت أوضاعها الكارثية إلى ما لا يمكن أن يتحمله بشر!!.
مؤتمرهم المزعوم استغلال لأوضاع غزة الجريح، وابتزاز سياسي ضد الفلسطينيين بهدف تمرير المخطط الأمريكي الجديد، و”إسرائيل” أكبر الرابحين من المؤتمر عبر تجميل وجهها القبيح وتصويرها الحريصة على أهل غزة، وتحقيقها خطوات في مسار التطبيع مع دول عربية، وصفعة من تلك الدول للسلطة الفلسطينية، إضافة إلى أن المساعدات التي وعدوا بها غزة -إن وصلت- سيمر معظمها من خلال “إسرائيل” التي ستراقبها وتمرر ما يخدم مصالحها وتستفيد منه اقتصاديا.
غزة لا تريد منكم مؤتمرات دعائية. ارفعوا الحصار الظالم عنها وامنعوا الحروب عليها، حينها غزة لا تريد منكم إغاثة أو مساعدات، غزة ليست قضية إنسانية فقط، بل أساسها قضية سياسية وحقوق وثوابت وأرض ووطن وشعب، والحل فقط بإنهاء الاحتلال وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه، ووقف الدعم الأمريكي السياسي والعسكري والمالي لـ”إسرائيل”، وعدم حمايتها أمام المجتمع الدولي أو منع ملاحقتها القانونية.
أحسنت السلطة الفلسطينية بمقاطعة مؤتمر النواح والكذب، لكنها لم تتقدم سنتيمترا واحدا لإنهاء معاناة غزة إنما تعمق أزماتها بعقوبات انتقامية تصل إلى حد الفضيحة الوطنية. يجب على السلطة الرد بخطوات عملية تبدأ بتعزيز المصالحة والشراكة الوطنية وإلغاء العقوبات الانتقامية بحق غزة من أجل مواجهة صفقة ترامب صفا فلسطينيا واحدا، والمضي قدما للنهوض بالمشروع الوطني الفلسطيني نحو التحرير والاستقلال.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

ما تأثير طوفان الأقصى على المكانة الدولية لإسرائيل؟
المركز الفلسطيني للإعلام خلصت ورقة علميّة، أعدّها وليد عبد الحي وأصدرها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات تحت عنوان: "تأثير طوفان الأقصى على مؤشرات...

عائلات أسرى الاحتلال تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو
المركز الفلسطيني للإعلام طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، اليوم السبت، بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، محذرة من تصعيد القتال في القطاع كونه...

حماس تدين العدوان الصهيوني على سوريا ولبنان
المركز الفلسطيني للإعلام أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العدوانَ الصهيوني الغاشم والمتواصل على الأراضي السورية واللبنانية، في تحدٍّ سافرٍ لكلّ...

حماس: شعبنا وعائلاته الأصيلة يشكّلون السدّ المنيع في وجه الفوضى ومخططات الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام حيّت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” جماهير شعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وفي طليعتهم العائلات والعشائر الكريمة، التي...

وجهاء غزة للعالم: كفى صمتا وتحركوا عاجلا لنجدة غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أدان وجهاء قطاع غزة وعشائرها -اليوم السبت- استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي الغذاء والتجويع "سلاحا" ضد أبناء القطاع،...

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...

القسام يبث تسجيلا لأسير إسرائيلي بعد نجاته من قصف قبل أسابيع
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، تسجيلا مصورا لأسير إسرائيلي قال فيه، إنه يحمل الرقم 24، وإنه...