الثلاثاء 06/مايو/2025

اللوز الأخضر.. بوابة دخول الربيع بفلسطين

اللوز الأخضر.. بوابة دخول الربيع بفلسطين

لا يعدّ اللوز كما الزيتون مجرد شجرة زراعية في فلسطين، بل يمتزج بالتراث والثقافة، كما أنه يشكل إشارة متعارف عليها إيذانًا بدخول الربيع.

وعلى مر العصور كانت شجرة اللوز الرفيق الأمثل لشجرة الزيتون في فلسطين، وتغنى بها الشعراء والزجالون، فيما يعدّ حوض البحر المتوسط الموطن الأصلي لشجرة اللوز منذ 3000 عام قبل الميلاد إلى أن انتشرت في مناطق مختلفة من العالم.

وفي هذه الأيام تزهر أشجار اللوز ويبدأ تشكل اللوز الأخضر الذي يؤكل نيئًا على خلاف معظم شعوب العالم التي لا تأكل اللوز إلا بشكله الجاف يبسًا.


null

ويقول بائع اللوز محمد أبو حطب لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إن سعر كيلو اللوز الأخضر في هذه الأيام يتراوح بين (80-120) شيقل (30 دولارا) وهو سعر مرتفع جدًّا لأن الموسم في بداياته الأولى متوقعًا أن يشهد انخفاضًا في النصف الثاني من آذار/ مارس.

من التراث

وتعدّ أهازيج مثل “والله لأزرعك بالدار يا عود اللوز الأخضر.. وأروي هالأرض بدمي تتنور فيها وتكبر”، وكذلك ” بلادي يا بلادي .. من أجلك بضحي بدمي وأولادي.. ما بنسى التلة مع سطح الوادي .. وما بنسى اللوزة ولا الزيتونة”.

ويقول المثل الشعبي: “يا لوز يا مجنون بتزهر في كانون”، وفي الأدب الفلسطيني، أطلق الشاعر الراحل محمود درويش على أحد دواوينه “كزهر اللوز أو أبعد”، ومن الكلمات الدارجة محليًّا مصطلح “الوضع لوز”، في إشارة إلى أن كل الأمور على ما يرام.

وتعدّ بلدة عقاب جنوب مدينة جنين أكثر البلدات زراعة للوز في فلسطين، بالرغم من أنه لم يكن إلا منذ سنوات قليلة حتى وصلت لـ 2300 دونم تتزايد سنويًّا، ويعود الفضل في إعادة زراعته في المنطقة إلى التعاونيات التي شكلها مزارعو البلدة من أجل التسويق.


null

بين الانتكاسة والنمو

وكان اللوز شهد انخفاضًا حادًّا في فلسطين في العقدين الأخيرين، حتى خسرت فلسطين 60% من أشجار اللوز فيها حتى عام 2012 إلى أن بدأت مشاريع جديدة لإعادة الاعتبار لهذا المنتج الاقتصادي.

وتعود أسباب العزوف عن زراعة اللوز، إلى ضعف القدرة على السيطرة على أمراضه مع انتشار “دبور اللوز” وعدد من الأمراض المعدية، إضافة إلى سهولة سرقة محصوله في المناطق الجبلية، وعدم توفر الخبرة الكافية للمزارعين لزراعته بطريقة حديثة ومجدية وبأصناف محسنة تدر كميات تجارية، وكذلك لقصر عمر الشجرة مقارنة مع شجرة الزيتون المعمرة.


null

ويقول سامر جرار، مدير مركز كنعان للأبحاث العضوية بجنين إنه يعمل في السنوات الأخيرة على تعزيز قطاع اللوز في المنطقة من خلال بناء شبكة من مزارعي اللوز تغطي منطقتي جنين وطوباس.

وعدّ جرار إنتاجية الدونم من اللوز تحديًّا كبيرًا يوازي العمل على توسيع رقعة الأراضي المزروعة؛ حيث إن إنتاجية الهكتار في فلسطين تبلغ 400 كلغم مقارنة بـ 2337 كلغم في كاليفورنيا (موطن زراعة 80% من إنتاج اللوز في العالم).


null

خطة لزيادة الإنتاج

ويشير جرار لمراسلنا إلى العمل مع مختصين على رفع الإنتاجية عامًا بعد عام مع التوجه لاستخدام الأساليب العضوية، إضافة إلى التغلب على شح المياه نتيجة قيود الاحتلال، والاعتماد على ري الأمطار.

وتتركز زراعة اللوز في مناطق مختلفة من فلسطين، وتتصدرها بلدة عقابا قضاء طوباس؛ حيث يبلغ عدد الأشجار المزروعة فيها 54 ألف شجرة مزروعة على 2300 دونم لتعدّ بذلك الأولى فلسطينيًّا من حيث الإنتاج السنوي بسبب مناخها الملائم لنمو اللوز، وطبيعة تربتها، وتوافر الخبرة الفنية والإدارية المتابعة لمتطلبات اللوز.


null

ويوضح المزارع نبيل غنام لمراسلنا أن صنف “حسن الأسعد” هو الأكثر انتشارًا من بين أصناف اللوز الخمسة التي تزرع في فلسطين، ويتم زراعته إضافة لصنف “أم الفحم”.

وطالب غنام بزيادة الاستثمار في قطاع زراعة اللوز، والعمل على سلسلة القيمة من خلال إقامة الصناعات المرتبطة به، وتطوير آفاق التصدير.


null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

صنعاء- المركز الفلسطيني  للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...