السبت 29/يونيو/2024

عين الحنية.. الجمال الذي تحاول إسرائيل انتزاعه من قلب القدس

عين الحنية.. الجمال الذي تحاول إسرائيل انتزاعه من قلب القدس

أطماع الاحتلال الإسرائيلي، في كل شبر في القدس المحتلة لا تنتهي، ولا تتوقف، وعمليات التهويد تجري في المدينة المحتلة على قدم وساق، وتحاول المؤسسة الإسرائيلية تغيير ملامح المدينة وتهويدها، مستغلة الإعلان الأمريكي المشؤوم.

وتنوي سلطات الاحتلال الإسرائيلي، السيطرة على “عين الحنية” الواقعة في قرية الولجة جنوبي القدس المحتلة، غربي مدينة بيت لحم، والأراضي المجاورة لها وتحويلها إلى “حديقة وطنية” للاحتلال ما يحرم الفلسطينيين من الوصول إليها، والتمتع بالطبيعة الخلابة.

عين الحنية
وتعد “عين الحنية”، من العيون المهمة جنوب القدس، وهي جزء من المشهد الطبيعي في “وادي النسور”، وهو الاسم الذي يطلق على تلك المقاطع من “وادي الصرار” التي تمر في المنطقة، بينما يسميه الإسرائيليون “وادي الزهور”.

ومن المعروف تاريخيا، أن عين الحنية تتدفق من باطن مغارة صخرية مرتبطة بمجموعة من القنوات المدفونة تحت الأرض، تصل عبر عدد من الشلالات الصغيرة إلى بركة تتوزع منها قنوات مياه أخرى.

يقول عمر حجاجلة عضو مجلس قروي الولجة: إن عين الحنية نبع تقع على أراضي 67، وكنا نتردد عليها بين الفينة والأخرى، للاستجمام والترويح عن أنفسنا، ولكن بعد بناء جدار الفصل العنصري حول الولجة لم نعد قادرين على الوصول إليها من القرية إلا من خلال الطريق الالتفافي للولجة.

وأضاف لمراسلنا أن سلطات الاحتلال تنوي نقل حاجز الولجة العسكري إلى موقع آخر بمسافة 2 كيلومتر عن الحالي ما سيحرم الفلسطينيين من أبناء الضفة الوصول إلى العين، موضحا أن هناك مخططا لإقامة حديقة وطنية على منطقة العين لصالح الاحتلال.

التاريخ والمستقبل

والعين بالنسبة لحجاجلة ولسكان الولجة، هي التاريخ والحضارة والمستقبل، وقال: إن العين بالنسبة لي كل شيء، وهناك مثل دارج عندنا يقول “من لم يشرب من عين الحنية فهو ليس ولجيا”.

وأوضح حجاجلة أن إقامة الحاجز الجديد سيمنع أهالي الولجة من الوصول إلى أراضيهم المزروعة بالزيتون واللوزيات، والتي تقدر بمئات الدونمات.

وعادة ما كان يصل بعض أهالي القرية في تحدٍّ للاحتلال، إضافة إلى بعض الرهبان الذين يقيمون صلوات إلى العين التي تعد ذات مكانة دينية عند المسيحيين أيضا.

وتحدثت الحكايات التاريخية أن عالم الآثار الفلسطيني الراحل ديميتري برامكي عثر خلال الحفريات التي كان يجريها في الثلاثينيات على بقايا كنيسة وقنوات مياه وبركة وأرضيات فسيفسائية عند عين الحنية.

ممارسات الاحتلال

وتحت عنوان “بلدية القدس تفتح العين للإسرائيليين فقط” أفادت حركة “السلام الآن” بأن بلدية الاحتلال تستثمر حاليا آلاف الشواقل نحو إقامة حاجز يمنع الفلسطينيين من الوصول إلى نبع “عين الحنية” الواقع بين القدس وضواحي بيت لحم، ما يحولها إلى مكان ترفيهي للاحتلال فقط. 

وتشير إلى أن “عين الحنية” تقع على طول الخط الأخضر على أراضي قرية الولجة الفلسطينية في منطقة “ناحل رفاعيم”، وكانت تستخدم على مدار الأجيال مصدرا لمياه الشرب والري للماشية والمحاصيل، وللترفيه.

والنبع هو أيضا نقطة جذب سياحية لكثير من المسافرين من القدس والمنطقة المحيطة بها. 

وقالت “السلام الآن”: إنه في عام 2010، أنجزت قوات الاحتلال الجدار الفاصل حول قرية الولجة وفصلها عن نبع “عين الحنية” وحوالي 250 دونما من أراضيها الزراعية.

وعلى الرغم من ذلك، بإمكان السكان الوصول إلى المنطقة بالسيارة أو سيرا على الأقدام لأن نقطة التفتيش الحالية تبعد عن النبع نحو 1.5 كيلومتر.

وفي عام 2013، تمت الموافقة على المخطط رقم 12222، بموجبه يتم تحويل المنطقة المحيطة بـ”عين الحنية” لحديقة وطنية، واستثمرت الحكومة ملايين الشواقل من خلال “هيئة تطوير القدس” لترميم العين.

ونتيجة لعملية الترميم ، تقرر نقل الحاجز العسكري الذي يبعد حوالي 2 كيلومتر إلى الغرب، حتى لا يتمكن الفلسطينيون من الوصول إلى العين.

وفي 12 شباط 2018، وافقت ما يسمى بـ”اللجنة الأمنية” في وزارة جيش الاحتلال على نقل الحاجز العسكري بذريعة “الحاجة الأمنية”. ولكن وراء هذه الحاجة الأمنية، مطالبة بلدية الاحتلال تطوير العين كموقع له فقط.

وقد كتب وزير شؤون القدس زئيف الكين “الليكود” هذا بشكل صريح على صفحة الفيسبوك: “في الوقت الحاضر، هدفنا هو نقل حاجز الشرطة إلى الحديقة لجعلها في متناول جميع سكان القدس!”.

وأكدت السلام الآن انتهاء أعمال البنية التحتية للحاجز العسكري الجديد وأن ما يسمى بـ”المحكمة المركزية” في القدس المحتلة ستناقش الالتماس المقدم من سكان الولجة بهذا الخصوص في السادس من الشهر الحالي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات