الخميس 04/يوليو/2024

صديق إسرائيل الحميم وزيرًا لخارجية أميركا

صديق إسرائيل الحميم وزيرًا لخارجية أميركا

لقي قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب -إقالة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون من منصبه، وتعيين مايك بومبيو بدلا منه- حفاوة “إسرائيلية” كبيرة، أبرزتها وسائل الإعلام العبرية.

وقال الكاتب في صحيفة “هآرتس”، حامي شيلف: إن إقالة ترمب وزير خارجيته تيلرسون تركت أصداءها الإيجابية في “إسرائيل”؛ لأنها تدل على عدم وجود انسجام بين الرجلين، رغم وجود مخاوف من أن تسفر عن حالة فوضى في الإدارة الأمريكية.

وأضاف في مقال “إنّ أحدا في تل أبيب لن يذرف دمعة على رحيل تيلرسون، الشخصية المنفرة لدى الإسرائيليين، مع قدوم الصديق الحميم لإسرائيل مايك بومبيو رئيس جهاز المخابرات الأمريكية السابق سي آي إيه”، وفق ترجمة “عربي21”.

وأوضح أن احتفال “إسرائيل” بإقالة تيلرسون تأتي في وقت “كان فيه متحمسا للاتفاق النووي مع إيران”، فيما الوزير المعين يعد شريكا لمطالب رئيس الحكومة “الإسرائيلية” بنيامين نتنياهو، في ضرورة تعديل هذا الاتفاق، أو إلغائه من الأساس.

أكثر الداعمين لـ”إسرائيل”
ويعد بومبيو من أكثر الداعمين لـ”إسرائيل”، وذا مواقف تصنّف بالصقرية في الملف الإيراني، ويعد كذلك تعيينه وزيرا جديدا للخارجية مؤشرا قاسيا على التوجه الجديد لواشنطن تجاه طهران، لأنه وصف ذات مرة الاتفاق النووي بأنه “كارثة”، وفق متابعين.

أما القناة “الإسرائيلية” العاشرة، فقد ذكرت بعض المواقف الخاصة بالوزير الجديد، وأهمها أنه مصاب بهوس الإسلاموفوبيا، ولديه تصريحات معادية للجالية الإسلامية في الولايات المتحدة، وعارض إغلاق سجن غوانتانامو، ويدعم سياسة التعذيب المتبعة في الأجهزة الأمنية الأمريكية، بل ويدافع عنها.

وأضافت أن بومبيو لديه شبكة علاقات جيدة مع ترمب، ويعد من أكثر المؤيدين لـ”إسرائيل” في حاشيته، وطالب في السابق بالانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي مع إيران.

كما أن سياسته الخارجية قائمة على الأبيض والأسود، دون مناطق رمادية، ما يعني أننا أمام دبلوماسية قاسية، غير مرنة، وهو بذلك يتفق مع ترمب في تعامله مع القضايا السياسية.

بدورها نقلت صحيفة “معاريف” ردود فعل “إسرائيلية” عن التطورات في وزارة الخارجية الأمريكية، وفق “عربي21”.

وذكرت أن نائب الوزير “الإسرائيلي” مايكل أورن، وهو السفير السابق في واشنطن، قال: إن بومبيو ودود جدا تجاه “الإسرائيليين”، ولا يتأثر في طريقة عمله ببعض العناصر العربية الموجودة في وزارة الخارجية الأمريكية، وهذا الأمر إيجابي لصالح “إسرائيل”؛ لكونه متحمسا لها.

وبارك دوري غولد الوكيل السابق لوزارة الخارجية “الإسرائيلية” تعيين بومبيو؛ لأنه يدرك جيدا حجم الأخطار التي يشهدها الشرق الأوسط، وطبيعة التهديدات التي تمثلها إيران في المنطقة، أكثر من أي إنسان آخر نظرا لخبرته الطويلة في عمل الاستخبارات الأمريكية، حسب زعمه.

وقال بومبيو في وقت سابق: إنه خلال ألفي طلعة جوية يمكن تدمير القدرات النووية الإيرانية، وهذه مهمة ليست مستحيلة لقوات التحالف، ولذلك فإنه بصدد اتخاذ عدة خطوات تجاه الاتفاق النووي، أو الابتعاد عنه كليا.

وقال مات بركس، رئيس التحالف اليهودي الجمهوري: إنه في كل المواقع التي شغلها بومبيو في المؤسسات الأمريكية الرسمية “كان صديقا لليهود الأمريكيين، وقريبا جدا من إسرائيل، ومعارضا شديدا للاتفاق النووي الإيراني، ما يظهر أخذه بعين الاعتبار المصالح الإسرائيلية، وما يجعلنا نشعر بالفخر تجاهه، ونحن سندعمه”.

وزار بومبيو في شباط/ فبراير 2017، السلطة الفلسطينية و”إسرائيل” (فلسطين المحتلة)، عقب تعيينه رئيسا لجهاز “سي آي إيه”، وزار القدس عضوًا من أعضاء الكونغرس عام 2015، والتقى نتنياهو، ووصفه بأنه شريك حقيقي للشعب الأمريكي.

من هو بومبيو؟
وأعلن ترمب -الثلاثاء عبر “تويتر”- تعيين بومبيو خلفا لتيلرسون. وكتب ترمب على تويتر بعدها: “مع مايك بومبيو، لدينا عملية تفكير متشابهة جدا”.

ولد بومبيو ونشأ في جنوب كاليفورنيا، والتحق بالأكاديمية العسكرية الأمريكية في ويست بوينت، التي تخرج فيها على رأس دفعته الدراسية في العام 1986، متخصصا في الهندسة.

وكان صعود بومبيو في مسيرته المهنية سريعا، واعتمد إلى حد كبير على الفرص السياسية التي أوصلته في النهاية إلى عتبة ترمب.

وخدم بومبيو في الأكاديمية لخمس سنوات، دون أن يخوض قتالا أبدا، ثم غادرها ليلتحق بكلية هارفارد للحقوق.

أسس لاحقا شركة هندسية في ويتشيتا في كنساس، حيث تضمن داعميه الماليين، الأخوين المحافظين كوش، المليارديرين في صناعة النفطة وواسعي النفوذ في الحزب الجمهوري.

وانتقل العسكري الأكاديمي سريعا للجنة الاستخبارات في المجلس، حيث تمكن بوصفه مراقبا لعمل وكالة الاستخبارات المركزية والوكالات الأمنية الأخرى من الاطلاع على أدق أسرار البلاد.

لكن اسمه عرف من خلال اللجنة الخاصة التي شكلها الجمهوريون للتحقيق في الهجوم، الذي أدى إلى مقتل السفير الأمريكي وثلاثة أمريكيين آخرين في القنصلية الأمريكية في بنغازي بليبيا عام 2012.

وجعلته اللجنة صوتا معارضا بارزا ضد المنافسة السياسية السابقة لترمب هيلاري كلينتون، التي حمّلها الجمهوريون حينها مسؤولية مقتل الأمريكيين الأربعة.

خلال توليه منصبه مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، طابق بومبيو لهجة تصريحات السياسة الخارجية لترمب.

وقال بومبيو: “كي تكون وكالة الاستخبارات المركزية ناجحة، يجب أن تكون هجومية وقاسية، وأن تعمل دون رحمة وبلا هوادة”.

وحاز على ثقة ترمب في الموجزات اليومية للأمن القومي، حيث تكيف مع نفور الرئيس من قراءة التقارير الطويلة عبر تحضير المعلومات الاستخباراتية في رسوم بيانية مبسطة حول المخاطر والتهديدات الدولية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات