الأربعاء 07/مايو/2025

كتلة البوليتكنيك.. بين مطرقة الاحتلال وسندان أمن السلطة

كتلة البوليتكنيك.. بين مطرقة الاحتلال وسندان أمن السلطة

بين مطرقة الاحتلال الصهيوني، وسندان أجهزة أمن السلطة، يعاني أبناء الكتلة الإسلامية، ومناصروها في جامعة بوليتكنك فلسطين في مدينة الخليل، جنوب الضفة المحتلة، خلال نشاطهم النقابي والطلابي.

فجامعات فلسطين التي ما تزال رافعة وطنية وثقافية للشعب الفلسطيني، ورافدة فكرية نحو التحرر والنهضة، لم تعد في ظل سطوة أمن السلطة، قادرة على حماية طلبتها، ولم يكن إطلاق لفظ “حرم” على ساحاتها، قادرًا على تحويلها إلى أماكن محرمة على الاستهداف.

الكتلة الإسلامية بجامعة بوليتكنك فلسطين في مدينة الخليل تعرض مناصروها خلال الآونة الأخيرة لنزف مستمر واعتقالات لا تتوقف، تُمارسها أجهزة أمن السلطة وقوات الاحتلال؛ إذ تصاعدت هذه الاعتداءات بحقهم مؤخرًا.

ولم يقتصر الحال على ما هو عليه، بل تحولت الجامعة لثكنة أمنية يضطر الطلبة للتعامل معها يوميًّا؛ فضباط أمن محسوبون على جهازي الوقائي والمخابرات يداومون في ساحات الجامعة والمرافق الإدارية، في سابقة خطيرة لا تمت للمواثيق الوطنية والأخلاقية بأي صلة.

استهداف ممنهج
تُفيد إحصائيات صادرة عن الكتلة الإسلامية في جامعة البوليتكنك، بأن أجهزة أمن السلطة في الضفة اعتقلت في سجونها قرابة 16 طالبًا جامعيًّا من مناصريها عرف منهم: نور الدين جعرون، وعبادة مرعي، وعلاء أبو عرام، وهارون سلهب، وعز الدين الهور، وأمجد سلهب، وحمزة عبد الغني، وفارس جبور، وعبد الله العاروري، وهيثم تركمان، ويونس التميمي، وعبد الرحمن الخطيب، وعبد الحكيم أبو عرقوب، وداود عمرية، وأحمد أبو طعيمة، حيث تعرض بعضهم للاعتقال أكثر من مرة.

كما عمدت الأجهزة الأمنية إلى اقتحام منزل الطالبة ناردين أبو زينة، وصادروا جهاز الجوال ولابتوبًا خاصًّا بها، كما استدعت ثلاث طالبات منهنّ الطالبة براءة عبد الرازق.

وضمن سياسة ممنهجة؛ فإن أجهزة أمن السلطة تُكثف من الاعتقالات في أوقات الامتحانات ونهاية الفصل الدراسي، وهي تمثل ترجمة لحالة مزاجية انتقامية تهدف لمنع الطالب من التخرج واستمرار معاناته ومعاناة أهله، وفي ذلك إمعان في الانتقام غير المبرر، يعكس عدم مهنية وموضوعية الأمن، ويدلل على الحالة البوليسية التي يتعرض لها أبناء الكتلة، والتي تهدف للحدّ من أنشطتها وشمولها وتعددها، ومحاولة لوقف تأثيرها الواضح والكبير على الطلبة، وفق المكتب الإعلامي لحماس بالضفة.

وتؤكد الكتلة أن استهداف الطلبة يعد عملاً منافياً للقيم الوطنية، وفيه تعطيل للمسيرة الأكاديمية للطلبة المستهدفين، وحرمان من حياة جامعية آمنة خالية من الاعتقالات، كما وتتسبب في تأجيل الفصول الدراسية.

كما أن أمن السلطة يتحمل عبء الاعتقالات التي ينفذها الاحتلال “الإسرائيلي” بحق أبناء ومناصري الكتلة، حيث يعتقلهم الاحتلال بعد إفراج الأجهزة الأمنية عنهم، في إطار التنسيق الأمني وسياسة الباب الدوار.

ملاحقات وتضييق صهيوني
وبالتوازي مع ملاحقات أمن السلطة، كثفت قوات الاحتلال وبشكل غير مسبوق، من اعتقالاتها التي شملت كوادر ونشطاء الكتلة الإسلامية، في محاولة منها للتضييق وتحجيم دور الكتلة عن واجبها الوطني.

وتشير إحصاءات الكتلة الإسلامية إلى تعرض (26) طالباً وطالبة من أبنائها ومناصريها للاعتقال، لينضموا بذلك إلى كوكبة من أبناء جامعتهم المغيبين في ظلمة السجون.

ومن هؤلاء الأسرى الطلبة: علاء الزعاقيق، وسياف إبراهيم، ومنجد عاشور، وبراء حميدات، ومصعب الزغير، وعدي عقل، ومحمد نجاجرة، وروحي أبو شمسية، ومحمد فارس أبو عرقوب، ومصعب قفيشة، وسجود درويش، ومحمود عصافرة ومحمد عمر، وبراء عصافرة، وطارق التميمي، وليث عصافرة، وعز الدين أبو حسين، ومعتصم النتشة، بالإضافة للطالبات: إسراء العيدة، وبيان خمايسة، وسارة حميدة، وجميعهم من كوادر ومناصري الكتلة الإسلامية.

ودائما ما دعت الكتلة الإسلامية لإطلاق الحريات، ورفع القيود عن العمل الطلابي في الجامعات، ونادت المنظمات الحقوقية والقانونية، بالتدخل للضغط على السلطة الفلسطينية وسلطات الاحتلال لوقف الاعتقالات والاستدعاءات على أسس سياسية، والتحقيق في جرائم التعذيب التي ترتكب بحق الطلبة وبشكل منهجي.

كما ناشدت في مرات عديدة إدارة الجامعة وعمادة شؤونها العمل الحثيث على وقف عسكرة الجامعة، وضرورة توفير بيئة طلابية آمنة تدعم حرية العمل النقابي والطلابي، وتعيد للحركة الطلابية دورها الطليعي الذي اضطلعت به تاريخياً.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات