استهداف الموكب.. التهويل مقابل الحقيقة!

المبالغة والتهويل.. هذا هو أقل ما توصف به تغطية وسائل إعلام السلطة وحركة فتح، للانفجار الذي استهدف موكب رئيس الحكومة رامي الحمد الله، ومسؤول المخابرات ماجد فرج، قرب حاجز بيت حانون شمال قطاع غزة.

روايات مضللة
فبعد قليل من الانفجار، سارعت وكالة معا الإخبارية، المعروفة بقربها من مسؤول المخابرات، إلى تقديم روايتها، مدعية أن مُستهدِفي الموكب فجروا ثلاث سيارات، ثم شرعوا في إطلاق النار باتجاه الموكب.

وذكرت أن سبعة أشخاص أصيبوا بعملية تفجير الموكب، منهم ثلاثة أصيبوا باستهداف سيارة “بي ام دبليو” كان من المقرر أن يكون داخلها اللواء فرج.

رواية هوليودية قدمتها وكالة معا

أما وكالة الأنباء الرسمية وفا، فتحدثت هي الأخرى عن نجاة رئيس الحكومة رامي الحمد الله، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، من محاولة اغتيال استهدفت موكبهما في منطقة بيت حانون شمال قطاع غزة.

وادعت أن المنفذين استهدفوا الموكب بإطلاق النار بعد وقوع التفجير، دون أن تشير ما دور حراس الموكب -وجميعهم من أجهزة السلطة- في التصدي لهؤلاء المسلحين، ودون أن تعزز روايتها بفيديو يدلل على هذه الرواية.

رواية وفا

وتكررت هذه الروايات على ألسنة العديد من مسؤولي السلطة وفتح، الذين لجؤوا للمبالغة في تقدير حجم الانفجار والاستهداف، وغالوْا كثيرا في تفصيلات تنفيذه، ليوظفوها في اتهامات جاهزة لحركة حماس، وفق المتابعين.

رواية الداخلية
في المقابل، المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني إياد البزم، أكد أن انفجاراً وقع أثناء مرور موكب رئيس الوزراء في منطقة بيت حانون شمال قطاع غزة، لم يسفر عن إصابات، معلنا أن الأجهزة الأمنية تحقق في ماهية الانفجار.

وأشار إلى أن الموكب استمر في طريقه لاستكمال الفعاليات المقررة اليوم، ما يدلل على أن الموكب لم يتعرض لإصابات وأضرار فعلية، دون التقليل من خطورة الحدث.

مصدر يكشف التفاصيل
مصدر أمني أكد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن التحقيقات الأولية تشير إلى استخدام عبوة مزروعة على جانب الطريق، ولم تكن تحمل شظايا، ومحدودة التأثير لدرجة أنها لم تؤثر في عامود الكهرباء الذي زرعت بالقرب منه، وفجرت في نهاية مرور الموكب، وباتجاه يبدو أنه قصد عدم إيقاع ضحايا.

وتقاطعًا مع رواية المصدر الأمني لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” وما أعلنته وزارة الداخلية، جاءت الرواية التي قدمها المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ما يثير تساؤلات حول دوافع إعلام ومسؤولي السلطة وفتح، للتهويل والمبالغة فيما جرى.

رواية مركز حقوقي
ووفق بيان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فعند وصول موكب رئيس الحكومة رامي الحمد الله، في حوالي الساعة 10:00 صباحاً قبالة مصنع مصلح لصناعة الحجارة الواقع قرب محطة الشوا للبترول بشارع صلاح الدين ببلدة بيت حانون، وقع انفجار قوي مصدره جسم متفجر زرع أسفل عامود لإنارة الشارع، ما أدى لتضرر مركبتين من الموكب لونهما أسود من نوع دودج (DODGE)، أدى لتوقفهما بشكل كامل، بالإضافة لتضرر حوالي 5 مركبات أخريات من الموكب بشكل طفيف.

وأشار إلى أنّ الموكب واصل مسيره، دون السيارتين المتضررتين، وتوجه رئيس الوزراء للمحطة وافتتحها.

“مبالغة مفضوحة”
التهويل الذي استخدمه إعلام السلطة دفع بعض الناشطين للسخرية من هذه “المبالغة المفضوحة”، التي تشي بوجود توظيف سياسي لما جرى يضع الفعل نفسه في دائرة الاتهام؛ وفق الخبراء.

الإعلامية أسماء الغول، شاركت صورة لخبر وكالة معا حول تفجير 3 سيارات مفخخة والمسلحين مطلقي النار، وسخرت من الرواية الهشة المقدمة بتعليقها أن هنا من نزل من الفضاء وخطف المسلحين.

كما حظيت صورة نشرتها وسائل إعلام السلطة لأحد المصابين المفترضين بسخرية المعلقين؛ لكون الشخص بدا في كامل لياقته ولم تظهر عليه آثار إصابة أو حتى غبار الانفجار.