المحرر المبعدعز الدين.. من قيد السجن إلى زنازين المرض

لم يبدُ وجهه شاحبًا منذ أن استقبلته غزة بوشاحها المقاوم يوم أن خرج حراً في صفقة “وفاء الأحرار”، ولكن الشحوب كان سيد الموقف في لحظة مرضه الذي هاجمه على حين غرة، فغلبها بابتسامة كتلك التي قهرت السجن محاولاً أن يقهر به المرض.

فعلى سرير مرضه الذي يعرف بأخطر أمراض العصر “اللوكيميا” يمكث الأسير المحرر المُبعد طارق عز الدين في مستشفى الرنتيسي ينتظر الدقائق واللحظات كأنّه عاد إلى الزنزانة، ولكن بشكلٍ آخر.

من هو عز الدين؟
طارق عز الدين  هو أحد أبرز قادة سرايا القدس بمدينة جنين بالضفة المحتلة، وقد اعتقلته قوات الاحتلال الصهيوني عام 2002م بعد معركة جنين البطولية.

وجّه العدو الصهيوني له تهمة الانتماء للسرايا والقيام بعمليات فدائية واستشهادية أدت إلى مقتل إصابة نحو 70 مغتصبًا صهيونيًّا، وقد منّ الله عليه بالإفراج في صفقة وفاء الأحرار مع ثلة من كبار الأسرى، وما يزال شقيقه شاهد عز الدين يرسف خلف قضبان الاحتلال.

صوت الأسرى
إذاعة “صوت الأسرى” في غزة، هي حلقة الوصل بين الأسرى في سجون الاحتلال وأهاليهم، وقد أصبحت جهة إعلامية موثوقة لدى الأهالي ووسائل الإعلام، حيث تولى المحرر طارق عز الدين قيادة هذه المؤسسة الإعلامية والتي تعمل يومياً على نقل رسائل أهالي الأسرى وبث همومهم وشكواهم.

مناشدة لإنقاذ حياته
وناشدت عائلة وأصدقاء الأسير المحرر والمبعد إلى قطاع غزة طارق عزالدين، ضرورة السماح له بالسفر لتلقي العلاج العاجل، نظراً لسوء حالته الصحية بعد اكتشاف مرض “لوكيميا الدم”.

ويرقد عز الدين، على سرير المرض في قسم أمراض الدم بمستشفى الرنتيسي وسط مدينة غزة، منذ أسابيع دون أن يجد العلاج المطلوب لحالته بعد اكتشاف حالته.

وذكر ذووه أن حالة عز الدين حالته تتراجع يوماً بعد يوم، وهو بحاجة للعلاج في مستشفى متخصص خارج قطاع غزة، موضحين أن عزالدين ممنوع وغير مسموح له بالدخول للعلاج في مشافي القدس أو الضفة، كما أن علاجه غير متوفر في القطاع، لذا فهو بحاجة للخروج عبر معبر رفح إلى مشافي مصر الشقيقة.

ولا تتوقف دعوات أهالي الأسرى والإعلاميين ممن عرفوه على طريق العمل المهني، بالدعاء لـ”طارق” فيما يبقى الصوت عالياً “أنقذوا طارق قبل فوات الأوان، وساعدوه في طرق الأبواب علّها تفتح أمامه ليلقى علاجا يعيده سالما ليواصل مسيرته ورسالته في الحياة”.