الأربعاء 07/مايو/2025

ياسر دحلان .. من الفن التشكيلي إلى صناعة المقاعد

ياسر دحلان .. من الفن التشكيلي إلى صناعة المقاعد

آخر ما كان يتوقعه معلم التربية الفنية ورسام الفن التشكيلي ياسر دحلان أن يشيّع فرشاته وألوانه الزيتية إلى مثواهما الأخير ويستبدلهما بمهنة النجارة وسط شظف العيش في حصار غزة.

في الأيام الخوالي يوزع ياسر وقته بين رسم لوحات الفن التشكيلي والنحت ورسم الجداريات، وتعليم طلبة الثانوية العامة مادة التربية الفنية، لكنه مؤخرًا هجر الفن وهو يطارد لقمة العيش.
 
ويعمل الفنان ياسر دحلان معلمًا في مدرسة العزّ بن عبد السلام ويتقاضى نصف راتبه، شأنه شأن آلاف موظفي وزارة التربية والتعليم الذين ترفض حكومة الوفاق دفع رواتبهم منذ سنوات.


null

فنان صاعد

بدأ ياسر دحلان (33 عامًا) مشواره الفني منذ كان صغيرًا في الرسم، ثم تحوّل إلى النحت والنحت الجداري، وحاول لاحقًا إدخال الحركة والإضاءة في ما ينحته بنظام الأبعاد الثلاثية.

يقول دحلان لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “رسمت شخصيات وبورتوريهات ولوحات حرق على الخشب، فأنا أنتمي للمدرسة الانطباعية التي تمنح اللوحة انطباع الفنان، ونسميها أحيانًا المدرسة التأثيرية بتأثير اللون والضوء”.

شارك ياسر في معارض محلية كثيرة، وقدّم أعمالاً بيده، وكثيرًا تحت إشرافه في وزارة التربية والتعليم التي يعمل معلمًا فيها، ودخل مجال الرسوم المتحركة، لكنه انقطع عن أعماله الفنيّة بسبب سوء الأحوال المادية وحصار غزة.


null

لوحات وأعمال دحلان تحمل نبض الحياة اليومية بغزة وقضية فلسطين، وهو دائم المتابعة لمواقع الفن التشكيلي الأجنبية على الإنترنت لمعرفة آخر التقنيات، ومحاولة الاقتباس والابتكار.

ويتابع: “للأسف.. لا تقدير للفنان في غزة مؤخرًا، ويؤسفني ملاحظة متابعات لفنانين أداؤهم متواضع، لأن لهم علاقات بشخصيات مهمة، والأصل أن الفنان في مرسمه دومًا ولوحاته هي من تعرف الناس به”.


null

الفن والنجارة

قديمًا، حاول دحلان مرارًا الاستقالة من وظيفته، والتفرّغ، للفن لكنه أمام تصاعد الحصار وأزمات الرواتب عدل عن رأيه؛ فعدد اللوحات القليلة التي يبيعها اختفي بالكامل.
 
ويضيف: “قبل فترة طلب مني صديق أن أصنع له مقاعد بشكل فنّي، وشجعني لعمل إعلان ممول على الإنترنت، وبعد ذلك بدأت أصنع من الخشب المستخدم في حمل البضائع المعروف بالمشطاح مقاعد وأسرّة وطاولات، وبدأت الطلبات تردني من زبائن”.


null
 
في الرواق المؤدي لمنزل دحلان، تتكدس صناديق خشبية تمهيدًا لقصها واستخدام أخشابها في أعمال النجارة، بينما تضيق ورشته الصغيرة بمقاعد نصف جاهزة، وأخرى تتجهز للطلاء.

ويتابع: “صنعت مقاعد وأسرّة أطفال بنظام طوابق وطاولات، ومنحتها اللمسة الفنية، وحاليًا أحاول إدخال الزخارف فوقها، لأن علاقتي بالخشب قديمة من زمن الحرق على اللوحات ورسم الفن التشكيلي”.

إحباط وانقطاع

وانقطعت أعمال دحلان الفنيّة سوى من بعض طلبات الأصدقاء الذين يطلبون منه رسم صورهم الشخصية؛ فالناس في غزة حسب قوله يقدرون الفن لكنهم لا يملكون اليوم قوت يومهم.

ويبدو ياسر محبطًا من تطور مستقبله الفنّي؛ فقد كان حلمه القديم أن يتفرّغ للفن التشكيلي والرسم، لكنه اليوم يجد نفسه مضطرًا إلى العمل في ورشة النجارة التي تمنحه القليل من المال بعد أن هجر الفن في رحلة البحث عن بديل يساعده على العيش بكرامة.


null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيد بقصف الاحتلال مركبة بصيدا جنوب لبنان

شهيد بقصف الاحتلال مركبة بصيدا جنوب لبنان

المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مواطن لبناني، صباح اليوم الأربعاء، في قصف طائرات الاحتلال الحربية، مركبة في مدنية صيدا جنوب لبنان. وأفادت الوكالة...