السبت 29/يونيو/2024

لماذا يستقيل.. وكيف سيكون اليوم التالي لغياب عباس؟

لماذا يستقيل.. وكيف سيكون اليوم التالي لغياب عباس؟

تتزايد الأسئلة وتتوارد الأنباء المتسارعة حول مصير رئيس السلطة محمود عباس، جراء انهيار مشروعه السياسي، بعد شروع الإدارة الأمريكية بتسويق”صفقة القرن”، وإثر التدهور المتسارع الذي طرأ على صحته مؤخراً، الأمر الذي دفع “إسرائيل” على المستويين الأمني والسياسي إلى تدارس اليوم الثاني لغيابه، كونه يمثل رئيس السلطة، ورئيس حركة فتح.

هل انتهى دوره؟

هذا التساؤل طرحه “المركز الفلسطيني للإعلام” على عدد من المحللين السياسيين، في ظل المعطيات التي تؤكّد أنّ رئيس السلطة محمود عباس، قد يفجر قنبلة استقالته من العمل السياسي في افتتاح جلسة المجلس الوطني الفلسطيني، الذي من المقرر أن يعقد في نهاية نيسان القادم، إذ تعد المرة الأولى التي يعقد المجلس دورتين متتاليتين بهذا الشكل المتسارع.

بعض المحللين الذين كان من بينهم طلال عوكل، أكّدوا أنّ رئيس السلطة قد يكون قرر الاستقالة، لإدراكه أنّ قبول “صفقة القرن”، لا يمكن، لأنها لا تحقق ما يهدف إليه مشروعه السياسي.

“إسرائيل” بدورها،  بدأت مؤخراً الحديث عن اليوم التالي لغياب عباس، وهذا ما تفسره تصريحات أفيغدور ليبرمان وزير الحرب الصهيوني، الذي أكّد أنّه بدأ الحديث مع شخصيات فلسطينية مباشرة دون التنسيق مع السلطة الفلسطينية.

ويشير عوكل في هذا الإطار، إلى أنّ الأمر يتعلق بأسئلة “متى وكيف يغيب الرئيس؟”، قبل أن يجيب: “إذا كان هناك ترتيبات فلسطينية مسبقة، وهي تحتاج إلى توافق وطني وليس قرارا فتحاويا أو قرارا لمنظمة التحرير، فإننا أمام مرحلة انتقالية عملية مفروض أن تنتهي بانتخابات، أما دون ذلك فستعم الفوضى”.

وهو ما تتوقعه الأوساط “الإسرائيلية”، إذ قال ما يسمى بـ”وزير شؤون القدس” زئيف ألكين، إنّ “إسرائيل مطالبة بالاستعداد لليوم التالي لغياب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بصورة مفاجئة عن المشهد السياسي الفلسطيني، خاصة أنه لم يُعِد منظومة إدارية لنقل السلطة إلى خليفته”.

كما نقل مراسل القناة السابعة للمستوطنين “شمعون كوهين” عن ألكين، أن الفوضى الأمنية مرشحة لأن تعم الأوضاع الفلسطينية بعد انصراف عباس عن الساحة السياسية، مما يتطلب من “إسرائيل” أن تأخذ بعين الاعتبار التبعات الأمنية والمدنية المتوقعة على هذا التطور الخطير.

هل يفجر نبأ استقالته؟

حالة الاستعجال في عَقد المَجلس الوطني الفِلسطيني، وبَعد ثلاثة أشهر من انْعقاد المَجلس المركزي، تُوحي بأنّ “عباس” يُريد أن يُفجِّر “قنبلة” في خِطابه القادِم، الذي قد يكون الأخير فِعلاً، المتوقع عقده في نهاية نيسان القادم.

عباس زكي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، كشف عن تعرض رئيس السلطة محمود عباس لتهديدات متكررة من الاحتلال “الإسرائيلي” وحلفائه.

“زكي” قال في مقابلة مع قناة “الميادين” الفضائية، “هناك تهديدات متواصلة للرئيس عباس، وهناك مؤشرات على ذلك، فالاحتلال يرفض قيادة أبو مازن ويتآمر لإيجاد بديل عنه”، كما قال.

ووفق ما نقلته صحيفة الأخبار اللبنانية، فإن مسؤولين في السلطة الفلسطينية، قالوا إنه من المتوقع أن يعلن “أبو مازن”، في الأيام المقبلة عن وريث لمنصب رئيس حركة فتح ورئيس جديد.

وكشفت أن “عباس” يمكن أن يستقيل في الأسابيع المقبلة بسبب تدهور حالته الصحية، حيث طلب منه الأطباء العناية بنفسه.

لن يستقيل!

“عباس بمقدوره الاستقالة، ولكنه لن يفعلها، فهو يقاتل ويحارب من أجل بقائه في السلطة، لأنّ هناك مشروعا، وهناك مستفيدون من هذا المشروع”، هذا ما ذهب إليه المحلل السياسي والأكاديمي أسعد أبو شرخ.

ويؤكّد أبو شرخ، أنّ مشروع عباس أضر بالشعب والقضية الفلسطينية، مبيناً أنّه “آن الأوان لأن يكون هناك قيادة جديدة ودماء جديدة تغير الاستراتيجية وتوحد الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده”.

وبضيف: “الرئيس عباس هدد أكثر من مرة بالاستقالة وتراجع، وفي تقديري لن يفعل ذلك لأنّه يحب السلطة، ويحارب من أجلها جداً”.

بدوره، يقول المحلل عوكل، إنّ استقالة عباس من رئاسة السلطة، قد يعود على فتح باختيار نائبه لقيادة فتح، ولكّنه لن يكون رئيسا للشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير، وهو ما يتطلب انتخابات بتوافق وطني شامل.

وبين النفي والتأكيد على إمكانية استقالة عباس، يبقى الأمر مرجحاً لخيار التأكيد في ظل خطابه الأخير في حضرة المجلس الثوري لحركة فتح، الذي قال فيه: “قد تَكون هذهِ آخر جَلسة لي معكم، وما في حَدا ضامِن عمره”.

كما عبّر بذلك بإيحاءات أكّدت عجزه السياسي، بذكره ما وصفها بـ”المؤامرة الأمريكية”، وقوله: “قُلتها بعد هيك وبعيدها.. لن أُنهي حياتي بخِيانة”، وتأكيده “غير دولة فلسطينيّة عاصِمتها القُدس الشرقيّة على حُدود الرَّابِع من حزيران عام 1967 مِش راح نقبل، وما حدا بيموت من الجُوع”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات