جوجل تقر بتعاونها تكنولوجيًّا مع الجيش الأمريكي

أقرت شركة جوجل بأنها تعاونت مع وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، بالسماح لها باستخدام تكنولوجيا التعرف على الصور الخاصة بها، في إطار مشروعٍ عسكريّ يسعى لتحليل صور التقطتها طائراتٌ موجَّهة.

ونقل موقع الـ”بي بي سي” عن متحدثة باسم “جوجل”، الخميس، قولها: إن “التعاون تضمن تقديم أدوات برمجية تسمح لوزارة الدفاع الأمريكية باستخدام شيفرة تُعرف بـ(تنسور فلو)، وهي مجموعة من الهيكليات مفتوحة المصدر للذكاء الاصطناعي”.

وأضافت: “تحدد التكنولوجيا الصور؛ كي تتم مراجعتها من البشر، وهي فقط للاستخدام غير الهجومي”.

وتابعت المتحدثة، التي لم يذكر الموقع اسمها، أن “الاستخدام العسكري لتعلُّم الآلات يثير المخاوف بطبيعة الحال، لكننا نناقش هذا الموضوع بالغ الأهمية على نحو جديّ داخلياً ومع الآخرين، في الوقت الذي نواصل فيه تطوير سياسات وأساليب حماية بشأن التطوير واستخدام تكنولوجيا تعلم الآلات”.

وأشار موقع الـ”بي بي سي” إلى أنه علم أن “الخوارزميات التي تداولتها الشركة مع (البنتاغون)، ليست مصمَّمة لاكتشاف الوجوه؛ بل مصممة لتحديد موضوعات عامة للصور، منها السيارات والطيور والأشجار، وثمة اعتقاد بأنها لا تُستخدم لإطلاق أو التحكم في الطائرات الموجَّهة بحد ذاتها”.

جاء هذا الإقرار بعد أن نشر موقع “غيزمودو” الإخباري تقريراً، أشار فيه إلى استخدام الجيش الأمريكي مشروع “بروجيكت مافين”، الذي أعلن عنه في يوليو 2017، وينطوي على استخدام خوارزميات لتحديد موضوعات الصور المثيرة للمخاوف من بين كميات هائلة من الصور المتحركة والثابتة التي تلتقطها طائرات موجَّهة.

وعن الأسباب التي دفعت وزارة الدفاع الأمريكية للاستعانة بشركة جوجل، قال جوستين برونك، الباحث بمركز أبحاث معهد الخدمات المتحدة الملكية: إن “الكميات الهائلة من البيانات من جانب القوات الجوية الأمريكية والاستخبارات المركزية الأمريكية، فضلاً عن الحلفاء مثل بريطانيا، التي تستخدم هذه الطائرات الموجهة في مناطق الصراع مثل العراق وأفغانستان، تفوقت على قدرات تشغيل واستغلال منظمات العمل الاستخباراتية التي تركز على البشر داخل هذه الدول”.

وأضاف: “تعدّ (جوجل)، بوصفها المطور الرئيس لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، الخيار الواضح للشراكة أمام وزارة الدفاع الأمريكية، وإن كانت أقل المؤسسات تحمُّساً من جانب الموظفين وأصحاب الأسهم للعمل مع الجيش”.

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الأمريكية: إنها “تركز حالياً على وضع تصنيف لموضوعات الصور المتعلقة بالحرب على تنظيم الدولة في العراق وسوريا”.

وقال الكولونيل دريو كوكور: “لا يوجد صندوق أَسود يوفر للحكومة ما تحتاجه من نظام الذكاء الاصطناعي، على الأقل في الوقت الراهن”.

وأضاف: “السبيل الوحيد لإنجاز ذلك هو التعاون مع شركاء تجاريين”.

و”جوجل” ليست الشركة الأمريكية الوحيدة المشاركة في المشروع؛ إذ كانت شركة “نفيديا” لصناعة الشرائح الإلكترونية قد نشرت مدوَّنة، في وقت سابق، بشأن مشروع “بروجيكت مافين”، وفُهم أيضاً أنها تتعاون مع وزارة الدفاع الأمريكية في هذا الشأن.