الخميس 04/يوليو/2024

أسير يكتب لطفلته ذات العامين.. ماذا قال لها؟

أسير يكتب لطفلته ذات العامين.. ماذا قال لها؟

هي السمو الذي يتعالى به على سجانه، والمنى الذي تبعث فيه روح الحياة، هي أغلى وديعة لديه، هي جوع الحب حيث لا شبع، والحبل السري الذي يربطه بالحياة.. “يا لحن الحياة، أرجوك لا تقتلني بمعزوفتك الخالدة، التي لا زال صداها يطرب أذني، أرجوك لا تناديني (بابا)، فهذه “الموسيقي” تقتلني باليوم ألف مرة، وأنا العاجز عن إجابتك يا “أسمى المنى”؟.

كتب لها الأسير عبد الرحمن نصوح اشتية (33 عاما)، وهي بالكاد تنطق الحرف، خاطب مشاعرها وعقلها، في مطلع رسالته، قائلا: “إليك رسالتي الأولى، استودعها حتى تقرئيها يوما، علّها تجيبك عن سؤال القلب الصغير: وين بابا؟”.

وهو يحاول أن يثبت ساعة الزمن على آخر مشهد بينهما، لحظة احتضنها مودعا، يقول لها: “لقد مضى شهر على الفراق يا (أسمى المنى)، فرفقا بقلب أبيك، وأنت المسيطرة قلبا وفكرا وروحا عليه، ستكبرين والمشهد حاضر متكرر، بوجود هذا المحتل، لكن مع كل لحظة، يدور ببالك هذا المشهد ستدركين، حقنا الأسمى وباطلهم الوضيع”.

ويضيف في رسالته من سجن “جلبوع” الصهيوني: “يا ابنتي تتملكني الحيرة يا روحي وأنت ابنة العامين في مشاعرك، الكبيرة في انتباهاتك الآسرة، اكتب لك طفلة وصديقة، ونحن اللذان امتلكنا لغة أعين ومشاعر وأحاسيس، ترجمتها ابتسامات وضحكات واطمئنان وحنان، ثم باغتنا الفراق، فإذا هو يجعلنا نكبر، أعواما”. 

يتذكر ساعة الاعتقال ورعشة قلب ابنته: “أحاول يا زهرة العمر – ولا أستطيع – أن أنس لهفتك، وخوفك من كلاب الليل، أدرك أنها لحظات حفرت في ذاكرتك كما جرحت فؤاد الأب والزوج، وهو على باب كهف الفراق”، قبل أن يطمئنها وكأنه يحتضنها: “سيبدد كل تساؤلاتك، حبنا الفلسطيني الجميل وكرههم القبيح”.

ودائع الله
يعزيني يا عيوني في ذاك المشهد رغم دموعك المكلومة ودموع أمي وأمك المكتومة، وآهاتي المكظومة، “أنكما ودائع عند الله.. هو خير حافظا وهو أرحم الراحمين”.

ويحاول أن يسلي وحدة “أسمى المنى”، “مرّت الأيام من تحقيق، إلى سجن مجدو، ثم سجن جلبوع، وفي كل يوم هنالك أسرى مثلي، وبنات مثلك بل أمرّ، باعد بينهم كهف الفراق، سنوات وسنوات ولا يزال الأمل بالله ينبض شوقا وحياة فيهم، يكبر حيث يكبرون”.

ويذكر ابنته بقبلة الوداع قبل الاعتقال: “وصلت إلى سجن جلبوع، وإذا بعدد من الأسرى والأحباب يفاجئونني بالصورة، التي حاولت استحضارها .. مقال على جريدة القدس – التي وللمناسبة تدخل الأقسام نادرا بسبب تضييق المحتل، كان المقال عند لحظة اعتقالي وعند قبلة الوداع.

يتابع: “الصورة العفوية كانت تحكي كثيرا من المشاعر المختلطة، وكان القدر أن أرى صورة لنا، كنت أرسلتها لعمك محمد، وخالك حذيفة قبل سنتين أيام كانا في الأسر- صورة بنفس زاوية صورة الوداع – ليس الفرق بينها إلا الاحتلال، حيث يخيم بظلمه وعنجهيته على ألوان الفرح”.

يشار أن المهندس عبد الرحمن نصوح اشتية (33 عاما) من بلدة سالم شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، كان على موعد مع اعتقال جديد بتاريخ(17-1-2018)، لكنه مختلف عن اعتقالاته السابقة.

خمس مرات اعتقل اشتية، القيادي السابق بالكتلة الإسلامية في جامعة النجاح، بعضها كان اعتقالا إداريا، والآخر بلائحة اتهام، وأمضى نحو سبع سنوات في سجون الاحتلال، الأمر الذي استغرق معه حصوله على شهادته الجامعية بالهندسة المدنية 13 عاما.

لكن هذا الاعتقال هو الأول له بعد الزواج والإنجاب، حيث أفرج عنه من آخر اعتقال عام 2014 بعد أن خاض الإضراب عن الطعام مع بقية الأسرى الإداريين، ليتزوج بعدها ويرزق بطفلته الأولى “أسمى المنى”، فيما ينتظر قدوم طفله الثاني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الحوثي: استهدفنا 162 سفينة منذ بدء عملياتنا

الحوثي: استهدفنا 162 سفينة منذ بدء عملياتنا

صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن زعيم جماعة أنصار الله اليمنية، عبد الملك الحوثي، الخميس، إن الجمعة استهدفت 162 سفينة منذ بدء عملياتها وهجماتها...

الاحتلال يعلن إصابة 17 عسكرياً في غزة

الاحتلال يعلن إصابة 17 عسكرياً في غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، اليوم الخميس، إصابة 17 عسكريا من جنوده وضباطه في المعارك مع المقاومة الفلسطينية في...