السبت 03/مايو/2025

كوب قهوة يشفي أحزان أربعة مرضى أورام بغزة!

كوب قهوة يشفي أحزان أربعة مرضى أورام بغزة!

ضيف الساحل الوحيد على شاطئ مدينة الزهراء جنوب غزة، هو مقصف القهوة الصغير، الذي لا يغلق نافذته صيفاً ولا شتاء فيلبي رغبة الطامعين في فنجان يتنسمون معه نسائم البحر.

ما وجدته في قصة الشاب محمد موسى أبو عوض (29 عاما) لم أجده في قصّة أخرى، فالشاب يسعى لكسب قوته، ويجني شواكل معدودة في أسرة تضم أربعة مرضى أورام.

أحوال أبو عوض المادية صعبة للغاية، فهو متزوج ولديه طفلة (4 سنوات) وأسرته تكافح عقبات الحياة والمرض وسط حصار يضرب القطاع، لكنه في الوقت ذاته يرى أن غزة أجمل مكان في العالم بعد أن جرّب مرارة الغربة.

أجمل مكان
كل يوم قبيل الخامسة فجراً، يقطع محمد ثلاثة كيلو مترات مشياً على الأقدام ليصل إلى (الكشك الخشبي) الذي أقامه على الشاطئ في مارس عام (2014) .
 
يقول لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “في الصيف أبيع في الكشك قهوة وشاي وكابتشينو وذرة وكعك، وما يطلبه الزبائن، لكن الآن في الشتاء تصل الساعة العاشرة صباحاً حتى أرى أحدهم، ومعظم الأيام لا أبيع سوى بشواكل، وأحيانا بشيكل واحد”.
 
يصف أبو عوض حصار غزة بأنه شكل حالة اختناق لمليوني نسمة، لكنه في الوقت ذاته يصف أحواله المعيشية رغم افتقاره للمال، بأنها أفضل من غيره.
 
ويتابع: “ألازم كشك القهوة حتى أذان العشاء في الشتاء، وأحياناً أبيت هنا، أنا الحمد لله بخير فلا زالت صحتي معي، ولست مستأجر منزل، وأفضل من غيري كثيراً” .


null

صديق البحر
يفضّل محمد مصاحبة البحر يوميا، ويجد فيه متنفساً من أزمات الحياة، ويبيت أحياناً في (الكشك الخشبي)، كما يقول.
 
ويضيف: “علاقتي بالبحر علاقة إدمان، فلا يوجد مكان آخر أذهب إليه، وصراحةً في كثير من أيام الشتاء لا أبيع شيئا من القهوة، وأشعل النار للتدفئة، وأحياناً أبيت هنا”.

لم يرغب أبو عوض التطرّق للمرضى من أسرته، ما دفعني لتكرار السؤال على مسمعه مرة ثانية، فأجاب إن والده، ووالدته، وشقيقه، وشقيقته، أصيبوا بأورام مختلفة.
 
ويتابع: “الحمد لله قبل كل شيء، أبي جرى استئصال جزء من رئته عام 1983 بسبب ورم، وأمي لا زالت تتعالج من ورم خبيث، وتكافح في الحياة، وشقيقتي أصاب الورم غدتها، وشقيقي اكتشفوا الورم مؤخراً في جسده ومعهم”. لكنه لا زال قيد العلاج للتأكد”.
 
عام (2012) حاول محمد السفر للعمل في ليبيا، وسلك طريقاً خطرة، فوصل مصر تهريبا عبر الأنفاق الحدودية، وبعدها انتقل لمدينة بني غازي الليبية، لكن بدأت الاشتباكات المسلحة هناك مما اضطره للعودة إلى غزة.
  
ويقول:”عشت تجربة مخاطرة كبيرة، وصدقاً كنت مشتاقا كثيراً لغزة، ولن أفكر يوماً بتركها، فهنا رغم سوء الأحوال المادية؛ أشعر أنني في وطني بعزة نفس ويكفيني أن أطرح السلام على أهل بلدي وأجلس معهم”.
 
ويشكل الشاب أبو عوض نموذجا لآلاف الشبان الفلسطينيين بغزة الذين يصارعون أزمات وحصار غزة وعقبات الاحتلال، ويعملون في مهن بسيطة من أجل العيش بكرامة، والصمود في وطنهم.


null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلاماحتجز مستوطنون، اليوم السبت، ثلاثة صحفيين وناشطا في قرية المغير شمال شرق رام الله، فيما اعتقلت قوات الاحتلال...