كوب قهوة يشفي أحزان أربعة مرضى أورام بغزة!

ضيف الساحل الوحيد على شاطئ مدينة الزهراء جنوب غزة، هو مقصف القهوة الصغير، الذي لا يغلق نافذته صيفاً ولا شتاء فيلبي رغبة الطامعين في فنجان يتنسمون معه نسائم البحر.
ما وجدته في قصة الشاب محمد موسى أبو عوض (29 عاما) لم أجده في قصّة أخرى، فالشاب يسعى لكسب قوته، ويجني شواكل معدودة في أسرة تضم أربعة مرضى أورام.
أحوال أبو عوض المادية صعبة للغاية، فهو متزوج ولديه طفلة (4 سنوات) وأسرته تكافح عقبات الحياة والمرض وسط حصار يضرب القطاع، لكنه في الوقت ذاته يرى أن غزة أجمل مكان في العالم بعد أن جرّب مرارة الغربة.
أجمل مكان
كل يوم قبيل الخامسة فجراً، يقطع محمد ثلاثة كيلو مترات مشياً على الأقدام ليصل إلى (الكشك الخشبي) الذي أقامه على الشاطئ في مارس عام (2014) .
يقول لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “في الصيف أبيع في الكشك قهوة وشاي وكابتشينو وذرة وكعك، وما يطلبه الزبائن، لكن الآن في الشتاء تصل الساعة العاشرة صباحاً حتى أرى أحدهم، ومعظم الأيام لا أبيع سوى بشواكل، وأحيانا بشيكل واحد”.
يصف أبو عوض حصار غزة بأنه شكل حالة اختناق لمليوني نسمة، لكنه في الوقت ذاته يصف أحواله المعيشية رغم افتقاره للمال، بأنها أفضل من غيره.
ويتابع: “ألازم كشك القهوة حتى أذان العشاء في الشتاء، وأحياناً أبيت هنا، أنا الحمد لله بخير فلا زالت صحتي معي، ولست مستأجر منزل، وأفضل من غيري كثيراً” .

null
صديق البحر
يفضّل محمد مصاحبة البحر يوميا، ويجد فيه متنفساً من أزمات الحياة، ويبيت أحياناً في (الكشك الخشبي)، كما يقول.
ويضيف: “علاقتي بالبحر علاقة إدمان، فلا يوجد مكان آخر أذهب إليه، وصراحةً في كثير من أيام الشتاء لا أبيع شيئا من القهوة، وأشعل النار للتدفئة، وأحياناً أبيت هنا”.
لم يرغب أبو عوض التطرّق للمرضى من أسرته، ما دفعني لتكرار السؤال على مسمعه مرة ثانية، فأجاب إن والده، ووالدته، وشقيقه، وشقيقته، أصيبوا بأورام مختلفة.
ويتابع: “الحمد لله قبل كل شيء، أبي جرى استئصال جزء من رئته عام 1983 بسبب ورم، وأمي لا زالت تتعالج من ورم خبيث، وتكافح في الحياة، وشقيقتي أصاب الورم غدتها، وشقيقي اكتشفوا الورم مؤخراً في جسده ومعهم”. لكنه لا زال قيد العلاج للتأكد”.
عام (2012) حاول محمد السفر للعمل في ليبيا، وسلك طريقاً خطرة، فوصل مصر تهريبا عبر الأنفاق الحدودية، وبعدها انتقل لمدينة بني غازي الليبية، لكن بدأت الاشتباكات المسلحة هناك مما اضطره للعودة إلى غزة.
ويقول:”عشت تجربة مخاطرة كبيرة، وصدقاً كنت مشتاقا كثيراً لغزة، ولن أفكر يوماً بتركها، فهنا رغم سوء الأحوال المادية؛ أشعر أنني في وطني بعزة نفس ويكفيني أن أطرح السلام على أهل بلدي وأجلس معهم”.
ويشكل الشاب أبو عوض نموذجا لآلاف الشبان الفلسطينيين بغزة الذين يصارعون أزمات وحصار غزة وعقبات الاحتلال، ويعملون في مهن بسيطة من أجل العيش بكرامة، والصمود في وطنهم.

null
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

عائلات أسرى الاحتلال تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو
المركز الفلسطيني للإعلام طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، اليوم السبت، بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، محذرة من تصعيد القتال في القطاع كونه...

حماس تدين العدوان الصهيوني على سوريا ولبنان
المركز الفلسطيني للإعلام أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العدوانَ الصهيوني الغاشم والمتواصل على الأراضي السورية واللبنانية، في تحدٍّ سافرٍ لكلّ...

حماس: شعبنا وعائلاته الأصيلة يشكّلون السدّ المنيع في وجه الفوضى ومخططات الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام حيّت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” جماهير شعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وفي طليعتهم العائلات والعشائر الكريمة، التي...

وجهاء غزة للعالم: كفى صمتا وتحركوا عاجلا لنجدة غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أدان وجهاء قطاع غزة وعشائرها -اليوم السبت- استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي الغذاء والتجويع "سلاحا" ضد أبناء القطاع،...

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...

القسام يبث تسجيلا لأسير إسرائيلي بعد نجاته من قصف قبل أسابيع
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، تسجيلا مصورا لأسير إسرائيلي قال فيه، إنه يحمل الرقم 24، وإنه...

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلاماحتجز مستوطنون، اليوم السبت، ثلاثة صحفيين وناشطا في قرية المغير شمال شرق رام الله، فيما اعتقلت قوات الاحتلال...