الثلاثاء 06/مايو/2025

على حدود بعيدة من صفقة تبادل جديدة

 ياسر مناع

لم تشكل تصريحات أفيغدور ليبرمان قبل عدة أيام فيما يتعلق بصفقة تبادل جديدة أي نوع من التفاعل المعتاد في الشارع الفلسطيني، حيث لم يأت بالشيء الجديد أضف إلى ذلك اعتياد الناس على مصداقية المقاومة في مثل هذه الأخبار.

 لا شك بأن هذه الأخبار الصريحة بل وحتى الضبابية منها تشكل حالة من الاهتمام والجدية في صفوف الأسرى الذين يبحثون عن بصيص أمل يعيد لهم ما تبقى من حياة. لم يغفل المتابع للأحداث عن صعوبة الأمور منذ بدايتها لاسيما وأن “إسرائيل” أعلنت عن تعنتها ورفضها إبرام أي صفقة أو دفع أي ثمن بالإضافة إلى إعادة اعتقال الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار، حماس ومن جانبها أعلنت أيضاً بأن أي معلومة لن تكون إلا بثمن، كل ذلك زاد الطين بلة والأمور تعقيدا.  ليس من باب التشاؤم ولكن دلالة الأحداث تظهر صعوبة إمكانية إبرام صفقة تبادل بين “إسرائيل” وحماس في الأفق القريب، لعدة أسباب تتعلق بالجانب الإسرائيلي.

 فالجدير بالذكر بأن صفقة وفاء الأحرار احتاجت 5 أعوام وكانت “إسرائيل” تعلم تماماً مصير الجندي جلعاد شاليط منذ اللحظات الأولى وتم إنجازها على عدة مراحل، فهل من الممكن في ظل التعنت الإسرائيلي أن تأخذ الصفقة القادمة وقتا أقل من ذاك، أضف إلى ذلك بأن “إسرائيل” لا تعلم أي معلومة عن مصير جنودها، وهي غير مستعدة لإعادة سيناريو صفقة التبادل مع حزب الله الأخيرة.  

إن فقدان الضغط الشعبي والحراك الجماهيري في الشارع الإسرائيلي المطالب بإعادة الجنود إلى ذويهم أو إلى مقابرهم على الأقل هو عامل آخر من عوامل تأخير أي صفقة قادمة، فلم نر أي اعتصام أو مسيرة تجوب الشوارع سوى اعتصام عائلة الجندي هدار جولدن في اجتماعات الكنيست، هذا وإن لم يخرج إلى الشارع كقوة حقيقية لن يشكل أي ضغط يذكر على الحكومة الإسرائيلية ترغمها على إنجاز أي صفقة أو حتى تحريك الملف بشكل جدي، حتى لو قررت عائلة الجندي أبراهام منغستون وحدها التظاهر فهذا لن يكفي في ظل العنصرية المتزايدة، لأنها عائلة ذات أصول سوداء فقيرة. 

بالإضافة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الغارق في مستنقع الفساد غير مؤهل لاتخاذ أي قرار مصيري، ولا يريد باللغة السياسية أن يخضع لحماس، لأن الرابح الوحيد في أي صفقة هي فصائل المقاومة، لذلك لن يقدم على خطوة إبرام صفقة كمخرج آمن له أمام الرأي العام، لأن مثل هذه الصفقات وتحديداً في مثل هذه الأوقات وفي ظل اعتراضات من داخل الائتلاف الحكومي الحالي تشكل نقطة سلبية في صورة نتنياهو.   

ومن نافلة القول إن أي مفاوضات في الحالة الفلسطينية تحتاج إلى وسيط و راعٍ لها يكسب ثقة الجانبين، فلا أعتقد أن حماس حددت وسيطاً معيناً لن تقبل بغيره بل عبرت عن موافقتها بكل من يريد أن يكون في الوساطة.

  “إسرائيل” ومن جانبها صرحت قبل عدة أسابيع بأنها لن تقبل إلا مصر كوسيط في أي صفقة تبادل قادمة، إن الوقائع الداخلية والتحديات التي تواجهها مصر اليوم تشير إلى أنها غير مهيئة الآن للعب دور الوسيط وهذا يؤخر أيضاً إبرام صفقة في القريب.  

المحاور المتنازعة في الشرق الأوسط لها دور في إعاقة أو ربما تأخير أي صفقة ولاسيما بعد المحاولات الرامية لوسم حركة حماس بالإرهاب مما يضعف موقفها في اي مفاوضات.

 من جانب آخر فإن لحصار قطر دور لا يستهان به في ملامح الخريطة السياسية في المنطقة التي بدأ تأثيرها يظهر على المجريات السياسية الفلسطينية.  لا أعتقد بأن الحالة الفلسطينية تشكل عائقاً أمام أي صفقة قادمة، فالظروف الداخلية أفضل بكثير من تلك التي كانت عليها إبان صفقة وفاء الأحرار، أما بالنسبة لوفد حماس في القاهرة فهو يحاول إيجاد ثقب في جدار الحصار على قطاع غزة، وإنعاش المصالحة الوطنية الضرورية في ظل المتغيرات التي تعصف بالقضية الفلسطينية.   

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

48 شهيدا و142 جريحا في غزة خلال 24 ساعة

48 شهيدا و142 جريحا في غزة خلال 24 ساعة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم الثلاثاء، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 48 شهيدا، و142 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...