الإثنين 05/مايو/2025

كمين صيد الأغبياء

مصطفى الصواف

كمين محكم شرق مدينة خانيونس عند الخط الزائل الفاصل بين قطاع غزة وفلسطين المحتلة من عام 48 نصب لجنود الاحتلال على أيدي المقاومة الفلسطينية أيا من كان ناصبه، فجر عن بعد، وهذا الاحتمال الأكبر لدى وصول وحدة هندسة من قوات الاحتلال وبعض جنود لواء جولاني ( النخبة ) ما أدى إلى إصابة أربعة اثنان منهم وصفت إصابتهما بالخطيرة.

استدراج محكم كما الكمين للجنود بعد أن رفع علم فلسطين على السلك، وزرعت أسفل منه العبوة، والعلم يشكل حالة استفزاز لقوات الاحتلال لأنه يقول وصلت المقاومة إلى هنا، بمعنى أن من يصل إلى هنا دون أن يلاحظه جيش الاحتلال قادر في المرات السابقة للدخول إلى ما بعد السلك، وأن يكمن في مكان ما، وينفذ عملية عسكرية أكبر من تفجير عبوة ناسفة، ولذلك وصلت قوات الاحتلال إلى مكان الكمين وكان في انتظارها الأبطال، منتظرين نزولهم من العربة العسكرية، والاقتراب من السلك وهم يرقبونهم عن بعد، وما أن وصل الجنود فجروا العبوة فكانت الحادثة.

هي الأخطر كما وصفها قادة الاحتلال تحدث بعد عدوان 2014، وقد شكلت ضربة أمنية وعسكرية لقوات الاحتلال؛ مما جعله يرد بثمانية عشرة غارة جوية على عدد من الأهداف للمقاومة من شمال غزة حتى جنوبها، ولم يكتف بالقصف المدفعي شرق خانيونس ورفح وتدمير برج مراقبة على طريق العودة، ما أدى إلى دمار مادي في الأماكن التي قصفت بطائرات الـ أف 16 دون أن يحدث إصابات، وفي نفس الوقت استشهد فتيان من مدينة رفح لتعرضهما لنيران الاحتلال خلال محاولتهما عبور السلك للوصول إلى داخل فلسطين المحتلة بحثا عن عمل، وأصيب ثلاثة بجراح.

هكذا يتعامل الاحتلال مع الفلسطيني سواء من قطاع غزة أو الضفة المحتلة عندما يحاول الوصول إلى الأراضي التي يغتصبها بالقتل المباشر دون معرفة أسباب التواجد أو الوصول، بينما تقوم أجهزة الضفة عندما تحدث حادثة تسلل من جنود أو مستوطنين إلى مدن الضفة الغربية بتأمين حياتهم قبل وصول المواطنين إليهم، ومعاملتهم معاملة حسنة، وحال وصول المواطنين إليهم تخلصهم قوات الأمن بالقوة من بين أيدي المواطنين، وفي كلا الحالتين تسلمهم لقوات الاحتلال دون حتى أي مسائلة أمنية أو غير أمنية.

نعم بعد عملية التفجير تعددت الاحتمالات، فبعضها أشار إلى أن الاحتلال سيرد كالعادة بقصف مواقع وأهداف، ويشن عدة غارات جوية وقصف مدفعي ثم ينتهي الأمر، ولكن الأمر كان مختلفا من وجهة نظري وربطت الرد الاحتلالي بأمرين، الأول: إذا كانت نتائج العملية وقوع قتلة بين جنود الاحتلال عندها سيكون الرد هذه المرة مختلفا، وفي المقابل لو أن الرد الاحتلالي أوقع عددا من الشهداء من المواطنين أو المقاومة فسيكون رد المقاومة مختلفا، وعندها نكون قد دخلنا في معركة جديدة مع الاحتلال، ولكن حتى اللحظة كان ما كان من رد تقليدي.

المجرم ليبرمان يهدد ويتوعد ويوجه أصابع الاتهام إلى لجان المقاومة بعد أن كان الحديث عن سرايا القدس، ويتوعد من قام بالعملية بالقتل، هذا التهديد لو تم تنفيذه من خلال عمليات تصفية بغارات سواء بطائرات الاستطلاع أو بالأباتشي أو بأي وسيلة أخرى، فسيكون الأمر مختلفا، وقد تكون هذه الجرائم المرتكبة من الاحتلال الشرارة التي قد تؤدي إلى مواجهة عسكرية تعرف بدايتها ولا تعرف نهايتها؛ ولكن تقديراتي أن الاحتلال ليس في وارده عدوان جديد، لا خلال أسبوع ولا أسبوعين كما يتوعد ليبرمان، ولكن علينا أن لا نضع تهديدات ليبرمان موضع السخرية؛ بل علينا أن نأخذ الحيطة والحذر، وأن نستعد لأي عدوان قد يكون قريبا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات