الإثنين 01/يوليو/2024

عالقون في مطار القاهرة يروون لـالمركز معاناتهم المتواصلة

عالقون في مطار القاهرة يروون لـالمركز معاناتهم المتواصلة

في رحلة تستمر أكثر من 12 ساعة، بدءاً من مطار القاهرة باتجاه قطاع غزة شمالاً، تتجدد معاناة أهالي غزة، مع كل إعلان عن فتح معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة.

عشرات المسافرين من المرضى والأطفال والنساء وكبار السن، يوجدون حتى إعداد هذا التقرير، في مطار القاهرة الدولي، ومحتجزون لليوم الـ 12 على التوالي.

وناشد عدد من العالقين، في حديث مع مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” الجهات الفلسطينية والمصرية، والمؤسسات الدولية ضرورة حل أزمتهم المتواصلة، باحتجاز السلطات المصرية لهم في مطار القاهرة.

ويروي المواطن (ح.م) والذي رفض الكشف عن اسمه لمراسلنا حكاية المعاناة والألم التي عاشها “المرحلون” من مطار القاهر إلى معبر رفح البري، بعد إعلان السلطات المصرية فتح معبر رفح في الاتجاهين كليهما في السابع من الشهر الجاري بعد إغلاق دام أشهرًا بدعوى الأوضاع الأمنية في سيناء.

ويقول المواطن: “كنت في رحلة علاجية مع أحد أقاربي للعلاج من مرض السرطان، وقررنا أن نغادر إلى غزة، من خلال باصات الترحيل، ووصلنا إلى المطار صباح يوم الجمعة 9 فبراير الجاري”.

ويضيف في اتصال هاتفي مع مراسلنا: “استمرت الرحلة 10 ساعات متواصلة، تخللها عمليات التفتيش، ورمي الحقائب الخاصة على الأرض وإلقاء ما بداخلها، دون أي تدخل من مندوب السفارة الفلسطينية”، وفق قوله.

ويشير الشاب إلى أن الباصات انتظرت 4 ساعات حين وصولها إلى حاجز بلوظة شمال سيناء، قائلاً: “حين وصلنا، وبعد الانتظار، طلبوا منا المغادرة إلى القاهرة، ونحن رفضنا ذلك”.

“وعود واهية”!
وبعد نقاش حاد ورفض المسافرين المغادرة، والبالغ عددهم 120 شخصاً في حينه، موزعين على باصين فقط، وعد مندوب السفارة بعد اتصال أجراه، بإعطاء المسافرين جوازاتهم، والسماع لهم بدخول القاهرة.

ويضيف في روايته لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “وافقنا على الرجوع إلى القاهرة بناء على وعد من السفير بدخولنا إلى مصر، إلا أنه وبمجرد وصولنا لبوابة مطار القاهرة، جاء مندوب السفارة وائل أبو مصطفى،  وأبلغنا بالحجز في المطار”.

ويصف المواطن الوعودات التي أعطيت للمسافرين بـ”الواهية”، قائلاً: “تبين أن هذا الاتصال لعبة كبيرة وكمين”.

وبين أن مندوب السفارة هددهم “أي واحد بيعترض أو بحاول يعمل بلبلة في الموضوع حيتم التعامل معه من قوات الأمن والعساكر بنتظروا إشارتي يتعاملوا معكم بالقوة ويحجزوكم في المطار”، وفق حديث المواطن لمراسلنا.

“مطار القاهرة الدولي”!!
وحول موقفهم من كلام السفير، أوضح أن المسافرين أبدوا اعتراضهم، وكان موقفهم رافضاً لسلوك مندوب السفارة الفلسطينية في القاهرة.

ووضعت السلطات المصرية المسافرين المحتجزين في صالة انتظار، يبلغ مساحتها 70 م2، فيها أكثر من مائتي مسافر، ينتظرون فتح معبر رفح.

ونبه المواطن خلال حديثه لمراسنا أن الظروف المعيشية التي يعيشها المواطنون الفلسطينيون في مطار القاهرة، لا ترقى لمستوى الآدمية، وفق قوله.

ويضيف: “معنا مرضى ونساء حوامل، وأطفال، وكبار في السن، ومصابون وشيوخ ورجال أعمال وجرحى حرب وأشخاص ذوو إعاقة، ولم يوفروا لنا إلا قاعة لا يوجد بها إلا كراسٍ قليلة وعدد من الأغطية وصلت بعد يومين من الاحتجاز”.

النوم على البلاط
وفي ظل الأجواء الباردة، وتقلبات الطقس، ينام المسافرون المحتجزون على البلاط، دون توفير أي مقومات الحياة لهم؛ “لا يوجد مياه والحمامات متسخة جداً، ولا يوجد مياه للشرب، وكتير حاجات بنشتريها على حسابنا الخاص، الذي لم يبق منه الكثير”، وفق رواية العالقين.

ويقول أحد العالقين: “جاءنا مندوب السفارة بعد يومين، والناس لم تأكل ولم تشرب، وقمنا بالصراخ عليه فرد علينا قائلاً (حلوا حالكم، وأنتم أحرار، والسفارة ملهاش أي دور، ومعناش إمكانيات، ومش حتدخلوا مصر، وكل واحد يحل حاله)”.

ووفق ما وصل مراسلنا من إفادات؛ فإن مندوب السفارة الفلسطينية هدد عدداً من المواطنين بشكل مباشر، وأوعز إلى أجهزة الأمن المصرية باعتقال عدد منهم، بعد إصرارهم على ضرورة حل هذه الأزمة، والتحقيق معهم لمدة 6 ساعات وتفتيش أجهزة الحاسوب والموبايل الخاصة بهم.

ويتساءل العالقون عن الدور الحقيقي للسفارة الفلسطينية في القاهرة، في حل أزمة المسافرين المحتجزين.

تفاقم الحالة الصحية للمرضى
ويفيد أحد العالقين لمراسلنا أن الحالة الصحية لأحد الجرحى تفاقمت بعد إجرائه عملية جراحية، وتركيبه مفصلًا صناعيًّا.

ويوضح أن الجريح، يحتاج بعد إجرائه العملية، إلى مياه ساخنة كي لا يحدث ضمور في العضلات، إلا أنها لم توفر له، وساءت حالته الصحية، وبدأ المفصل الصناعي يتلف.

وتروي إحدى العالقات، أن أحد الأطفال أجرى له والده عملية زراعة سقف حلق في تركيا، ويحتاج كل يوم لبنًا رايبًا نوعًا من تثبيت الحلق، ولم يوفّر له ذلك، وبدأ الطفل يمتنع عن الحديث، ويفقد صوته.

وفي مشهد آخر للمعاناة، تعاني إحدى النساء الحوامل من نقص التبريد لعلاج الأنسولين، لكونها تعاني من مرض السكري، ولا تتوفر الكمية من الثلج إلا كل يومين أو ثلاثة.

ويشتكي العالقون من سلوك غير صحيح من مندوب السفارة الفلسطينية في القاهرة، حيث يعمل المندوب وائل أبو مصطفى سمساراً للمسافرين، بمساومتهم على حجز تذاكر طيران لهم بمبالغ مضاعفة.

مناشدات حقوقية
وناشدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا السلطات المصرية ضرورة الالتزام بقواعد القانون الدولي، والسماح لجميع الفلسطينيين العالقين بمطار القاهرة الدولي بالعودة إلى قطاع غزة بمن فيهم العالقون.

وقالت المنظمة في بيان صحفي لها، اليوم: إن 160 مواطنًا من قطاع غزة محتجزون في مطار القاهرة الدولي في ظروف سيئة، مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على السلطات المصرية لفتح معبر رفح في الاتجاهين بشكل دائم.

وأضافت المنظمة أن المواطنين المحتجزين منهم أطفال ونساء وكبار سن ومرضى قدموا من جهات مختلفة بغرض السفر إلى قطاع غزة إلا أن السلطات المصرية منعتهم من إكمال رحلتهم بسبب إغلاق معبر رفح.


null

null

null

null

null

null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات