الجمعة 28/يونيو/2024

إبراهيم ديابسة.. 33 عاماً في الأسر لم تفقده أمل الحرية

إبراهيم ديابسة.. 33 عاماً في الأسر لم تفقده أمل الحرية

في كل سجن وزنزانة بسجون الاحتلال هناك بصمة في مخيلة الأسير الفلسطيني إبراهيم عبد الرزاق أحمد بيادسة (58 عامًا) من سكان باقة الغربية في المثلث الفلسطيني المحتل عام 1948، بعدما أنهى ما يقارب 33 عامًا بالأسر، فيما أمل الحرية يخيم على كل فضاء محيط به وبأسرته.

وعلى سرير الأسر في سجن النقب الصحراوي يقبع بيادسة حاليًّا بعدما تنقل في سجون الشمال والوسط والجنوب، يتلقى زيارة كل شهر من أشقائه بعد رحيل والديه، بعد انتظار طويل ليوم الحرية الذي غلبه الموت.

 محمد سعيد بيادسة، الشقيق الأكبر للأسير إبراهيم، ورغم حالته الصحية يحكي عن شقيقه الذي اعتقل في 24 شباط (فبراير) 1986م، وخضع لتحقيق قاس لمدة شهر، وصدر بحقه حكم قاس بالمؤبد، ثم بدأت حكاية الأعوام الـ 33، ولم يختف طيلتها أمل الحرية رغم مرور كل هذا الوقت.

رحيل الأبوين

ويضيف سعيد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن والده رحل وكان ينتظر أن يحتضن إبراهيم لحظة الحرية، ثم رحلت والدته أخيرًا قبل عامين، وأن الأشقاء والشقيقات أنجبوا أبناءً وأحفادًا، منبهًا إلى أنه لوحده لديه 23 ابنًا وحفيدًا لم يشاهدوا عمهم إلا بالصور، وهذا ينطبق على أشقائه السبعة.

ويعد بيادسة أحد الأسرى القدامى المعتقلين قبل أوسلو والبالغ عددهم 30 أسيرًا، ورفضت السلطات الصهيونية الإفراج عنهم في أي صفقة سابقة، رغم مطالبة واسعة بإغلاق هذا الملف.

وعند اعتقاله قي آذار (مارس) 1986م، تم اتهامه بالانتماء إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وحيازة أسلحة ومتفجرات، والقيام بأعمال فدائية داخل الخط الأخضر، وقتل الجندي الإسرائيلي موشي تمام عام 84 بعد خطفه مع مجموعته وفيها وليد دقة وإبراهيم ورشدي أبو مخ.

مريض ذو همة

وإلى جانب مرارة الأسر، يروي شقيقه سعيد، لمراسلنا، معاناة أخرى لإبراهيم، وهي الأمراض التي واكبت عقود اعتقاله، ومنها: وجع الأسنان والشقيقة وضغط الدم، وتعالج كثيرًا في عيادات السجن حتى أصبح معروفًا للجميع، وكانت أوجاعه تثير ألم رفاقه بالأسر.

ويطلق عليه كنية “أبو إسماعيل” بعدما كان قبل اعتقاله يعرف بأبو “لينين” كون بداياته كانت مع التيار اليساري في الداخل، بينما تحول داخل الأسر للحركة الإسلامية، وتمكن من حفظ القرآن الكريم كاملاً خلال عزله لمدة 7 سنوات.

ويقول شقيقه الأكبر إن إبراهيم استغل كل دقيقة في الأسر، فإلى جانب حفظه القرآن التحق بالدراسة الجامعية في الجامعة العبرية المفتوحة، وحصل على شهادة الحقوق، كما أتقن اللغة الإنجليزية بطلاقة، ويمارس قواعد اللغة العربية وعلومها باحتراف وإتقان كبيرين.

ورغم عمره الكبير؛ إلا أن أسرى أفرج عنهم من سجن النقب حديثًا، أشاروا إلى أنه ملتزم يوميًّا بساعة للرياضة، ويقضي ساعات طويلة في تدريس أسرى آخرين وتثقيفهم، ولا يمل من خدمتهم بتواضعه الكبير.

ويستذكر سعيد أصعب موقف حصل معه، وهو وفاة والدته المسنة أم محمد، عندما جرى نقلها للمقبرة، ذرف كل المتواجدين البكاء عليها رغم أن عمرها تجاوز الـ 95 عامًا، بسبب غياب ابنها الأسير عن وداعها.

وكانت أم محمد بيادسة معروفة لكل مؤسسات وأهالي الأسرى، وقضت العقود الثلاثة الأخيرة من عمرها متنقلة بين سجون الاحتلال ومحاكمة مرافقة لابنها الأسير، ولم تعرف الكلل أو اليأس أو التعب طوال هذه السنوات الطوال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات