الإثنين 24/يونيو/2024

الأسير محمد فلنة.. رفيق العياش عاشق الأرض

الأسير محمد فلنة.. رفيق العياش عاشق الأرض

تكثر الآلام مع قسوة السجن والسجان، ولكنها لا تهز إرادة الأسير محمد فوزي فلنة، الرابض في سجون الاحتلال منذ أكثر من ربع قرن، لم تغادره فيها أحلامه بالحرية.

والأسير فلنة من مواليد 1963من قرية صفا غرب رام الله، معتقل في سجون الاحتلال منذ 26 عاما، تخللتها العشرات من محطات الألم والتحدي في مواجهة سجاني الاحتلال، لم يفقد خلالها الأمل بالله في الإفراج عنه وبقية الأسرى، مطمئنًّا إلى إصرار المقاومة على تنفيذ وعدها بتبييض السجون عبر صفقة وفاء الأحرار الثانية التي يعد الساعات والأيام بانتظارها.

أحلام بسيطة، ولكنها كبيرة بالنسبة للأسير يترقب تحققها بعد الحرية، فترنو نفسه لزقزقة العصافير، ومداعبة خيوط الشمس الأولى، وهواء نقي يتنفسه بهدوء، لينعش صدره، ويمده بمزيد من النشاط، ويعود ليغرس أشتال الزيتون، ويشارك في قطف ثمار الزيتون من منطقة الصوي الزراعية الجبلية، التي أحبها منذ طفولته، ويريد أن يعتني بها مجددا ويفلحها بحب ورضا وطمأنينة.

رفيق المهندس العياش
ويستذكر أحمد شقيق الأسير فلنة التهم التي حكم بها شقيقه، ويقول: “شقيقي معتقل منذ 29/11/1992، وتعرض لتحقيق قاسٍ وعنيف لنزع الاعترافات منه بالقوة، وعزل عاما كاملا، قبل أن يصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد، بعد أن اتهمه الاحتلال بالمشاركة في تفجير حافله تابعة للمستوطنين بمحاذاة مستوطنة قرب قريتنا صفا، بمشاركة الشهيد عصام براهمة والشهيد المهندس البطل يحيى عياش أدت إلى مقتل مستوطنة وإصابة 10 بجروح خطيرة”.

ويعرض سيرة شقيقه بأنه كان إنسانا مزارعا وعاملا عاديا، وسجن عدة مرات قبل الحكم بالمؤبد كان منها 14 شهرا، وكان يعمل في الأرض ويحبها ويعشقها، لدرجة أنه في إحدى الزيارات قال: إنه حال الإفراج عنه سيعمل مزرعة ويهتم بفلاحة الأرض حتى وفاته؛ لكون الأرض أغلى من روحه وتستوطن عقله رغم 26 عاما من الفراق والأسر المتواصل والذي طال كثيرا.

اسمه في دفعة لم تنفذ
وكان اسم الأسير محمد مدرجًا ضمن الأسرى الذين كان من المقرر الإفراج عنهم في الدفعة الرابعة لصفقة المفاوضات ولكن الاحتلال تراجع في اللحظات الأخيرة عن الإفراج عن جميع الأسرى القدامي، ليتجدد الأمل مع أسر مقاومة غزة لجنود الاحتلال في الحرب العدوانية عام 2014.

يقول شقيق الأسير: “في الدفعة الرابعة بين السلطة والاحتلال، كنا ننتظر خروجه هذه المرة، فجهزنا لها كل مستلزمات الحياة من شقة وغيرها، ولكن تلكؤ الاحتلال وتراجعه ولّد لدينا شعور الإحباط برؤية محمد خارج قضبان الاحتلال”.

لم يودع والده وشقيقته
محطات الأسير محمد فلنة فيها من الوجع الكثير، فأضرب 41 يوما عن الطعام عدا عن العزل وغيرها، إلا أن أصعب المحطات كان الفراق، فقد استكثر السجان عليه قبلة وداع لوالده وشقيقته، بعدما توفيا وهو في الأسر، فشقيقته حرمت 15 عاما من زيارته، لترحل روحها إلى باريها، دون أن ينعم برؤيتها للمرة الأخيرة، وكذلك والده الذي توفي دون أن يتمكن من وداعه أو أخذ العزاء فيه.

ويتحدث عن مشاعر العائلة شقيق الأسير فلنة، أحمد ويقول:”: فجع شقيقي الأسير محمد برحيل والدي، وبسبب مرض مفاجئ توفيت أيضا شقيقتي يسرى عن عمر يناهز 39 عاما بعدما حرمت من زيارته 15 عاما، ولم يعرف إلا من خلال الصليب الأحمر، فقد كانت الزيارة ممنوعة لسنين طويلة، وكلاهما أغمض عينيه وهما يوصيانا بأخي ويدعوان له بالحرية”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات