عاجل

السبت 28/سبتمبر/2024

الأسير محمد العرقان.. مرض ومؤبد يفتكان بروح لا تستسلم

الأسير محمد العرقان.. مرض ومؤبد يفتكان بروح لا تستسلم

في حارة الشيخ الملاصقة للبلدة القديمة في الخليل، والتي كانت تسمى بـ(حارة القيادة)، كونها احتضنت العديد من خلايا المقاومة منذ عام 1936م، ولد وتربى المناضل محمد نبيل العرقان (58عاما)، في بيت متواضع شمال عين قشقلة.

في هذه الحارة تجذرت الثورة، إذ زرع بذرتها الأولى المناضل والمجاهد عبد الحليم الجولاني، الملقب (بالشلف)، أحد أبرز قادة ثورة عام 1936م في جبل الخليل، وتبعه في السبعينات المناضل أبو منصور اسعيد، الذي هدم بيته في داخل قلب حارة الشيخ، ومن ثم استشهد، وامتدادا لهذا التراث النضالي انطلق المناضل “العرقان”، ليلتحق بالثورة الفلسطينية، ويدمي الاحتلال الصهيوني بمجموعة من العمليات.

“مدى الحياة”
في الرابع والعشرين من شهر شباط عام 1995م، اقتحمت عشرات الجيبات العسكرية منزل المناضل “العريان”، بحثا عن سلاح المقاومة، قبل أن يكبلوه ويقتادوه إلى رحلة شاقة من العذاب والتحقيق في زنازين الاحتلال، ليحكم عليه فيما بعد بالسجن المؤبد مدى الحياة.

وللتاريخ، وعندما صدر الحكم عليه، قال له آنذاك رئيس محكمة “بيت إيل” العسكرية: أنت قاتل.. وأرقت دماء الكثير من اليهود، لذلك لن ترى الشمس مدى الحياة”، فرد عليه الأسير العرقان بكل جرأة: “ستغيب شمس دولتكم، وسأتمتع أنا وأبناء شعبي بالحرية والاستقلال إن شاء الله”.

عذابات الأسر

أدرك الاحتلال أن الأسير “العرقان” مناضل غير نادم على عملياته ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه، وأن حكم المؤبد لم يردعه، فقرر التضييق عليه من خلال حرمان زوجته وأطفاله من زيارته، تقول زوجته أم فيصل، لمراسلنا: “تصوروا أن يمر 17 عاما، ولم يسمح لابني فراس بزيارة والده، فالاحتلال يريد أن يركعنا من خلال حرماننا من زيارة زوجي”.

وتضيف: “لقد تفنن الاحتلال في تعذيب أسرتنا، وذلك بمنعنا من الزيارة، حيث منعت منها لسنوات، قبل أن يصدر لي تصريح عن طريق الصليب الأحمر، (تصريح يسمح بالزيارة كل ستة أشهر، ويطلق عليها زيارة أمنية)”، ولكن فرحتها لم تستمر طويلا، حيث تم إلغاء التصريح بعد عدة أشهر.

رحلة المرض

يعاني الأسير محمد نبيل العرقان، من عدة أمراض خطيرة، تقول زوجته في هذا السياق: “أصيب أبو فيصل داخل الأسر، بمرض الكبد الوبائي، كما أنه أصيب قبل اعتقاله برصاصات أثناء مقاومته للاحتلال، كما ويعاني من آلام مستمرة في رأسه، وعلى الرغم من كل ما سلف، فإن مصلحة سجون الاحتلال تمارس الإهمال الطبي بحقه وبشكل متعمد”.

وتضيف زوجة الأسير العرقان: “إن الورم الذي اكتشف في الكبد، ويسمى (همغوما)، يسبب له ألما شديدا وأوجاعا مستمرة، إضافة إلى صداع ملازم لا يفارقه، ناهيك عن تبول الدم”.

بدوره، ناشد فيصل (25 عاما)، مؤسسات حقوق الإنسان والفصائل الفلسطينية والمؤسسات الدولية والمستوى السياسي، التدخل لإنقاذ حياة والده، الذي دخل عامه الرابع والعشرين في الاعتقال المؤبد. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات