هل سقطت استراتيجية حصار غزة؟!

جاءت الدعوات التي وجهت خلال الأيام الماضية من قادة الجيش الإسرائيلي وعلى رأسهم رئيس الأركان غادي إيزنكوت الذي يرى “أن الأزمة الاقتصادية في غزة يمكن أن تؤدي إلى انهيار تام يفضي إلى مواجهة عنيفة قريبا”.
في مقابل هذا الموقف يبرز موقف وزير الدفاع الإسرائيلي “افيغدور ليبرمان” الذي نفى أقوال رئيس الأركان بشكل تام، وقال إنه ليس هناك أي كارثة إنسانية في قطاع غزة، ولا يضر إذا كانت حماس واقعة في ذعر طفيف.
تصريحات ليبرمان تكشف حقيقة الاستراتيجية الإسرائيلية في الاستمرار في الضغط الاقتصادي على غزة بهدف دفع السكان إلى الثورة على حركة حماس باعتبار أن حركة حماس هي من يسيطر على الأرض، قد تكون هذه الاستراتيجية صحيحة قبل أن تدخل حماس في مسار المصالحة والذي تخلت حماس بموجبه عن العديد من المواقع والمسئوليات في إدارة القطاع لصالح السلطة الفلسطينية؛ مما ساهم بشكل كبير بسحب فتيل الانفجار في وجه حماس بحسب التخطيط الإسرائيلي، مما أدى إلى وضع تدركه الأوساط الأمنية الإسرائيلية بشكل واضح بأن أي انفجار في قطاع غزة لن يكون موجها باتجاه حركة حماس، بل ستكون وجهته باتجاه “إسرائيل” نفسها.
هذا التصور أصبح واضحا لدى قيادة الجيش الإسرائيلي بأن الوضع في قطاع غزة لم يعد يحتمل الانتظار أكثر بانتظار حدوث ثورة شعبية تسقط حماس من الداخل، أو تجبر حماس على الخضوع للقبول للاشتراطات الإسرائيلية من أجل تخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة.
لذلك فقد أطلق قادة الجيش بدءًا من رئيس الأركان وقائد المنطقة الجنوبية في الجيش والتي تقع غزة تحت مسؤوليتها، ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية “أمان” حملة قوية للضغط على المستوى السياسي للتحرك لوقف الانهيار في غزة، الذي ترى فيه الجهات الأمنية خطرا أمنيا قد يؤدي إلى حرب لا مبرر لها، حيث ترى أن الأوضاع السيئة ستجعل من حماس كيانا مهددا بالسقوط في أزمات تعمل على تقويضها، مما سيدفع حماس إلى الدخول في مواجهة وهي ليس لديها ما تخشى أن تفقده.
هذا الموقف من الجيش، يواجه مواقف رافضة من عدد من الوزراء المتشددين في الكبنيت “المجلس الوزاري المصغر للأمن”، وحالة من اللامبالاة من رئيس الوزراء أو التهرب من تبني موقف الجيش المبني على أسس مهنية، وفي نفس الوقت يخشى أن يتبنى موقف الوزراء المتشددين المبني على مصالح سياسية تقوم على التنافس الحزبي وليس لمصلحة الأمن الإسرائيلي.
لكن مع تزايد المخاوف من وقوع الانفجار في غزة، وارتفاع وتيرة التحذيرات من اندلاع مواجهة قريبة بين حماس والجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، خاصة بعد توجيه حماس نحو رفع مستوى الاستعداد داخل صفوف مقاتليها، وإخلاء المواقع العسكرية خشية تعرضها للقصف من الجانب الإسرائيلي، نتيجة لذلك بدأت تصدر من الجانب الإسرائيلي تصريحات وتأكيدات على أن “إسرائيل” غير معنية بالحرب، وأنها تبحث عن وسائل لتخفيف الضغط عن قطاع غزة توجت بالقرار بالسماح للمؤسسات الدولية بالقيام بمشاريع اقتصادية تخفف من حالة الاحتقان داخل قطاع غزة، كان آخرها ما أفادت به القناة العاشرة العبرية مساء الجمعة 9 فبراير الحالي أن وزير الدفاع افيغدور ليبرمان ورئيس هيئة أركان الاحتلال غادي ايزنكوت وافقا على السماح للمجتمع الدولي بتقديم المساعدة لقطاع غزة بهدف منع الأزمة الإنسانية وتدهور الأوضاع هناك.
وعليه فإن تنفيذ هذا القرار سيشكل ضربة لاستراتيجية الحصار الاقتصادي الذي تتبعه الحكومة الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وهذا يعني تآكل في استراتيجية الحصار، لكن الأيام القادمة ستحسم مستقبل استراتيجية الحصار على غزة إما بحل سياسي، أو تسوية محدودة تنزع فتيل المواجهة أو تؤجلها، وتجنب الطرفين من تبعات مواجهة لا يرغب بها الطرفان، وإلا فالحرب هي الخيار أو المصير المحتوم، وهذا يعني أيضا أن استراتيجية الحصار لم تعد صالحة لإخضاع حماس!!
المصدر: عربي21
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تقرير: التدمير الإسرائيلي للقطاع الزراعي يستهدف إبادة الفلسطينيين واستئصال وجودهم
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أن الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة المتواصل منذ أكتوبر 2023، استهدف بشكل...

هيئة الأسرى: إهمال طبي متعمد وقمع متواصل للأسرى في عوفر
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إن إدارة سجن "عوفر" الاحتلالي تواصل اقتحام غرف الأسرى، وقمعهم، تزامنا مع إهمالهم...

الاحتلال هدم 600 منزلاً في جنين ويوسع عمليات تجريف المخيم
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام يواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 106 أيام عدوانه على مدينة جنين ومخيمها، مع توسيع عمليات التجريف والتدمير داخل...

حماس: الخطة الإسرائيلية الأمريكية لتوزيع المساعدات تمثل خرقاً للقانون الدولي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، رفضها الشديد تحويل المساعدات إلى أداة ابتزاز سياسي أو إخضاعها لشروط الاحتلال،...

أوتشا: الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات تتناقض مع المبادي الإنسانية
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام دعت الأمم المتحدة زعماء العالم إلى توفير الغذاء للمدنيين في قطاع غزة، في ظل دخول "الحصار الشامل" الذي تفرضه...

سلطات الاحتلال تهدم قرية خلة الضبع في مسافر يطا
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، قرية خلة الضبع بمسافر يطا جنوب الخليل، في واحدة من أوسع عمليات...

الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عدد من أسرى قطاع غزة، والذي وصلوا إلى المستشفى في حالة صحية منهكة....