عاجل

السبت 27/يوليو/2024

أحمد كعابنة.. الأسير الراعي تغيبه إسرائيل عن الحقول منذ 21 عامًا

أحمد كعابنة.. الأسير الراعي تغيبه إسرائيل عن الحقول منذ 21 عامًا

ترنو عيناه بعيدا مخترقة قضبان وأسلاك سجنه، لتحط في حقول ومزارع مدينته أريحا من النخل الباسقات، شامخات ورافعات الرؤوس، توحي له دوما أن يبقى مرفوع الرأس كنخل مدينته وروابيها وتلالها، وأن لا يهزه لا السجن والسجان رغم غيابه المستمر منذ 21 عاماً.

رعى الأغنام صغيرا وشابا، وعشق تلال وجبال النويعمة والديوك قرب أريحا، وما يزال يحفظ روابيها الجميلة، فهنا كان يتنشق هواء الصباح النقي بعد تأدية صلاة الفجر، وينطلق بماشيته لرعيها، وهناك كان يجلس في ظل نخلة ليستريح.

ومن داخل سجنه، وبيدين مرفوعتين يدعو الأسير أحمد كعابنة أن يمن الله عليه بالإفراج القريب، هو وجميع الأسرى.

رفيف، نسرين، وزهرة، طفلات الأسير كعابنة، لا تكاد مخيلتهن تفارق والدهن الأسير، ففي كل زيارة يسألن متى سيفرج عنه ويعود لبيته، ولجبال أريحا التي تشتاق له كما هو يشتاق لها.

ولا ينسى كعابنة تاريخ يوم 26 أبريل 1997، حيث مكث ثلاثة أشهر في التحقيق في الرملة والمسكوبية، واعتقلت والدته للضغط عليه للاعتراف، ليصدر بحقه بعد ذلك الحكم بالمؤبد مرتين.

ووسط عتمة السجن، يبزغ النور، ويرزق بطفلته رفيف من نطفة مهربة بعد 21 عاما على الاعتقال، فهي الطفلة التي أحبها دون أن يراها إلا في الصور.

ووسط الدموع على الخدين تقول ابنته زهرة إنها لم تلامس حنان الأب، وعانت عذاب الفراق، حيث سجن والدها وعمرها سنتان، وتزوجت ولم تنعم بقبلة من والدها على جبينها ليلة فرحها، كأي عروس تزوجت، لتكون الفرحة منقوصة وغير كاملة لفراق أعز أحبابها خلف القضبان.

ولطول الفراق لم تترك الدموع المنهمرة بغزارة مكانا على وجه وخدي الطفلة نسرين ابنة الأسير كعابنة وهي تشاهد أختا لها تولد بالنطف المهربة، فرفيف جاءت غصبا عن السجن والسجان والاحتلال، بعد أن هرّب والدها حيوانات منوية، وجرت عملية تلقيح لزوجته في مركز رزان التخصصي لعلاج العقم وأطفال الأنابيب بالمستشفى العربي التخصصي.

وكما رفيف، فزهرة هي الأخيرة لم تحظ بقبلة والدها، حيث كانت جنينا في رحم أمها، وتتمنى زهرة أن تحظى شقيقتها رفيف برعاية أبيها، وأن لا تعيش الحرمان الذي كبرت معه، وأن يفرج عنه قريبا.

وعن تسمية رفيف تقول زوجة الأسير كعابنة سارة كعابنة “أم نسرين” إن هذا الاسم لشعورها بأن روحها رفرفت بالحرية من سجن رامون حيث يقضي والدها أسره، إلى مسقط رأسه في أريحا، لتعلن أمنيته وحريته التي رآها من خلال طفلته رفيف.

وعن أمنيتها تقول “أم نسرين”: “أمنيتي كأمنية كل أهالي الأسرى أن يمن الله علينا بإنجاز صفقة تبادل أخرى، كما وعدتنا المقاومة والتي عودتنا على الوفاء بعدها، ونرى “أبو نسرين” بيننا دون قضبان وسجان وتفتيش”.

وكما تحدى الأسير كعابنة الاحتلال بمقاومته خارج السجن، فإنه أيضا تحداه داخل السجن؛ فكان أحد قيادات معركة الحرية والكرامة (الإضراب المفتوح عن الطعام) الذي نفذه الأسرى في سجون الاحتلال  17 نيسان من العام الماضي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات