بنطال وقميص ممزق.. هدية أحمد جرار لأمه بعيد ميلادها!

السادس من فبراير، يوم ميلاد “أم صهيب” جرار، اعتادت في كل عام أن تبدأه بقبلة يطبعها ابنها أحمد على يدها وجبينها قبل أن يغادر لعمله ومصطحبا لها هدية ميلادها في المساء، لكن هذه المرة، حضرت هدية أحمد في الصباح دون أن يحضر.
بنطال وقميص ممزق، حملها شقيقه صهيب إلى والدته التي كانت تجلس أمام منزلها.. بقايا دماء على ثياب مزقها الرصاص، فيما روحه طارت إلى السماء لتلتحق بروح والده الشهيد القائد نصر جرار.
يقول مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، إن من المفارقات أن تصادف يوم استشهاد أحمد هو ذات اليوم الذي اعتاد فيه تكريم والدته، وهو ذكرى ميلادها من كل عام، فبدل أن يدخل إليها كما المعتاد ليقبل يدها، جاء أخوه صهيب هذه المرة حاملا بعضا من ملابسه مدرجة بالدماء لتتعرف عليها أنها له، فتقبل ملابسه بذكرى ميلادها ليكون المشهد الأخير، وهديته الأخيرة في الدنيا.
واعتادت السيدة ختام “أم صهيب” زوجة الشهيد نصر جرار على أجواء دافئة مع أبنائها الذين عوضوها عن رحيل زوجها شهيدا عام 2002 ، حيث كانوا صغارا فربتهم حتى غدو شبابا في مقتبل العمر وفي محيط اجتماعي أحبهم جميعا للطفهم وأخلاقهم.
ويعرف عن الشهيد أحمد أنه كان كثير المزاح، وأكثر إخوته مرحا، كما أشارت والدته إلى أنه كان يخلق دوما أجواء المرح في المنزل.
حين صدمت الصحفيين
وللحظات لم يكن الصحفيون قادرين على التعامل مع المشهد وهم يتوافدون لمنزل الدكتور حاتم جرار –عم الشهيد أحمد –حيث تقطن العائلة بعد هدم المنزل، وهم لا يعرفون كيف يبدؤون المشهد الأول مع والدته، ليكون المشهد صادما، حيث كان أول ردة فعل لوالدته حين أبلغت بخبر استشهاده واستلمت ملابسه هو ابتسامة مطابقة تماما لابتسامة الشهيد المعتادة، وكأنه ورثها عنها.
وأصيب الإعلاميون بالإرباك من ردة الفعل التي أعقبها حديث مفعم بالإيمان برباطة جأش غير مسبوقة وتبدأ بعبارة “انتقل من حضني لحضن أبيه”.
وفي الوقت الذي رفضت فيه أم الشهيد فتح بيت عزاء له، وأصرت على أن تفتح بيت استقبال تهاني كان إلزاما على الجميع أن يتعامل مع الموقف بشكل مختلف، فلا البكاء ولا العويل مسموح بهذه المنطقة، وقد حرَّمته أم صهيب في مضارب آل جرار.
حين يبكي الرجال
ولئن حرمت أم صهيب البكاء على النساء؛ فإن يوم استشهاد أحمد أبكى الرجال، وبمشهد غير مسبوق كانت الدموع تملأ عيون الكبار والصغار، وكنت تشاهد الرجال الكبار يبكون بمشهد غير مألوف لم ينتظم فيه أحد بعمله، ولم يكن هناك داعٍ لإعلان الإضراب والحداد بجنين، فوقع الحدث كان أكبر من أن تسير حياة بانتظام.
ولئن اعتاد الصحفيون على نظم الكلام الإنشائي البروتوكولي في وصف ردة فعل الناس في حوادث الشهداء؛ فإن أي كلمات كانت أعجز عن أن تصف ردة فعل جنين في يوم استشهاده.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

إصابات واعتقالات بمداهمات للاحتلال في الضفة
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامشنت قوات الاحتلال الصهيوني - فجر الأحد- حملة اقتحامات ومداهمات واعتقالات في عدة مناطق في الضفة الغربية....

ما تأثير طوفان الأقصى على المكانة الدولية لإسرائيل؟
المركز الفلسطيني للإعلام خلصت ورقة علميّة، أعدّها وليد عبد الحي وأصدرها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات تحت عنوان: "تأثير طوفان الأقصى على مؤشرات...

عائلات أسرى الاحتلال تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو
المركز الفلسطيني للإعلام طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، اليوم السبت، بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، محذرة من تصعيد القتال في القطاع كونه...

حماس تدين العدوان الصهيوني على سوريا ولبنان
المركز الفلسطيني للإعلام أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العدوانَ الصهيوني الغاشم والمتواصل على الأراضي السورية واللبنانية، في تحدٍّ سافرٍ لكلّ...

حماس: شعبنا وعائلاته الأصيلة يشكّلون السدّ المنيع في وجه الفوضى ومخططات الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام حيّت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” جماهير شعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وفي طليعتهم العائلات والعشائر الكريمة، التي...

وجهاء غزة للعالم: كفى صمتا وتحركوا عاجلا لنجدة غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أدان وجهاء قطاع غزة وعشائرها -اليوم السبت- استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي الغذاء والتجويع "سلاحا" ضد أبناء القطاع،...

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...