الإثنين 01/يوليو/2024

بين المقاومة وإسرائيل.. حسابٌ مفتوح!

بين المقاومة وإسرائيل.. حسابٌ مفتوح!

منذ أسابيع، صرح وزير الحرب الصهيونيّ “ليبرمان” وهو يكاد يتفجّرُ غضباً، قائلا: “إنّ الفتى جرّار يلعبُ في الوقت بدل الضائع”، في إشارة إلى قرب التوصل إليه، وفي السياق ذاته صرّح “نتنياهو” بكلمات قلقة غاضبة متوعدة “لن أسمح لأحمد جرار بأن ينال من كرامة إسرائيل”، وهو يدلل أنّ بطل جنين جرّار أوجع دولة الكيان، وأنه حفر في ذاكرتها استحضارا لرموز أذاقتهم الويل والثبور.

هل أُغلق الحساب ؟!

عقب نبأ اغتيال القوات الخاصة الصهيونية للمجاهد أحمد نصر الجرار، صباح اليوم الثلاثاء (6-2) عاد وزير جيش الاحتلال “ليبرمان” يقول: “أغلقنا الحساب مع أحمد، وسرعان ما سنصل إلى قاتل “بن غال”، قرب مستوطنة في سلفيت أمس.

في 9 يناير الماضي، فرّغ جرّار 22 طلقة نارية بسيارة الحاخام “رزيئيل شيبح” وذلك خلال 40 ثانية فقط، والتي رجّح خلالها جيش الاحتلال الصهيوني أن تكون العملية من تنفيذ خلية، وليس عملاً فردياً.

محللون سياسيون أجمعوا في حديثهم لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ عملية نابلس، ومعركة التخفي التي خاضها البطل أحمد جرار من نابلس إلى جنين، شكّلت هوساً أمنياً “غير مسبوق” لدى الاحتلال وأجهزته الأمنية كافة.

ويؤكّد المحللان مأمون أبو عامر، وأيمن الرفاتي، أنّ ظاهرة “أحمد جرار” قد تشكل تحولاً جديداً في طريق العمل المقاوم، سيما بعد غياب طويل لهذه النوعية من العمليات.

صراع مستمر

كتائب القسام التي أعلنت رسمياً عن تبنيها للقائد جرار وأكّدت أنّه من نفذ عملية نابلس، توعدت الاحتلال الإسرائيلي، بمزيد من عمليات المقاومة عقب اغتياله.

وقال بيان الكتائب: “نبشر المحتل بما يسوؤه في كل الميادين، وما عمليات إيتمار وعبد الحميد أبو سرور وحفات جلعاد وغيرها إلا أمثلة على ذلك، والباب مفتوح على مصراعيه أمام أبطال شعبنا يسدّدون للعدو المزيد من الضربات المؤلمة”.

ويؤكّد المحلل أبو عامر، أنّ المقاومة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بوجود الاحتلال، مبيناً أنّها تشكل حالة دفاعية سواء فردية أو منظمة لاسترداد الحقوق، ويضيف: “حتى لو سجل الاحتلال أي نجاح، فهذا لا يعني انتهاء كل شيء”.

ويشير الرفاتي، إلى أنّ الشهيد جرّار أثبت أنّ “المقاومة لن تموت مهما كانت الظروف الأمنية والملاحقات الاسرائيلية، ومهما تواصلت عمليات جزّ العشب ومحاولة انتزاع روح المقاومة المسلحة من صدور الشباب الفلسطينيين”.

حالة فريدة

حالة الشهيد جرار الفدائية النوعية، أعادت إلى أذهان الفلسطينيين ذكرى مجاهدي التسعينيات الذين نجحوا في التخفي وضرب الاحتلال في مقتل بين الحين والآخر، أمثال يحيى عياش، عماد عقل، مهند الطاهر، وغيرهم.

وهو ما أشار إليه أبو عامر، لافتاً إلى أنّ “أحمد جرار” شكّل حالة فريدة من نوعها في العمل المقاوم.

ويضيف: “عملية أحمد وضربته جاءت في ظروف أمنية معقدة، وكان يعتقد الاحتلال من خلالها أنّه فرض أجندته وسيطرته على الأرض، ونجح في انتزاع فتيل المقاومة، سيما المسلحة منها”.

فيما يعدّ نظيره الرفاتي، أنّ جرار أصبح يمثل قدوة للشبان الذين يرون الانتهاكات “الإسرائيلية” تتواصل ضدهم وضد أرضهم وأهاليهم بشكل يومي في الضفة المحتلة.

ماذا تخشى “إسرائيل”؟

هذا السؤال أجاب عليه أبو عامر بأنّ “الحاضنة الشعبية التي وفرها الفلسطينيون للبطل جرار بالتخفي والدعم اللامتناهي له، شكلت هوسًا لدى أجهزة أمن الاحتلال بأنّ ذلك يمكن أن يدفع كثيرًا من الشبان إلى تكرار هذا النموذج المقاوم الفريد”.

في حين أجاب الرفاتي، أنّ “إسرائيل تخشى من تكرار نموذج أحمد جرار، لأن هذا الشاب بات قدوة للكثير من الشبان في الضفة الذين باتوا يروا أنّ بإمكانهم التصدي للعدو بأبسط الأدوات”.

ويضيف: “الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تخشى من صناعة أبطال جدد أمام الجيل الفلسطيني الناشئ الذي باتت السيطرة الأمنية عليه ومراقبته ضعيفة”، لافتاً إلى أنّ الحساب بين المقاومة والاحتلال مفتوح لا تحده حدود ولا إمكانيات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات