الأربعاء 26/يونيو/2024

باب الساهرة.. سحر الهندسة بمواجهة التهويد

باب الساهرة.. سحر الهندسة بمواجهة التهويد

يعدّ باب الساهرة أحد الأبواب التاريخية لمدينة القدس، إذ يتمتع بثراء زخرفي، ويقع في الجدار الشمالي لسور المدينة، إلى الشرق من باب العمود، ويؤدي إلى حارة السعدية وحارة باب حطة.

ويقول مدير السياحة والآثار في المسجد الأقصى المبارك، يوسف النتشة، أن “الساهرة” تعنى المكان المنبسط الفسيح، وقد حرّفت بالعامية فأصبحت “زاهرة”، ومنها تطور التحريف لاسم الباب، ليعرف بباب الزهور (بالعبرية)، علما بأن نسيج الباب المعماري من الداخل أو الخارج لا يضم تشكيلات من الورود أو الزهور النباتية ليستحق هذا الاسم.

ويضيف أنه من أسماء الباب الأخرى “هيرودس”، نسبة إلى “هيرود انتيباس”، (عند الغربيين)، وباب مدلين (العصر الصليبي)، وحجم هذا الباب صغير نسيبا، إذا ما قورن مع باب العمود أو باب الأسباط، لكن تاريخه ثابت إلى زمن السلطان العثماني سليمان القانوني.

تخطيط الباب

ويشير “النتشة”، لمراسلنا، إلى أن اتجاه الاستطراق الحالي لباب الساهرة حديث العهد، ويعود إلى بداية القرن العشرين، حيث أن أصل الاستطراق يقع في الجهة الشرقية، وذلك تحقيقا لأسلوب بناء مداخل الأسوار في العصور الوسطى، (أي ضرورة وجود الممر المنكسر أو الزاوية القائمة)، وهذا غير موجود حاليا لأن الدخول للباب يتم اليوم بصورة مستقيمة. 

ونسيج الباب مكون من فتحة مدخل صغيرة، يعلوها عقد مدبب، وبينهما لوحة تخلو من النقش المعتاد، ووظيفتها زخرفية هنا، ويؤدي المدخل إلى دركات يغطيها قبو مروحي، ثم يؤدي إلى ممر ينعطف إلى جهة اليسار ثم ينفذ إلى داخل المدينة، وفق النتشة.

زخارف الباب الهندسية

وينبه إلى ما يوجد من زخارف هندسية على واجهة الباب الداخلية، حيث ثلاث دوائر حجرية تحوي زخارف هندسية، قوام بعضها زخرفة سداسية مشكلة من تقاطع مثلثين متساويي الساقين، تعرف باسم خاتم سليمان أو نجمة داود. 

ويؤكد “النتشة” أن هذه زخرفة إسلامية أصيلة، من أصول الزخارف الهندسية للفن الإسلامي، ولا علاقة لها بما يشاع أو يحاول البعض ربطه مع شعار “إسرائيل اليوم”، ولا صحة إطلاقا لما حاول البعض تفسيره على أنه طلسم أو شعار لسليمان القانوني، “لأنه لو كان الأمر كذلك لوضعت هذه الإشارة أو الزخرفة على باب العامود أو غيرها من الأبواب، وليس على واجهة داخلية متواضعة، وعليه فهذه الزخرفة إسلامية بحتة”.

ويوضح أن التوجه نحو الشرق يمنح الزائر فرصة مشاهدة الانحدار (الخندق) الذي كان يحيط بجدار السور الشمالي، حيث تنخفض الأرضية بشكل ملحوظ، وعند التوقف عند البرج المقابل للمدرسة الرشيدية، يتأكد هذا الانحدار، ويظهر للمشاهد كيف أن الأرضية المحيطة بهذا البرج قد ارتفعت كثيرا منذ سنوات تأسيس السور، “فهذا البرج  وزخارفه الجميلة على مستوى نظر المشاهد، وكذلك اللوحة الكتابية، في حين أنها في أماكن أخرى في السور مرتفعة بشكل ملفت للنظر”.

ويقول “النتشة” إن من لديه رغبة وولع، فإنه سيتمكن من استقراء اللوحة الكتابية المنقوشة بخط الثلث العثماني، وكذلك العناصر الزخرفية للدوائر الحجرية، وللأوراق الثلاثية الفصوص، والمتابعة لعدة أمتار أخرى شرقا، توصل إلى الزاوية الشمالية الشرقية لسور القدس والبلدة القديمة، حيث برج اللقلق.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، 19 مواطنًا على الأقل، منهم والدة مطارد، خلال حملة دهم - فجر الأربعاء- في...