باب الساهرة.. سحر الهندسة بمواجهة التهويد

يعدّ باب الساهرة أحد الأبواب التاريخية لمدينة القدس، إذ يتمتع بثراء زخرفي، ويقع في الجدار الشمالي لسور المدينة، إلى الشرق من باب العمود، ويؤدي إلى حارة السعدية وحارة باب حطة.
ويقول مدير السياحة والآثار في المسجد الأقصى المبارك، يوسف النتشة، أن “الساهرة” تعنى المكان المنبسط الفسيح، وقد حرّفت بالعامية فأصبحت “زاهرة”، ومنها تطور التحريف لاسم الباب، ليعرف بباب الزهور (بالعبرية)، علما بأن نسيج الباب المعماري من الداخل أو الخارج لا يضم تشكيلات من الورود أو الزهور النباتية ليستحق هذا الاسم.
ويضيف أنه من أسماء الباب الأخرى “هيرودس”، نسبة إلى “هيرود انتيباس”، (عند الغربيين)، وباب مدلين (العصر الصليبي)، وحجم هذا الباب صغير نسيبا، إذا ما قورن مع باب العمود أو باب الأسباط، لكن تاريخه ثابت إلى زمن السلطان العثماني سليمان القانوني.
تخطيط الباب
ويشير “النتشة”، لمراسلنا، إلى أن اتجاه الاستطراق الحالي لباب الساهرة حديث العهد، ويعود إلى بداية القرن العشرين، حيث أن أصل الاستطراق يقع في الجهة الشرقية، وذلك تحقيقا لأسلوب بناء مداخل الأسوار في العصور الوسطى، (أي ضرورة وجود الممر المنكسر أو الزاوية القائمة)، وهذا غير موجود حاليا لأن الدخول للباب يتم اليوم بصورة مستقيمة.
ونسيج الباب مكون من فتحة مدخل صغيرة، يعلوها عقد مدبب، وبينهما لوحة تخلو من النقش المعتاد، ووظيفتها زخرفية هنا، ويؤدي المدخل إلى دركات يغطيها قبو مروحي، ثم يؤدي إلى ممر ينعطف إلى جهة اليسار ثم ينفذ إلى داخل المدينة، وفق النتشة.
زخارف الباب الهندسية
وينبه إلى ما يوجد من زخارف هندسية على واجهة الباب الداخلية، حيث ثلاث دوائر حجرية تحوي زخارف هندسية، قوام بعضها زخرفة سداسية مشكلة من تقاطع مثلثين متساويي الساقين، تعرف باسم خاتم سليمان أو نجمة داود.
ويؤكد “النتشة” أن هذه زخرفة إسلامية أصيلة، من أصول الزخارف الهندسية للفن الإسلامي، ولا علاقة لها بما يشاع أو يحاول البعض ربطه مع شعار “إسرائيل اليوم”، ولا صحة إطلاقا لما حاول البعض تفسيره على أنه طلسم أو شعار لسليمان القانوني، “لأنه لو كان الأمر كذلك لوضعت هذه الإشارة أو الزخرفة على باب العامود أو غيرها من الأبواب، وليس على واجهة داخلية متواضعة، وعليه فهذه الزخرفة إسلامية بحتة”.
ويوضح أن التوجه نحو الشرق يمنح الزائر فرصة مشاهدة الانحدار (الخندق) الذي كان يحيط بجدار السور الشمالي، حيث تنخفض الأرضية بشكل ملحوظ، وعند التوقف عند البرج المقابل للمدرسة الرشيدية، يتأكد هذا الانحدار، ويظهر للمشاهد كيف أن الأرضية المحيطة بهذا البرج قد ارتفعت كثيرا منذ سنوات تأسيس السور، “فهذا البرج وزخارفه الجميلة على مستوى نظر المشاهد، وكذلك اللوحة الكتابية، في حين أنها في أماكن أخرى في السور مرتفعة بشكل ملفت للنظر”.
ويقول “النتشة” إن من لديه رغبة وولع، فإنه سيتمكن من استقراء اللوحة الكتابية المنقوشة بخط الثلث العثماني، وكذلك العناصر الزخرفية للدوائر الحجرية، وللأوراق الثلاثية الفصوص، والمتابعة لعدة أمتار أخرى شرقا، توصل إلى الزاوية الشمالية الشرقية لسور القدس والبلدة القديمة، حيث برج اللقلق.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الاحتلال يُمدد اعتقال 58 أسيرا إداريا
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين وجمعية "نادي الأسير الفلسطيني"، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت 58 أمر...

أنصار الله: الملاحة في المطارات الإسرائيلية غير آمنة
صنعاء- المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت القوات المسلحة اليمنية "أنصار الله"، أن الملاحة الجوية في المطارات الإسرائيلية باتت غير آمنة، مشيرة إلى أن...

جيش الاحتلال يقصف مطار صنعاء الدولي ومصنعا للإسمنت ومحطة كهرباء مركزيّة
صنعاء - المركز الفلسطيني للإعلام شنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ، اليوم الثلاثاء، هجوما استهدف من خلاله مطار صنعاء الدوليّ، ومصنعا للإسمنت في منطقة...

مستوطنون يحرقون مساحات زراعية واسعة في رام الله
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام أضرم مستوطنون، اليوم الثلاثاء، النار في أراضٍ زراعية، شمال شرق مدينة رام الله. وأفادت مصادر محلية، بأن عشرات...

حماس: ترامب يردد أكاذيب نتنياهو لتبرير التجويع الممنهج لغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس، أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي اتّهم فيها الحركة بالسيطرة على المساعدات الإنسانية في...

48 شهيدا و142 جريحا في غزة خلال 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم الثلاثاء، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 48 شهيدا، و142 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...

حماس: قرار الاحتلال توسيع الحرب تضحية صريحة بأسراه
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة حماس، إن مصادقة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابنيت" على خطط توسيع الاحتلال عمليته البرية في غزة، ...