الخميس 27/يونيو/2024

حروب ما قبل الشمال

ناصر ناصر

تزايدت في الآونة الاخيرة التصريحات الإسرائيلية التي تؤكد أن “إسرائيل” ستعمل على إحباط جهود إيران وحزب الله لبناء مصانع لصواريخ دقيقة نسبيا، أي لديها قدرة على إصابة أهداف بدقة عشرات الأمتار، وليس مئات كما هو الحال الآن، وقد نقل نتنياهو رسالة لبوتين بهذا الخصوص، كما هدد ليبرمان في جلسات نقاش معهد أبحاث الأمن القومي قبل أيام بأن بيروت ستنزل إلى الملاجئ في حال نزلت تل أبيب إليها.

حاول نائب رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي السابق موشيه كابلينسكي وفي مقابلة له مع القناة التلفزيونية 11 بتاريخ 2-2 التخفيف من حدة المخاوف لدى المجتمع الإسرائيلي والتي تكونت وبشكل غير مقصود من موجة التصريحات لقادة إسرائيليين حول حرب الشمال الأولى، والتي ستكون مختلفة عن حرب لبنان الثانية، في امتدادها الجغرافي حيث ستشمل الحدود اللبنانية والحدود السورية أيضا، كما يتوقع أن تكون مدمرة بشكل خاص.

لقد أكد كابلنيسكي أن هناك درجات تصعيد متعددة تسبق الحرب الشاملة ومن أهمها: الحرب الدبلوماسية التي تخوضها “إسرائيل” ضد الوجود والتعاظم الإيراني وحزب الله في لبنان، وتحديدا أمام الروسي الذي تعده “إسرائيل” اللاعب المركزي على حدودها الشمالية، وتسعى للتفاهم معه رغم غيظها المكتوم منه.

كما أشار كابلنسكي إلى قدرات “إسرائيل” لخوض حروب سرية تشمل التصفيات والاغتيالات وتخريب المشاريع الصناعية والحربية من خلال قدراتها المتقدمة في مجال السايبر، وهكذا يرى كابلينسكي أن الحرب في الشمال قد لا تكون مباشرة وفورية، خاصة أن أطرافها الثلاثة أي: إيران حزب الله وإسرائيل غير معنية بالحرب مما يقود إلى استنتاج واضح بأن “إسرائيل” ورغم تهديداتها المتكررة والمتوقعة قد سلمت بالتموضع الإيراني وتعاظم حزب الله في الشمال ولكنها تحاول تخفيف الأضرار وإرضاء “ضميرها” أنها فعلت ما تستطيع.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات