الوقائي يلاحق نشطاء طردوا الوفد الأميركي من بيت لحم

شن جهاز الأمن الوقائي، التابع للسلطة، مساء اليوم الثلاثاء، حملة لملاحقة النشطاء الذين طردوا وفد القنصلية الأميركية من بيت لحم، جنوب الضفة المحتلة، في وقتٍ سابقٍ اليوم، وهي الخطوة التي لقيت إدانة رسمية من رئاسة السلطة.

وأكد مصدر مطلع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن جهاز الأمن الوقائي بدأ بملاحقة عدد من نشطاء المقاومة الشعبية في بيت لحم بهدف اعتقالهم على خلفية طردهم وفداً دبلوماسياً أمريكياً من اجتماع بالغرفة التجارية بالمدينة.

وذكر المصدر أن المعلومات الأولية تتحدث عن اعتقال اثنين من النشطاء، وأن حالة من الغضب تسود بيت لحم، يعتقد أن تتطور لمسيرة غاضبة ضد انتهاكات السلطة وأجهزتها الأمنية.

وأكد المحامي فريد الأطرش منسق الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في جنوب الضفة المحتلة، في تصريحات صحفية، أن جهاز الأمن الوقائي نفذ فعليا اعتقال محمد حبشي أمين سر حركة فتح في مخيم عايدة، وهناك استدعاءات لثلاثة آخرين على الأقل وهم: مازن العزة ممثل حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، وإبراهيم مسلم من مخيم عايدة، ومحمد عمارنة من مخيم الدهيشة.

وعدّ هذه الخطوات مسًّا بحرية التعبير والرأي السياسي، مشيرًا إلى أن المظاهرة في بيت لحم تأتي في هذه السياق، واحتجاجا على إعلان واشنطن القدس عاصمة للكيان “الإسرائيلي” وهي مظاهرة سلمية بكل المقاييس.

وجاء هذا التطور، بعدما أدانت “الرئاسة الفلسطينية”، ما وصفته بـ”الاعتداء” الذي تعرضت له بعثة القنصلية الأمريكية في مدينة بيت لحم، ظهر اليوم الثلاثاء.

وأعلنت الرئاسة، “رفضها المطلق لمثل هذه التصرفات الخارجة عن الأخلاق والأصول الفلسطينية”، وفق ما نشرته وكالة الأنباء الرسمية وفا.

ويرى متابعون، أن موقف السلطة يناقض موقفها الرسمي المعلن من مقاطعة الإدارة الأميركية على خلفية موقفها من القدس المحتلة.

وعبر صفحته على “فيسبوك”، قال محمد اللحام، عضو المجلس الثوري لحركة فتح: “أقر وأعترف أنني الذي بعثت الشبان الْيَوْمَ لطرد وفد الخارجية الأمريكي من غرفة تجارة بيت لحم وعليه أتحمل التبعات لذلك، والشباب نفذوا تعليمات وفق نبض ورغبة الشارع الفلسطيني ..وإذا في أي مساءلة أنا جاهز مش حد ثاني”.

وصباح اليوم، طرد ناشطون فلسطينيون، وفدا أمريكيا رفيع المستوى، خلال زيارته لمدينة بيت لحم جنوب الضفة المحتلة.

وأفاد، مراسلنا، أن ناشطين اقتحموا الغرفة التجارية في بيت لحم، “عندما علموا بوجود اجتماع مع وفد من الخارجية الأمريكية، رافعين صورًا تندد بإعلان ترمب المشؤوم”.

وأضاف بأن الناشطين اشتبكوا مع حراس الوفد الأمريكي بالأيدي، وأطلقوا الهتافات المنددة بالمواقف الأمريكية المنحازة للاحتلال، حتى تمكنوا من طرده من قاعة الاجتماع بالقوة.

وأضاف أن الناشطين لحقوا بالوفد إلى خارج قاعة الاجتماع، ورشقوا مركباته بالحجارة والبيض والبندورة، معبرين عن غضبهم، في ظل الموقف الشعبي والرسمي الرافض للتعامل مع الطرف الأمريكي.

وطالب المحتجون بإقالة مدير الغرفة التجارية ببيت لحم سمير حزبون، على خلفية استقباله للوفد، معلنين عن تصعيد الفعاليات في حال عدم إقالته.