الأربعاء 07/مايو/2025

الأسير محمد إغبارية .. 26 عامًا من الوجع والفراق

الأسير محمد إغبارية .. 26 عامًا من الوجع والفراق

“كان اعتقال الأسير محمد سعيد إغبارية (43 عاماً) من بلدة المشيرقة قضاء أم الفحم بالداخل المحتل عام 1992 حدثاً فارقاً في حياة زوجته وأسرته، فبعد زواجه بـ 6 أشهر اعتقل محمد لتبقى زوجته تلاحق أخباره في محاكم الاحتلال الإسرائيلية”، تقول والدته، حتى حكم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة.

 في حديثنا مع أم محمود والدة الأسير قالت: إن أفراد العائلة يتمكنون من زيارة محمد بشكل مستمر، لكن هي لم تستطع زيارته منذ سنتين بسبب المرض، مشيرة إلى أنه يرسف حالياً في سجن جلبوع بصحة ومعنويات عالية.

معانـــاة
 لم تترك والدة الأسير أم محمود مؤسسة أو وسيلة تمكنها من التواصل ومعرفة ظروف ابنها، لم تلجأ إليها، تؤكد “كانت تمضي يومها في الاتصال لمعرفة التفاصيل الخاصة بحياة الأسرى والاندماج مع عائلاتهم وتكوين صداقات معها”.

ولم تتمالك الأم حين سئلت عن محمد، فهطلت دموعها قائلة: “الله يرضى عليه، والله إلي سنتين ما شفته، نفسي أشوفه قبل ما أموت”.. بهذه العبارات المؤلمة بدأت والدة إغبارية حديثها عنه.

في بداية اعتقال نجلها كانت الرسائل هي الوسيلة الوحيدة التي تحمل صوت أم محمود إليه، يجلس يومياً بانتظارها، كي تطمئنه على صحتها وأخبار أسرته، قائلة: “لم يتبق لي سوى ابني أحمد خارج السجون، فشقيقه إبراهيم أيضا محكوم بالمؤبد”.

وأصعب شعور يصيب والدة الأسير هو أن يكبر فلذة كبدها بعيداً عنها، والأصعب من ذلك هو أن تحرم من معانقته ورؤية أحفادها، أو أن تصبح أكبر أمانيها أن تعانقه دون ذلك الزجاج والأسلاك خالية من عيون مترقبة أو وقت محدد أو من وراء الجدران، بحسب قولها.

 يشار إلى أن الأسيرين محمد وشقيقه إبراهيم سعيد إغبارية من قرية المشيرفة قضاء أم الفحم قد اعتقلا بتاريخ 26-2-1992 بتهمة تنفيذ عملية طعن بالسكاكين داخل معسكر “جلعاد” الإسرائيلي أدت إلى مقتل ثلاثة جنود وإصابة عدد آخر بجراح، وحكم عليهما بالسجن المؤبد.

ذكريات وآلام
 تجاعيد وجه الحاجة  أم محمود (78 عاماً) تحكي الكثير من الغصات، فهي وإن كانت مريضة إلا أن جرحها الحقيقي بدأ قبل 26 عاماً حين اعتقل الاحتلال ولديها محمد وإبراهيم.

كما تحدثت عن أشد لحظات الألم والقهر التي عاشتها العائلة بعد إلغاء الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى ضمن صفقة التبادل في العام 2014، لكن لا تزال مصرة أم محمود أنها سترى أبناءها خارج القضبان في يوم من الأيام.

تروي أم محمود حجم المعاناة والأوقات العصيبة التي تعيشها العائلة طيلة السنوات السابقة، والفخر بخطواتهما من جهة أخرى، وتستذكر اللحظات الجميلة التي جمعتها بنجلها قبل اعتقاله، قائلة “كان محباً للعلم والثقافة بشكل كبير”.

وتصف أم محمود معاناة زوجة ابنها الأسير محمد والتي رفضت التحدث معنا، قائلة: “لا زالت تنتظره ولديها أمل كبير برؤيته خارج السجون، لقد مضى على زواجهما 6 أشهر فقط حين تم اعتقاله، ومضى 26 عاماً من عمرهما ولا زالوا ينتظرون اللقاء في بيت واحد وإنجاب الأطفال”.

 وتؤكد أم محمود أن معاناة أهالي الأسرى تفوق معاناة الأسرى أنفسهم، حيث يدفعون ثمناً قاسياً خلال الزيارات والمشقة التي يتحملونها وما يتعرضون له من إذلال على يد الحواجز العسكرية والسجانين، وتضيف أنها حرمت من رؤية نجلها محمد منذ سنتين بسبب المرض.

وعن اللحظات التي تتمنى أفراد العائلة أن تعيشها بجوار أبنائها، تقول: إنهم في كل لحظات حياتهم يفتقدون محمد وإبراهيم، ويشعرون بالنقص والغصة في كل الأفراح والمناسبات، وعادةً لحظات الفرج يشبهونها بالنقصان، كما تتمنى أم محمود أن ترى أبناء محمد أمام عينيها؛ لكونه لم يرزق حتى اللحظة بأطفال.

ولم تنسَ أم محمود أن تحدثنا عن حياة الأسير محمد قبل اعتقاله، قائلة: “كان محبوبًا من الأهل والجيران، ومحبا للعلم ومساعدة المحتاج، ويحب الوطن”.

وكان الأسير إغبارية قد حصل على شهادة البكالوريس والماجستير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، في حين  حصل شقيقه إبراهيم على شهادة الدكتوراه في القانون.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...