الخميس 01/مايو/2025

ضابطان إسرائيليان شاركا بمحاولة اغتيال حمدان في لبنان

ضابطان إسرائيليان شاركا بمحاولة اغتيال حمدان في لبنان

كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية، صباح اليوم الاثنين، مزيداً من التفاصيل الجديدة حول محاولة اغتيال القيادي في حماس، محمد حمدان، في مدينة صيدا جنوب لبنان.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية لبنانية، قولها إن المخابرات “الإسرائيلية” لم تكتفِ بتكليف عملاء محليين لتنفيذ العملية، حيث كشفت تحقيقات “فرع المعلومات” عن وجود ضابطين “إسرائيليين”، أحدهما سيدة زرعت العبوة، والثاني فجرها، ثم غادرا لبنان، واستخدما جوازات سفر جورجية وسويدية وعراقية.

وأشارت المصادر إلى أن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني، بات يملك تصورا كاملا لكيفية تنفيذ العملية المعقدة التي نجا منها “حمدان”، بمحض الصدفة، مشيرةً إلى أن الأخطر “إسرائيليا”، أن “الفرع” تمكن من تحديد هويتي ضابطين “إسرائيليين”، شاركا مع عملاء لبنانيين في محاولة الاغتيال.

وتشير المعلومات إلى أنه تم التوصل إلى معرفة الضابطين “الإسرائيليين” والحصول على صورهما ونسخ من وثائقهما الثبوتية، وتاريخ دخولهما إلى لبنان وخروجهما منه، ودور كل منهما في العملية، إضافة إلى تحديد الجنسية التي استخدمها كل منهما للتجول في لبنان بحرية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه تم تحديد لبنانيين مشتبه فيهما هم “محمد. ح” الذي سلمته تركيا، وتبين أنه يعمل لصالح جهاز الموساد منذ خمس سنوات، وأنه بدأ مراقبة القيادي في حماس منذ أكثر من 7 أشهر، أي قبل انتقاله إلى منزله الذي جرت محاولة اغتياله قربه، حيث كان يسكن “حمدان” قبل نحو 6 أشهر في منطقة سيروب في صيدا.

وبينت أن العميل الثاني هو “محمد. ب” والذي ظهر اسمه في الإعلام، ويعدّ العميل الرئيسي للعملية وتولى المراقبة اللصيقة لحمدان من خلال مستودع استأجره قرب منزل القيادي الحمساوي بذريعة تخزين الثياب.

ويعتقد المحققون بأن استخبارات الاحتلال “الإسرائيلي” كانت قد زرعت كاميرات مراقبة داخل المستودع، بهدف معرفة وتيرة تحرك “حمدان”، لكن محققي استخبارات الجيش اللبناني الذين مسحوا المستودع بعد اكتشافه، لم يجدوا فيه ما يساعدهم على التقدم في التحقيق، واستنتجوا بأن استخبارات الاحتلال أفرغت المستودع من كل ذي قيمة أمنية قبل تنفيذ العملية.

وغادر (محمد. ب) لبنان ليل (14-15) كانون الثاني إلى تركيا، واتجه منها إلى هولندا، عبر روما، وبحسب مصادر معنية بالتحقيق، فإنه تولى مراقبة “حمدان” عن قُرب في الأيام الأخيرة التي سبقت تنفيذ العملية.

وتبين أن دور (محمد. ب) لم يكن محصورا بالمراقبة، فقد كلفه مشغلوه بأن يرافق امرأة من بيروت إلى صيدا، لزرع العبوة التي أُلصِقَت أسفل سيارة حمدان، وهي امرأة مجهولة، وانتقلا معا إلى صيدا ليل الخميس – الجمعة (11-12 كانون الثاني 2018)، ويُقدر المحققون في استخبارات الجيش اللبناني، أنهما أرادا زرع العبوة في تلك الليلة، “لأن حمدان لا يستخدم سيارته سوى يومي الجمعة والأحد، كونهما يومي عطلة في المدرسة التي يدرّس فيها”. 

لكن صدفة أيضا حالت دون زرع العبوة، بحسب المحققين، حيث أن أحد جيران “حمدان” كان عائدا من السفر، ووصل إلى موقف السيارات (حوالي الساعة الثالثة فجراً)، وفوجئ بشاب وشابة في الموقف، بحسب الإفادة التي أدلى بها لاستخبارات الجيش، وحين سألهما عن سبب وجودهما في المكان، أجابه من يعتقد بأنه (محمد. ب)، وقال له إنهما أتيا لأنه يريد أن يغسل يديه، وأنه كان في المستودع، وذكر اسم حارس المبنى، قائلاً: “إنه يعرف بوجودهما، ولمّا سمع الشاهد اسم الحارس، لم يكترث لهما، وصعد إلى منزله، فيما غادرا المكان”.

وبناءً على إفادات الشاهد وحارس المبنى والشخص الذي استأجر منه (محمد. ب) المستودع، رسم محققو استخبارات الجيش رسما تشبيهيا (لمحمد. ب) قبل أن يحدد فرع المعلومات هويته كاملة، ويستجوبوا زوجته وأفرادا من عائلته ويحصلوا على صور له، كذلك وضعوا رسما تشبيهيا للامرأة، التي قال الشهود إن ملامحها شرق آسيوية، وترتدي نظارات طبية.

وتتابع الصحيفة، عاد (محمد. ب) برفقة المرأة المجهولة ليل السبت- الأحد (13-14 كانون الثاني)، وتوّلت الأخيرة زرع العبوة الناسفة، وغادرت إلى بيروت مع (محمد. ب)، ثم سافرت عبر مطار بيروت الدولي إلى قطر، ومنها إلى دولة ثالثة لم تحدد بعد. وفقا للصحيفة.

ومن بيروت، عاد (محمد. ب) برفقة رجل مجهول، إلى صيدا صباح تنفيذ العملية، وبعد مراقبة سيارة حمدان من مكان يبعد أكثر من 100 متر، انتظرا حتى نزول حمدان، ثم فتحه باب السيارة، ودخوله إليها. لكن الصدفة التي أنقذت حمدان كانت أنه شغل محرك السيارة، بعدما أدخل يده إليها، من دون أن يجلس على المقعد، وبقي جسده خارجها. لكن، بحسب تقدير المحققين، أن (محمد. ب) والرجل المجهول، ظنّا أنه جلس في مقعد السائق. وعندما فجر أحدهما العبوة، كان حمدان خارج السيارة، فنجا بأعجوبة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات