ما خلفية الاشتباك بين عناصر من فتح والشعبية في بيت لحم؟

لم تكن ليلة هادئة في بيت لحم؛ بل كانت مشفوعة بأصوات الرصاص وعبارات السب والتخوين والتهديد، ليس بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال، بل بين عناصر من الجبهة الشعبية وحركة فتح، لكن لماذا؟

في بلدة الدوحة قرب بيت لحم، جرت جملة المناوشات هذه، والتي عبّر المواطنون عن خشيتهم من تجددها، سيما في ظل هيمنة حركة فتح على مجمل الأوضاع في قرى ومدن الضفة الغربية كافة.

خلفية الحدث
وحسب مصادر مطلعة تحدثت لمراسلنا؛ بدأت الأحداث عند تحطيم شبان محسوبين على حركة فتح مجسمًا لجورج حبش نصب في وسط البلدة في الذكرى العاشرة لرحيله.

فور الحادثة تحركت شخصيات عديدة في بلدة الدوحة، وتمكنت من تهدئة الأوضاع.

الصحفي نجيب فراج من بيت لحم نقل على صفحته على موقع “فيسبوك” تصريحات وإقرار عضو المجلس الثوري لحركة فتح محمد عبد النبي اللحام بأن أفرادا من حركة فتح أنزلوا صورا لجورج حبش، قبل أن يتصدى لهم شبان من الجبهة الشعبية، الأمر الذي أدى لوقوع اشتباكات بين الطرفين.

أنصار الجبهة الشعبية اشتكوا من تمزيق أفراد ملثمين فتح صور جورج حبش، وتحطيم مجسم نصب له، وإطلاق أحدهم النار من مسدس.

تصاعد الأوضاع
وفي تفاصيل الحدث، قال مراسلنا: “فور إطلاق النار هاجم شبان من الجبهة منزل المتهم بإطلاق النار وألقوا الحجارة باتجاهه”.

عند هذه النقطة حضرت قوة من الشرطة لفضّ المواجهات بين عناصر التنظيمين، وخلالها ألقيت الحجارة باتجاه الشرطة التي أطلقت الغاز والعيارات النارية لتفريق المظاهرات.

الناشط عامر العجوري -المحسوب على الجبهة الشعبية، والذي شارك في تهدئة الأمور- قال: إن أحد عناصر فتح الملثمين أطلق النار باتجاه شبان الجبهة الذي جاؤوا لمنع إنزال الصور وتحطيم المجسم.

وأكد أن هذا الأمر هو الذي أدى إلى تصعيد الأوضاع، لكنه استدرك أن “إلقاء الحجارة باتجاه الشرطة أمر مستنكر”.

التحلي بالمسئولية
ووقف على خط الوسط محافظ بيت لحم اللواء جبرين البكري، الذي أعرب عن أسفه لوقوع هذه المناكفات “على خلفية تمزيق صور وتحطيم مجسم”.

وقال في تصريحات له: “يجب على كل الأطراف التحلي بالمسؤولية، وخاصة عندما تهبط الأمور إلى هذا الحد”.

وأضاف: “الجميع أمام مفترق طرق عميق وخطير، وأن نهبط لهذا المستوى هذا أمر مؤسف للغاية، وعلى الجميع أن يبدي مسؤولية في تهدئة الأمور وعدم تصعيدها”.