مناكفات تربك دوام المدارس يوم الإضراب .. القصة الكاملة

سادت اليوم الثلاثاء وليل أمس حالة شديدة من الإرباك مختلف محافظات الضفة الغربية نتيجة التضارب الشديد والقرارات المتقلبة متعددة المراجع حول شمول الإضراب العام اليوم لقطاع التعليم من دونه.

وعبّر المواطنون بشكل واسع عبْر مواقع التواصل الاجتماعي والمجالس العامة عن غضبهم وسط انتقاد آلية إدارة قرارات الإضراب في خضم الأحداث الأخيرة.

وروت مصادر مطلعة لمراسلنا تفاصيل من الأسباب التي أدت لهذا الاضطراب في شمولية التعليم من عدمه والتي تبين أنها مرتبطة بحالة مناكفة عامة يشنها بين الفينة والأخرى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء توفيق الطيراوي بحق وزير التربية والتعليم صبري صيدم.

وأشارت المصادر إلى أن وزير التربية والتعليم وبتوافق عام أعلن أن الإضراب العام اليوم الثلاثاء والذي دعت إليه حركة فتح في إطار الفعاليات المناهضة لإعلان ترمب لا يشمل المدارس وقطاع التعليم الذي سوف ينتظم في دوامه حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا.

كما أعلنت نقابة النقل العام عن استثناء نقل الطلبة والمعلمين من إضراب النقل العمومي اليوم في إطار التماشي مع القرار، وفي ظل حالة استياء عامة من كثرة أيام تعطيل قطاع التعليم بسبب الإضرابات.

الطيراوي يناكف:
وكان لقرار الوزير صيدم أن يمر بشكل طبيعي لولا دخول اللواء الطيراوي على خط مناكفاته المستمرة مع صيدم، حيث أوعز لأقاليم فتح بأن تعلن في وقت متأخر مساء أمس أن الإضراب يشمل المدارس، في قرار جديد مخالف للقرار العام لفتح ولصيدم الذي اتفق على استثناء التعليم.

واستجابت بعض قيادات الأقاليم لتدخل الطيراوي، وخرجت وأعلنت بسماعات المساجد مساء أمس أن الإضراب يشمل المدارس، فيما امتنعت أقاليم أخرى على الدخول في هذه المهاترات، فزادت حالة الإرباك والتناقض بين المواطنين بين بلدة مضربة وأخرى لا.

وبحسب المصادر؛ فإن صيدم تدخل مرة أخرى، واتصل بجميع مدراء التربية والتعليم في الضفة، وأكد لهم أن اليوم هو دوام رسمي، وبدورهم اتصل جميع مدراء التربية بمدراء المدارس ليؤكدوا انتظام الدوام، وعند ذلك تدخل الطيراوي مرة أخرى، وضغط على الاتحاد العام للمعلمين الذي يتبع له بحكم مسؤوليته في مركزية فتح ليصدر بيانا في وقت متأخر الليلة الماضية يعلن فيه أن الإضراب اليوم يشمل المدارس.

كما شرعت أوساط أمنية بالضغط على نقابة النقل والمواصلات لوقف الاستثناء المعلن بشأن التعليم، وشملت المناكفات الجامعات لدرجة أن جامعة بير زيت والتي كان يفترض انتظام الدوام فيها حتى الثانية عشرة، ورتبت مع النقل العمومي نقل الطلبة، تم الضغط عليهم بإيعاز من جماعة الطيراوي وتهديد أي سائق وإغلاق الجامعة.

وعاش الأهالي حالة من الإرباك الشديد جعلتهم يتساءلون إن كان بقي للإضراب ارتباط بموضوع القدس أصلا بعد هذه المناكفات، فيما تساءل كثير من المعلمين عن الدور الذي يلعبه اتحاد المعلمين وكيف تحول لأداة بين آخرين مقابل امتيازات خاصة وفقد صفته حركةً نقابيةً.

خلافات قديمة:
ووفق مراقبين؛ لا يعبر تصرف الطيراوي الأخير عن حالة جديدة بقدر ما هو امتداد لحالة عامة من الخلاف بينه والوزير صيدم.

وسبق أن تفجر هذا الخلاف أكثر من مرة، كانت إحداها قبل عامين مرتبطة بتعيين وكيل وزارة التربية والتعليم، فيما لا تسود بين الرجلين علاقة ودية داخل مركزية فتح، وهما عضوان فيها.