الخميس 01/مايو/2025

اللبَّن الشرقية.. مواجهات على وقع الدحيّة

اللبَّن الشرقية.. مواجهات على وقع الدحيّة

اكتسبت المواجهات الأسبوعية التي يشهدها المدخل الرئيس لبلدة اللبَّن الشرقية، جنوب شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، لونا آخر في الجمعة السادسة من “انتفاضة العاصمة”، عندما دخل التراث الشعبي على خط المواجهة.

“دزينة” (ترمز إلى الرقم 12) من الشبان اصطفوا جنبا إلى جنب فوق البوابة الحديدية التي نصبها الاحتلال هناك، ليخنق بها البلدة ويتحكم في فتحها وإغلاقها، وبدؤوا بأداء دبكة “الدحيّة”، ويبثون الحماس في نفوس رفاقهم الذين يرشقون الجنود بالحجارة.

ورغم برودة الطقس، استطاع الشبان أن يحيلوا هذه البوابة إلى منصة للدبكة على إيقاع “الدحيّة” الفلسطينية، وفي الجهة المقابلة، كانت دوريات الاحتلال ترقب المشهد باندهاش.

ومنذ قرار ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني واعتزامه نقل سفارة بلاده إليها، باتت بلدة اللبن الشرقية، الواقعة على الطريق الرئيس بين مدينتي نابلس ورام الله، واحدة من أشد نقاط التماس مع الاحتلال بالضفة.

وبعد أيام قليلة من اندلاع “انتفاضة العاصمة”، عمد الاحتلال إلى نصب بوابة حديدية على مدخل البلدة وعلى مقربة من منزل المواطنين، وأنذر أهالي البلدة بأن هذه البوابة سيتم إغلاقها، كلما تعرضت قواته ومركبات المستوطنين للرشق بالحجارة.

 

مواجهات متجددة

وتدور عند مدخل اللبّن مواجهات عنيفة بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع، يتخللها وقوع أعداد من المصابين بالرصاص والغاز.

وفي الجمعة الأخيرة، حاول الشبان اقتلاع البوابة عبر دفعها بشكل جماعي وبسرعة عالية، ثم تركها ترتطم بالسياج القريب منها، لكن جهودهم لم تفلح.

ونجح الشبان أكثر من مرة في إجبار الجنود على التراجع إلى الوراء، عندما استخدموا المقاليع لإعادة إلقاء قنابل الغاز باتجاه الجنود، كما ساعد اتجاه الرياح في انتقال الغاز نحو الجنود.

لون جديد

ويبرز هذا اللون الجديد من أساليب المواجهة مع الاحتلال، قدرة شبان الانتفاضة على ابتكار أفكار جديدة من شأنها إرباك الاحتلال، والتغلب عن النمطية التي تؤثر على حجم المشاركة بالمواجهات.

ويقول الشاب محمود قاسم، وهو أحد الشبان الذين شاركوا بالمواجهات، لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، إن الشبان أرادوا من خلال أداء الدحية أن يبعثوا برسالة للاحتلال أن إجراءاته الهادفة لخنق البلدة لن تفلح في تحقيق هدفها.

ورغم أجواء المرح التي سادت المكان، إلا أنها لم تؤثر على سخونة المواجهات، وهو ما كشف عنه إصابة ثلاثة مواطنين بالرصاص المعدني، بينهم فتى أصيب بعينه، فضلا عن عشرات حالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع.

ويضيف قاسم: “ألهبت هذه الأجواء حماس الشبان، وغطت سخونة المواجهة على برودة الطقس”.

ويبدو أن هذه الأجواء لم ترُق لجنود الاحتلال الذين استفزهم المشهد، فاستقدموا شاحنة ضخ المياه العادمة لتقوم برش المياه العادمة على الشبان، كما أطلقوا وابلا من قنابل الغاز والرصاص المعدني باتجاههم.

ويقول واجد النوباني، وهو مصور صحفي من أبناء البلدة: “شهدت هذه الجمعة أشد المواجهات في القرية.. الجنود أطلقوا الرصاص على نافذة منزل وحطموا الزجاج، ثم استهدفوا بالقنابل الغازية أحد البيوت، وأصيب عدد من الشبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط”.

ويختم بالقول: “كانت المشاركة كبيرة رغم برودة الأجواء وتساقط المطر، ومع أذان المغرب كان عدد الشبان الذين خرجوا للتظاهر قد ازداد”.

ويلجأ الشبان الفلسطينيون إلى استخدام بعض الحيل، والمهارات التهكمية في محاولة للفت الأنظار لمواجهاتهم مع الاحتلال الذي يستخدم القوة المفرطة بحقهم.


null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات