طنجرة الضغط.. هل انفجرت بوجه إسرائيل؟

ليلة قاسية مرت على الشرطة الخاصة “اليمام” ووحدة النخبة “جفعاتي”.. هكذا قال الإعلام الصهيوني بعد سبعة أيام من البحث المضني المتواصل المُعزز بوحدات النخبة والكوماندوز ووسائل الاستخبارات التكنولوجية بحثاً عن منفذي عملية “حفات جلعاد”.
محلل الشؤون العبرية في “المركز الفلسطيني للإعلام” تابع ما تناقله الإعلام العبري عن منفذي عملية قتل الحاخام من مستوطنة (حفات جلعاد) وصولاً لادعاء جيش الكيان أنه حقق أهدافه من خلال العملية.
البحث المضلل
ومما لا شك فيه أن العملية أثبتت بوجه قطعي أن المنظومة الأمنية والدفاعية فاشلة، وقد جاء ذلك من خلال تلميحات قادة الكيان عندما قالوا: لقد تجاوز منفذو العملية “رادار الشاباك” والكاميرات المزروعة في منطقة العملية.
كما أن المنطقة بحد ذاتها هي منطقة أمنية بالوصف الصهيوني؛ ويوجد فيها الجيش وقطعان المستوطنين بشكل دائم.
وأضاف المحلل: “وحسب ما جاء في صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية في بداية التحقيق في عملية قتل الحاخام؛ فإن الشاباك كانت تقديراته أن المنفذين فروا شمال الضفة وتحديداً إلى جنين، ولم يختاروا الخيار الأقرب وهو مدينة نابلس، وعندما تم توسيع عمليات البحث عن مكان المنفذين، وردتهم معلومات من جهاز الأمن الوقائي في مدينة جنين أن هناك سيارة يشتبه بها قد تكون تابعة لأفراد الخلية التي نفذت الهجوم”.
وبحسب المحلل؛ فإن العملية أثبتت أن شاباً في 22 من عمره وهو أحمد نصر جرار، قد مرّغ أنف الشاباك والجيش بالتراب بعد الفشل الذريع الذي منيت به الآلة الاستخبارية الصهيونية باعتقاله أو تصفيته؛ إذ إن جيش الكيان ذهب بعيداً ليبحث عن طرف خيط للوصول له ولمعاونيه في منطقة طولكرم، وبدأ بمصادرة أجهزة الكاميرات في تلك المنطقة.
فشل التنسيق
لكن الحقيقة أنه لولا معلومات أمن السلطة التي زودت بها نظيرتها الصهيونية، لبقيت أجهزة الكيان تتخبط في وحل فشلها وظلّت تراوح منطقة نابلس، وهو ما أكده موقع مفزاك لايف الصهيوني ثاني يوم من العملية.
وقال الموقع العبري: إن الشاباك تلقى معلومات قدمتها أجهزة الأمن الفلسطينية عجلت في الوصول لـ”المخربين”، وزعم أن العملية نُفذت بأمر من قيادة حماس في غزة.
وأضاف الموقع أن مسؤولا أمنيا إسرائيليا قال: إن معلومات مهمة قدمتها الأجهزة الأمنية الفلسطينية في اللحظات الأخيرة، عجلت في الوصول إلى الخلية التي قتلت الحاخام قرب نابلس.
ووفقا للتقديرات الأمنية الأولية التي كانت تدور في أروقة جهاز الأمن العام “شاباك”؛ كان الاعتقاد السائد أن منفذي العملية من منطقة نابلس.
وقالت القناة 12 العبرية: إن الخلية المطلوبة تضم من (3-5) مقاومين أقاموا بعدة منازل وليس بمنزل واحد، ومن أطلق النار على الجنود تعاون مع الخلية، وليس عضوا فيها، فيما ذكر موقع روتر نت أن هناك عددا من الإصابات في صفوف الجيش أثناء الاشتباكات التي دارت مع أحمد نصر، فيما نشر موقع كيبا الديني أن المطلوب الأول في العملية وهو أحمد نصر جرار نجح في الفرار.
ووفقا لما أكدته القناة العاشرة الجمعة الماضية، فإن أجهزة السلطة قدمت تقديراً أمنيا وافياً للجانب الإسرائيلي، مفاده أن المنفذين ليسوا من نابلس وأنهم يتبعون حماس ويتلقون توجيهاتهم من قطاع غزة.
وأشار إلى أن هذه المعلومات أحدثت تغييراً دراماتيكياً في مسار التحقيقات، بعدما قدمت فيديو من أحد المحال التجارية تظهر فيه سيارة المنفذين ومعلومات كاملة حول السيارة، وهو الأمر الذي كان من شأنه الوصول للخلية وكشف هوية المنفذين.
ولم يهمل الشاباك هذه التقديرات، وبقي حتى صباح يوم الأربعاء ينتظر خطأ واحدا ينفذه أحد عناصر الخلية للوصول إليها.
عنصر المباغتة
وأكد محلل الشؤون الصهيونية في “المركز الفلسطيني للإعلام” أنه ورغم أن الاحتلال زجّ بوحداته الخاصة من (اليمام) و(جفعاتي) في منطقتين مختلفتين في المدينة كما قالوا للقضاء على الخلية، إلا أن أحد المقاومين باغت الوحدات الخاصة -وقلب السحر على الساحر- فأطلق النار من خلال مسدسه الخاص على عنصرين من وحدة (اليمام) فأصاب أحدهما إصابة خطيرة والآخر كما يدعون إصابته طفيفة، ونجح في إرباك الوحدتين الصهيونيتين، فيما نجح مقاومٌ آخر بالفرار والتواري عن أعين الوحدات المختارة بكل جدارة وبراعة.
ولفت المحلل إلى أن الجيش الذي أطلق على عمليته اسم “طنجرة الضغط” قد انفجرت في وجهه، فقد قال محلل الشؤون العسكرية الإسرائيلية في موقع واللا العبري: إن مصادر في جنين تفيد بأن منفذ هجوم (حفات جلعاد) ما زال حراً طليقاً”، فيما قالت الصحفية الإسرائيلية شمريت مئير: “قد يكون حدث لبسٌ، ومنفذ هجوم (حفات جلعاد) لا يزال على قيد الحياة”.
ظاهرة المطارِد
وختم المحلل أن هناك قضايا مهمة تحددها نتائج هذه العملية، أولها أن المؤسسة الدفاعية الصهيونية منذ اللحظات الأولى من عملية (حفات جلعاد) وحتى محاولة القضاء على الخلية مُنيت بفشل أمني وإخفاق استخباري وسوء أداء عملياتي؛ مع أن قادة العدو والإعلام بالغوا كثيرا بتضخيم الساعات الأولى من العملية؛ لا سيما مع استمرار العملية لساعات طويلة والتخبط الذي حصل لقادة الكيان.
وأشار إلى أن العملية تأخذ طابعا مميزا وقاعدة تدفع لاستنهاض العمل المقاوم بشكل منظم وموجع للكيان.
وخلص محلل الشؤون العبرية في “المركز الفلسطيني للإعلام” إلى نقاط:
أولا: منفذو عملية (حفات جلعاد) نجحوا بامتياز في التنفيذ والانسحاب؛ بما يؤصل لظاهرة من المقاومة يخشاها الكيان ويحاول أن لا تصل إليها الضفة الغربية، وهي ظاهرة “المُطارِد”، ومع نجاح العقل المدبر للعملية في الفرار فإنه سيحاول أن يكون له شركاء آخرون لتنفيذ عمليات أخرى.
ثانيا: هذه العملية ستدفع باتجاه تعزيز العمل المسلح بشكل منظم في الضفة الغربية؛ وسيتم نقل العمل المقاوم من الفردية إلى التنظيم وعمل الخلايا، والإبداع في عمليات التجاوز ضد الجيش والمستوطنين، والتخطيط لتنفيذ العمليات النوعية المؤلمة وبالأخص بعد إقرار عقوبة الإعدام لمنفذي العمليات.
ثالثا: على التجار والمواطنين إدراك خطورة الكاميرات؛ وذلك بإزالة الكاميرات المقامة على الشوارع، والاكتفاء بالكميرات فوق أبواب المحلات التجارية، خوفا من كشف المقاومين والتعرف عليهم وعلى أساليبهم وطرق عملهم وانسحابهم من المكان.
رابعا: إنه من الجدير ذكره أن الإعلام العبري هو بوق للأجهزة الأمنية الصهيونية، لذلك من الواجب عدم نقل أي معلومة من الإعلام العبري إلا بعد التحقق منها، لأن الشاباك أحيانا يُطلق الشائعات أو الأخبار المضللة، وبالتالي معرفة ما يتم نشره وتأثيره على العينات المستهدفة والإيقاع بهم من خلال رصد تصرفاتهم وتناقلهم للأخبار.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...

قيادي في حماس: مفاوضات متقدمة مباشرة بين الحركة والإدارة الأميركية
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام كشف قيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مفاوضات متقدمة مباشرة تجري بين الحركة والإدارة الأميركية حول وقف إطلاق...

مركز حقوقي: فظائع سديه تيمان تستوجب محاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب
بيروت- المركز الفلسطيني للإعلام أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى (مستقل) أن "ما كشفته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن الانتهاكات الصادمة التي تُرتكب في...

الصحة بغزة: 19 شهيدا و 81 إصابة وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة وصول مستشفيات قطاع غزة 19 شهيدا، و 81 إصابة خلال 24 ساعة الماضية....

المقاومة توقع قوة إسرائيلية بكمين في حي الشجاعية
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تنفيذ عملية مركبة في حي الشجاعية بمدينة غزة، أمس السبت، أسفرت...