الأربعاء 07/مايو/2025

أمطار الخير تزف البشرى لمزارعي نابلس

أمطار الخير تزف البشرى لمزارعي نابلس

تشعر المسنة عائشة البلوي (71 عامًا) من بلدة العقربانية في الأغوار الوسطى شمال شرق نابلس، بالفرحة الكبيرة بتوالي المنخفضات الجوية المصحوبة بأمطار غزيرة بعد تأخرها لأكثر من شهر، خاصة بعد قيامها مع أنجالها بزراعة أرضهم بالمزروعات الشتوية خلال الأسبوع الفائت.

تقول البلوي “زرعنا خمسة دونمات بالبازلاء، وعشرة دونمات بالفول، ومساحات أخرى بالحبوب، وفرحتنا أن المطر هلّ علينا بعد يوم واحد من إنجاز الزراعة لا توصف”.


null

مصدر رزق

وتعد منطقتي العقربانية والنصارية من المناطق الواقعة بين نابلس والأغوار، ويعتاش الكثير من المزارعين فيها على الزراعات الشتوية، وفي أشهر الشتاء تعدّ هذه الزراعات مصدر رزق لعشرات الأسر فيها.

وعلى مقربة من أراضي عائلة البلوي تقع أرض كبيرة للمزارع  أحمد حمدان، والذي تعود جذوره إلى بلدة سالم شرق نابلس، وانتقل للسكن بجانب أرضه في بلدة بيت حسن بالأغوار منذ عشرة أعوام، ويعتاش على الزراعة البعلية بشكل أساسي بسبب تكلفة شراء المياه للزراعة المروية.

يقول حمدان: “المطر بالنسبة لنا غذاء للجسد والروح، وعندما نشاهد الأمطار تنهمر نرفع أيدينا شكرا لله، لأن محاصيلنا ستنجح هذا الموسم”.

ووفقا لإحصاءات قسم المياه في بلدية نابلس فإن مجموع كمية الأمطار التي هطلت على محافظة نابلس حتى صباح اليوم الخميس بلغت 236 ملم بنسبة 37.9 بالمائة من المعدل السنوي.


null

بشرى للمزارعين

يقول المهندس الزراعي جعفر الخياط مدير العلاقات العامة في مديرية زراعة نابلس، إنه ومع بدايات الموسم الزراعي للمزروعات الشتوية، أضحت الزراعة مشجعة بعد تأخر موسم الأمطار، وفي حالة استمرار المنخفضات الجوية، ستكون الزراعة الشتوية بخير، وهذا أمر مبشر لمئات المزارعين المعتمدين على تلك المزروعات.

وبالانتقال إلى قرية فروش بيت دجن بالأغوار الوسطى، والتي تعدّ من أهم القرى الزراعية في الأغوار، وغالبية أراضيها الزراعية هي أراض بعلية، أشار عازم حج محمد من أبناء القرية، ومنسق الإغاثة الزراعية في الأغوار الوسطى إلى أن الأيام الأخيرة بدأت تحمل الخير والاستبشار للمزارعين بنجاح الموسم البعلي هذا العام بعد أن كانت بداية الموسم جافة وغير مبشرة.

وأضاف: “المنخفضات والأمطار الأخيرة تمكنت بفضل الله من قلب المعادلة وطمأنة المزارعين، ففي بداية الموسم كان هناك خوف على المحاصيل وعلى المياه الجوفية والينابيع، ولكن المنخفضات المتعاقبة الحالية تعطي بصيص أمل للمزارعين، وهناك رضى عن منسوب المياه الذي جاء في المنخفضات الأخيرة، وهو ما يبشر بوجود موسم زراعي جيد وناجح، ونتأمل أن كميات الأمطار سترفع من منسوب المياه الجوفية المتدني مما سينعكس إيجابا على مختلف مناحي الحياة الزراعية في الأغوار”.

وتأكيدا على أهمية مياه الأمطار بالنسبة للمزارعين في الأغوار وفي فلسطين بشكل عام، نبه إلى أن فلسطين من الدول الفقيرة بموارد المياه، وتعرضت لسنوات طويلة من الجفاف، مما أثر على المياه الجوفية والمواسم بها.


null

نجاح الموسم

وعن قرية فروش بيت دجن، نبه إلى أن مساحتها الإجمالية تبلغ 14 ألف دونم غالبيتها من الأراضي البعلية، فالأراضي المروية تبلغ مساحتها ثلاثة آلاف دونم فقط، والباقي بعلي، وفي سنوات الجفاف الأخيرة لنبع عين شبلي الذي ترتوي منه الزراعات المروية، أصبح المزارعون يتعاملون مع الأراضي المروية على أنها بعلية، ويعتمدون بشكل كامل في مختلف زراعاتهم على مواسم الأمطار، لأن شراء المياه لري المحاصيل غير مجدٍ من الناحية الاقتصادية، وبالتالي ينتظرون مواسم المطر بفارغ الصبر ليعتاشوا على محاصيلهم الشتوية.

وأضاف: “غالبا الزراعات البعلية تكون من الحبوب مثل القمح والشعير، ولا تنجح إلا بموسم مطري جيد، وإذا استمرت هذه المنخفضات سوف ينجح الموسم بشكل لافت، والإغاثة الزراعية وزعت لمئات المزارعين بالأغوار بذور علفية محسنة لزراعتها واستغلال الموسم؛ مما يساهم في تحسن أوضاعهم الاقتصادية نوعا ما”.

ومن اللقطات اللافتة في محافظة نابلس، نثر المزارع من قرية روجيب شرق نابلس صبري دويكات الحبوب على أرضه المتاخمة لحاجز ومعسكر حوارة الاحتلالي، ومحاولة الجنود منعه من الاقتراب بحجة وجود مواجهات نهاية الأسبوع الفائت.

ولاقت الصور التي التقطتها عدسات المصورين الفلسطينيين صدفة، تفاعل أهالي قريته وأقاربه كونه عنوانا للمزارع الذي يقضي جل وقته بالأرض، ومعروف عنه تمسكه بصناعة مكانس القش.

null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيد بقصف الاحتلال مركبة بصيدا جنوب لبنان

شهيد بقصف الاحتلال مركبة بصيدا جنوب لبنان

المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مواطن لبناني، صباح اليوم الأربعاء، في قصف طائرات الاحتلال الحربية، مركبة في مدنية صيدا جنوب لبنان. وأفادت الوكالة...