السبت 28/سبتمبر/2024

عبد الرحمن وطفلته.. قُبلة الوداع قبل الاعتقال

عبد الرحمن وطفلته.. قُبلة الوداع قبل الاعتقال

لم تعتد الطفلة “أسمى المنى” ذات العامين والنصف أن يغادر والدها عبد الرحمن منزلهم فجرا إلا للصلاة، لكن كان عليها هذه المرة أن تشاهده يغادر المنزل مكبلا بصحبة غرباء يقتادونه بغلظة وفظاظة.

وما خفف عن “أسمى المنى” هي تلك القبلات التي طبعها عبد الرحمن على خدها، والتي وثقتها زوجته بصورة عبر هاتفها الجوال، والتي حركت مشاعر الكثيرين بعد أن انتشرت بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

اعتقال جديد

المهندس عبد الرحمن نصوح اشتية (33 عاما) من بلدة سالم شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، كان على موعد مع اعتقال جديد فجر الأربعاء (17-1)، لكنه مختلف عن اعتقالاته السابقة.

خمس مرات اعتقل اشتية، القيادي السابق بالكتلة الاسلامية في جامعة النجاح، بعضها كان اعتقالا إداريا، والآخر بلائحة اتهام، وأمضى نحو سبع سنوات في سجون الاحتلال، الأمر الذي استغرق معه حصوله على شهادته الجامعية بالهندسة المدنية 13 عاما.

لكن هذا الاعتقال هو الأول له بعد الزواج والإنجاب، حيث أفرج عنه من آخر اعتقال عام 2014 بعد أن خاض الإضراب عن الطعام مع بقية الأسرى الإداريين، ليتزوج بعدها ويرزق بطفلته الأولى “أسمى المنى”، فيما ينتظر قدوم طفله الثاني بعد شهرين.

تقول يقين زيادة، زوجة الأسير اشتية لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إنهم فوجئوا قرابة الواحدة والنصف فجرا، بطرقات على باب منزلهم، وما أن فتح زوجها الباب، حتى دلف الجنود، وانتشروا في كل أرجاء المنزل.

وتضيف أن جنود الاحتلال تحققوا من هوية زوجها، وطلبوا هاتفه الجوال ومفتاح سيارته، وأبلغوه بقرار اعتقاله.

فزع “أسمى المنى”

أصيبت الطفلة “أسمى المنى” بالفزع لرؤية الجنود، وهي تصرخ وتقول “جيش.. جيش”، كما تقول والدتها التي حاولت تهدئتها وطمأنتها.

وفي غمرة انشغاله بتجهيز نفسه، لم يغفل اشتية عن احتضان طفلته ومنحها ما يكفي من دفء الأبوة، قبل أن يتركها إلى أجل غير مسمى.

ومع خروجه من المنزل، عادت الطفلة للصراخ والبكاء، قائلة “بدي بابا”، فأخبرها بأنه لن يتأخر عنها.

وتقول والدتها إنها متعلقة كثيرا بأبيها، وتودعه كل يوم أثناء توجهه لعمله، وتتواصل معه عبر الهاتف مرات عديدة خلال النهار، كما أنه شديد التعلق بها، وهي تشكل نقطة ضعفه الوحيدة.

ورغم أنها المرة الأولى التي يعتقل زوجها بعد زواجهما، إلا أنها أبدت الكثير من الصبر ورباطة الجأش، لا سيما عندما حاول ضابط الاحتلال استفزازها والتأثير على أعصابها.

وتقول: “طلب مني الضابط أن أقف إلى جانب زوجي لكي يلتقط لنا صورة عائلية، ليوهمنا بأن اعتقاله سيطول كثيرا، لكني رفضت، وقلت له لا حاجة للصورة، لأن زوجي سيعود بعد يومين”.

وتضيف أن الجنود الذين اقتادوا زوجها، ولم يسمحوا له بوداعهم، وانتقلوا به إلى سيارته، وهناك تعالت أصوات صراخه، دون أن تتمكن من معرفة ما يجرى.

نُقل اشتية إلى مركز تحقيق “بتاح تكفا”، وصودرت سيارته وهاتفه، لكن زوجته تمتلك الكثير من الأمل أن لا يطول اعتقاله، وأن يكون إلى جانبها عند وضعها طفلها الثاني قريبا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات