الثلاثاء 24/سبتمبر/2024

المركزي.. كرنفال وطني تحول لـكوميديا!

المركزي.. كرنفال وطني تحول لـكوميديا!

قرابة أربعون يوما على إعلان ترمب القدس المحتلة عاصمة لـ”إسرائيل”، ثار معها المناضلون، وتحركت بها الجماهير، إلا أن الجميع انتظر “كرنفالا وطنيا” بحجم انعقاد المجلس المركزي عله يخرج بقرارات ترقى لمستوى الحدث، إلا أنه كان كوميديا بامتياز.

فلا خطاب للرئيس محمود عباس لامس الهم الفلسطيني، ولا حتى همّ ذلك بائع الكعك المقدسي الذي نثر بسطته مرارا على باب العامود محاولة لملة ما يسد به رمق الحياة التي بثعرتها قوانين الاحتلال الإسرائيلي في المدينة.

المناضل بدران جابر، من مدينة الخليل، عبرعن خيبة أمله من مخرجات الاجتماع بالقول: ما كنت أظن ان اجتماع المناضلين سيتحول إلى اجتماع تهكمي من كلمة الرئيس حتى آخر كلمة، فالنتائج حزينة والقضية تحولت إلى كرنفال للراقصين على جراحات شعبنا.

ورغم أن القدس كانت تنتظر قرارات حاسمة وسريعة وجريئة، إلا أن توجيه الدعوة للقنصل العام الأمريكي لحضور الكرنفال النضالي حطم آمال المقدسيين الذي يموتون كل يوم ألف مرة،  ويعتصرهم الألم وهم يصلون مرغمين في مساجدهم وكنائسهم تحت حراب المحتلين.

وتجلى الغضب في صفوف المقدسيين في آهات وصرخات عضو المجلس الثوري حاتم عبد القادر، الذي عدّ دعوة القنصل الأمريكي للكرنفال النضالي إهانة للشعب الفلسطيني، وتراجعاً عن الموقف الرسمي بمقاطعة الدبلوماسية الأمريكية.

وقال لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، إن هذه الدعوة تضع علامة استفهام كبيرة على جدوى عقد المجلس المركزي والقرارات التي تصدر عنه .. ولفت عبد القادر إلى أن هذه الدعوة للقنصل الأمريكي تمثل انهيارا خطيرا في الموقف السياسي الفلسطيني، ومؤشرا خطيرا وتراجعا أخطر عن الثوابت الفلسطينية

وقال عبد القادر: لم تكن القدس بهمومها حاضرة في المركزي، وقد طغت على آلامها وآمالها قهقعات المجتمعين الذين كانوا منشغلين في تهكماتهم وهزلهم، مشيرا إلى أن دماء المقدسيين لم تحرك فيهم ساكنا.

وشاركه الرأي الدكتور عدنان أبو تبانة، الذي عدّ المركزي واجتماعاته تنفيسا لغضب الشعب الثائر وامتصاصا لضربته الارتدايه كي لا تنعكس على مصالحهم، وقد حولت ثورتهم إلى ثروة كي يتنعموا ويتنغموا .. في الوقت الذي يبكي فيه الشعب دما على قدسه ومقدساته وشهدائه وأسراه.

ولم يستغرب المحلل السياسي هشام الشرباتي في تغريداته المتعددة ما جرى في المركزي الذي عدّ أنه لم يلامس هموم الناس بل ما يهم أعضاءه استمرار صرف الراتب والمخصصات والامتيازات لهم.

أما أم احمد الرجوب التي لا زالت قلقة على مصير زوجها الأسير المريض رزق الرجوب، فقد استهجنت كيف يمر يومان من اجتماعات المجلس المركزي دون أن يكون هناك موقفا جديا أو مجرد إشارة إلى الأسرى المظلومين وخاصة زوجها الأسير الذي يعيش بين الحياة والموت.

أما الشارع الفلسطيني فلم يحرك فيه المركزي شيئا، فهو يدرك أنها جلسات مثل سابقاتها قرارات وهمية دون تطبيق، فالتنسيق الأمني مستمر واعتقالات المناضلين لا زالت مستمرة، والانهيار الاقتصادي يستشري في الأسواق الفلسطينية ويرهق الأسر التي باتت غير قادرة على توفير لقمة العيش، ولسان حال هذا الشارع يقول : كل مركزي وأنتم بخير؟.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات