الإثنين 30/سبتمبر/2024

التطبيع.. معركة إسرائيل الأهم وورقة نتنياهو

أيمن الرفاتي

خلال السنوات الأخيرة حددت القيادة السياسية “لإسرائيل” الأولويات التي يجب أن تعمل عليها خلال الفترة المقبلة كجزء من المعارك المتعلقة ببقاء “دولة إسرائيل”، وقد كان للتطبيع مع الدول العربية دور مهم في هذه السياسات بما يضمن مواجهة الأخطار التي تهدد الدولة وخاصة أمام الدول والكيانات التي تعمل للتخلص منها.

الساسة “الإسرائيليون” وخاصة نتنياهو وليبرمان يعدّون أن معركتهم الحالية بعد السيطرة على الضفة الغربية –وهي المعركة الأولى لليمين “الإسرائيلي” – تتمثل في التطبيع مع الدول العربية بما يضمن “لإسرائيل” الانتقال من مربع الكيان السرطاني إلى مربع الصديق في المنطقة، وهو ما يعطيها مزيداً من البقاء والهدوء.

الساسة “الإسرائيليون” وخاصة نتنياهو وليبرمان يعتبرون أن معركتهم الحالية بعد السيطرة على الضفة الغربية –وهي المعركة الأولى لليمين “الإسرائيلي” – تتمثل في التطبيع مع الدول العربية

وقد جاءت الإعلانات “الإسرائيلية” متتالية عن وجود علاقات مع دول عربية، وخاصة على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنامين نتنياهو ووزير الجيش أفيغدور ليبرمان والوزير العربي أيوب قرا الذي يعدّ مطية نتنياهو سياسياً.

وتأتي هذه التصريحات بعد حديث نتنياهو مؤخراً عن خشيته على مستقبل “إسرائيل” وعدم قدرتها على مواجهة المخاطر الوجودية التي تواجهها ليتسنى لها بعد ثلاثة عقود الاحتفال بالمئوية الأولى لها.

وهنا يربط نتنياهو التطبيع مع الدول العربية بجهده الذاتي للمحافظة على بقاء دولة “إسرائيل” في ظل المخاطر الوجودية المحيطة بها، حيث يشير إلى أنه يريد من التطبيع مع العرب أن تكون “إسرائيل” كيانا طبيعيا في المنطقة وليس عدوا، بالإضافة لأن هذا التطبيع سيمكنه من مواجهة الدول والأعداء الذين يريدون القضاء على “إسرائيل” وخاصة دول الممانعة، وذلك بمساعدة الدول العربية التي قبلت التطبيع وتحارب مشروع المقاومة.

لا شك أن نتنياهو يعتمد على ورقة التطبيع مع الدول العربية كمسوغ انتخابي جديد أمام الجمهور “الإسرائيلي”، حيث سيصور نفسه بأنه جنب “إسرائيل” الحروب

لا شك أن نتنياهو يعتمد على ورقة التطبيع مع الدول العربية كمسوغ انتخابي جديد أمام الجمهور “الإسرائيلي”، حيث سيصور نفسه بأنه جنب “إسرائيل” الحروب واستطاع أن يطبع مع الدول العربية بما يضمن بقاء “إسرائيل” لسنوات وعقود طويلة في مأمن من أي مخاطر.

ومن المؤكد أن هناك عدداُ من الملفات التي عدّتها “إسرائيل” مدخلا لتقوية وزيادة التطبيع مع الدول العربية، وهنا أذكر أبرزها التي تتمثل في التقاء المصالح الخليجية العربية في مواجهة المشروع النووي الإيراني، بالإضافة لمواجهة جبهة المقاومة في المنطقة.

وخلال السنوات الأخيرة استغلت “إسرائيل” الأزمة السورية كمدخل للتطبيع مع الدول العربية حيث ظهر جلياً وفي أكثر من موقف مشهد متماثل تجاه الحل في سوريا بين “إسرائيل” وعدد من الدول العربية، ناهيك مؤخراً عن وجود توافق إسرائيلي مع بعض الدول العربية على إقامة دولة كردية شمال العراق وسوريا.

الأمر المثير للريبة أن التطبيع والتقارب العربي الجديد وصل لمرحلة تبنى بعض الدول العربية لذات المفاهيم والمصطلحات في التعامل مع حركات المقاومة الفلسطينية؛ وخاصة بعدما وصف وزير الخارجية السعودي حركة حماس بأنها “إرهابية” دون أن يكون للأخيرة أي فعل ضد السعودية يدل على هذا المفهوم.

للأسف انقلبت الموازين خلال السنوات الأخيرة، فبعدما كان السلاح العربي -وان لم يستخدم لفترات طويلة- موجهاً لصدر “إسرائيل” إلا أنه بات يستورد منها، وهو ما كشفت عنه مجلة مؤخراً “إسرائيل ديفنس” التي تحدثت عن شراء دولة عربية كمية كبيرة من الأسلحة من “إسرائيل” لتواجه العرب في اليمن!!.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

البرازيل.. مظاهرة تضامنية مع غزة ولبنان

البرازيل.. مظاهرة تضامنية مع غزة ولبنان

سان باولو – المركز الفلسطيني للإعلام تظاهر مئات الأشخاص في مدينة ساو باولو البرازيلية، السبت، احتجاجا على الهجمات الإسرائيلية في غزة ولبنان. ورفع...