في الضفة.. أخبار الحواجز والطرق أولا

في لحظات الفجر الأولى، وحينما يستيقظ الموظف محمد البدوي (45 عاما) من نومه، يشرع بتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، والصفحات الإخبارية، بحثا عن أحوال الطرق والحواجز في الضفة الغربية.

المعضلة الأولى التي تواجه الموظف البدوي من سكان مدينة نابلس ويعمل في مدينة رام الله؛ هي قدرته على تخطي حواجز الاحتلال أثناء ذهابه لمكان عمله.

يقول البدوي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: أستيقظ من نومي مبكرا، وأول ما أشرع به هو التعرف على أحوال الطرق والإغلاقات الإسرائيلية للحواجز التي تقطع أوصال المدن الفلسطينية.

ويتهكم قائلا: الناس في العالم تتصفح أخبار الطقس والسينما والأمور المختلفة، ونحن أول شيء نبحث عنه هو أحوال الحواجز الإسرائيلية، التي تحيل حياة السكان كابوسا.

والموظف البدوي للوصول إلى مكان عمله في مدينة رام الله، يضطر لاجتياز 3 حواجز إسرائيلية، هي حوارة وزعترة وبيت إيل على الترتيب، وقد يكون في طريقه أيضا حواجز طيارة تنصب أوقات الأحداث المختلفة.

وجبة إخبارية يومية
وفي ظل الحصار والعقوبات الجماعية التي فرضتها سلطات الاحتلال على مدينة نابلس، والقرى المحيطة، وعلى عدة بلدات غرب رام الله في أعقاب عملية “جلعاد” التي قتل فيها مستوطن صهيوني، أضحت الأخبار المتعلقة بوضع الحواجز والطرق المغلقة الوجبة الإخبارية اليومية التي يبحث عنها المواطن الفلسطيني يوميا منذ ساعات الفجر الأولى.

وتنشط العديد من صفحات شبكات التواصل الاجتماعي في نشر أخبار الطرق والحواجز اعتمادا على عدة مصادر؛ بينها سائقو الخطوط الخارجية بين المدن، والعمال داخل الخط الأخضر الذين يتوجهون مبكرا إلى إعمالهم.

وشملت إجراءات الاحتلال إغلاق أغلب مداخل المدينة الرئيسية بالبوابات الحديدية المثبتة على هذه المداخل، أو بالمكعبات الإسمنتية والسواتر الترابية، في وقت نصبت قوات الاحتلال حواجزها على بعض المداخل المفتوحة.

تنكيل
يقول سائق على خط عمومي: إن الطريق من نابلس إلى عقربا لا تستغرق في الظروف الطبيعية أكثر من 20 دقيقة، وعند إغلاق حاجزي حوارة وزعترة، تستغرق نحو 3 ساعات.

كما أنه يتم رصد العديد من اعتداءات المستوطنين على مركبات المواطنين خلال ساعات المساء، كما تشهد أغلب القرى المجاورة اقتحامات ليلية عنيفة.

ويذكر مواطن من إحدى القرى الواقعة شرقي المدينة أن الجنود المتواجدين على الحواجز يوقفون السيارات لعدة ساعات، ويفتشونها بشكل دقيق وكأنهم يبحثون عن شيء ما.

وقالت مواطنة من قرية بيتا إن البلدة تشهد مواجهات في ساعات المساء، حيث يقتحم جنود الاحتلال القرية، ويطلقون قنابل الغاز بالهواء من أجل نشر الخوف والذعر في البلدة.