الثلاثاء 06/مايو/2025

زيدان.. ذهب صيادًا وعاد شهيدًا!

زيدان.. ذهب صيادًا وعاد شهيدًا!

من وسط مخيم الشاطئ، غرب مدينة غزة، انطلق الشاب الصياد عبد الله زيدان أمس الجمعة، إلى مدينة رفح، باحثًا عن لقمة عيشه، ليسد رمق أطفاله الأربعة، وليعيل أسرته ووالديه، محاولاً الابتعاد عن ملاحقة جيش الاحتلال الصهيوني لقوارب الصيادين ببحر غزة.

ورغم محاولات الصياد بالنجاة، إلا أنه لم يمضِ على مغادرته بيته 24 ساعة، حتى جاء الخبر الصادم لذوي الشهيد وأطفاله، بإصابة والدهم برصاص قوات البحرية المصرية، بعد أن وعدهم بالعودة إليهم، جالبًا لهم قوت يومهم، بمركبة صيده المتواضعة.

وبعد محاولات حثيثة لم تتكلل بالنجاح، من الطواقم الطبية في مستشفى أبو يوسف النجار، جنوب قطاع غزة، ارتقى الشاب الصياد عبد الله رمضان زيدان (33 عامًا)، شهيدًا فجر اليوم، إثر خطورة إصابته التي أصيب بها برصاصة في صدره بشكل مباشر، أطلقتها عليه قوات البحرية المصرية الليلة الماضية، وهو يمارس عمله.

وأعلنت وزارة الصحة صباح اليوم السبت استشهاد الصياد عبد الله رمضان زيدان (33 عامًا)، إثر إصابته بجراحٍ برصاص الجيش المصري في بحر محافظة رفح جنوبي القطاع الليلة الماضية.

وداع مؤلم!

وفي مقبرة الشيخ رضوان، غرب مدينة غزة، جلس والد الشهيد “رمضان زيدان”، باكيًا ومودعًا ابنه الصياد، بعد أن رباه في هذه المهنة منذ نعومة أظفاره.

وقال والد الشهيد لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “ابني تربى على الصيد منذ طفولته”، مؤكدًا أن ابنه كان صيادًا مسالمًا يبحث عن قوت يومه.

وحاول رفيق والد الشهيد أبو محمد التخفيف من مصيبته: “بعوض الله بعوض الله”، ليرد والد الشهيد قائلاً: “راح الولد يا أبو محمد راح الولد”.

 وتساءل الوالد عن سبب استهداف وقتل ابنه، وعدم إيذائه لأحد، أو تجاوزه للحدود الفلسطينية؟.

وقال لمراسلنا والدموع تذرف من عينيه: “قتل ابني المسالم بدون ذنب” مرددًا “حسبي الله ونعم الوكيل”.

وتابع لمراسلنا: “هدول كل يوم يا عمي بطخوا على الصيادين؛ بتفرقش معهم يا عمي مسلم مش مسلم، لكن اليهودي لما يدخل عندهم بدشروه وبيحكوا له سلام” وفق قوله.

الصياد الشهيد!

بدوره، قال شقيق الشهيد لمراسلنا إن شقيقه كان يعمل في البحر، وقدر الله أن يكون هذا اليوم آخر يوم في حياته.

ولم يتمالك شقيق الشهيد نفسه، مترحمًا على استشهاد أخيه، قائلاً: “تم استهدافه من الطرادات المصرية، والحمد لله ربنا أكرمه بالشهادة”.

ويستهدف الجيش المصري بشكل مستمر، قوارب الصيد التي تعمل قبالة السواحل الفلسطينية، رغم عدم تجاوزها للحدود الفلسطينية المصرية.

وتعقيبًا على استشهاد الصياد “زيدان”، ناشد نقيب الصيادين الفلسطينيين نزار عياش في تصريح خاص لـ “المركز الفلسطيني للإعلام“،: “الحكومة الفلسطينية بضرورة التواصل مع السلطات المصرية لفتح تحقيق حول قضية إطلاق النار على الصياد زيدان”.

وفي ذات السياق، كانت التحقيقات الأولية لوزارة الداخلية بغزة كشفت أن قارب الصيد الفلسطيني تعرض لإطلاق نار مباشر من الجيش المصري، ما أدى لاستشهاد صياد لم يجتز الحدود المصرية.

وقالت الداخلية في بيان لها اليوم السبت إن الصياد عبد الله رمضان زيدان (33 عامًا) استشهد قرب الحدود البحرية الفلسطينية المصرية أثناء قيام صيادين بالعمل في البحر.

وطالبت الداخلية السلطات المصرية بفتح تحقيق عاجل باستشهاد الصياد، مؤكّدة أنّ تحقيقاتها الأولية أكّدت أنّ قارب الصيد الفلسطيني لم يجتز الحدود المصرية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

48 شهيدا و142 جريحا في غزة خلال 24 ساعة

48 شهيدا و142 جريحا في غزة خلال 24 ساعة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم الثلاثاء، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 48 شهيدا، و142 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...