الثلاثاء 06/مايو/2025

4 آلاف حبة دواء و20 حقنة ومجسم أمل.. ما قصة الفلسطيني محمد الغريب؟

4 آلاف حبة دواء و20 حقنة ومجسم أمل.. ما قصة الفلسطيني محمد الغريب؟

لم يستسلم لمرضه ولا للواقع الذي يعيشه؛ بل جعل من آلامه قصة تحدّ ونجاح ومنهج حياة، هزت أركان مواقع التواصل الاجتماعي، ليكرس العبارة المشهورة “لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس”.

محمد الغريب، شاب يقطن في مدينة غزة، استطاع أن يثبت أنه بالعزيمة والإرادة تستطيع تحقيق أحلامك وطموحاتك، رغم الظروف الصعبة والحصار الذي يطبق عليك من كل جانب.

مرض نادر

تبدأ الحكاية مع الشاب ذي الـ29 عاما، عندما استطاع قهر مرضه النادر ومواجهته بتحفة فنية، بعدما حوّل ما يقارب 4000 حبة دواء و20 حقنة تعاطاها خلال مرضه، لمجسم على شكل حقنة كبيرة حملت كلمة  “hope” وتعني (الأمل) بالعربية.

ويعاني الغريب الذي تخرج في قسم العلاقات العامة بجامعة الأقصى من مرض غريب في “القولون”، كان أصيب به في شهر أغسطس من عام 2016، بعد شعوره بالتهاب خطير في الجهاز الهضمي، عدّه الأطباء من الأمراض النادرة، والتي تؤدي في النهاية للسرطان.

محمد الذي دوّن قصته على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، لم يستسلم للمرض بل واجهه بروح مرحة وسط تشجيع من الأهل والأصدقاء.

بداية معاناة الغريب مع الأدوية التي يتناولها كانت شديدة على جسده، والتي وصلت لما يقارب من 16 نوعاً من العلاج يوميا؛ غير أنه رفض الانصياع لها وواجهها بعزيمة. 

“حقنة الأمل”، طريق حفره محمد وسط كل العذابات والآلام، صنع من خلالها مجسماً عبر تجميع عبوات وأشرطة العقارات التي يتناولها، لتفتح الطريق للأشخاص الضعفاء، أنه لا مستحيل سوى في قاموس العاجزين.

ولم تتوقف عزيمة  “محمد” في تحديه للمرض عند هذا الحد، بل استطاع إكمال مسيرة حياته الناجحة، بإنشاء مشروعه الخاص “شركة  NCG للعلاقات العامة”، وذلك بعد شهر واحد من إصابته بالمرض، والتي صُنّفت الأولى في مجالها في قطاع غزة.

رسالة للشباب

وفي رسالة وجهها للشباب في قطاع غزة الذين أنهكهم الحصار كتب محمد:” لا تنظر خلفك، ولا تعبأ بكل الضغوط والتحديات من حولك، فأمامك رسالة وهدف لا بد أن تعمل من أجلهما.. لتستمر الحياة ولتبقى شعلة الأمل متقدة”.

ويضيف الغريب: “لا يوجد شيء اسمه ظروف أو مستحيل؛ هناك شيء اسمه القدرة على التأقلم وإيجاد الحلول، وهذا يأتي نتيجة الرضا التام بقضاء الله وقدره”.

ولفت إلى أن أغلب أصدقائه في العمل تفاجؤوا من مرضه، مكملاً: “بهذه الفكرة اردت أن أثبت لنفسي أولاً أنه لا شيء مستحيل، كما أنها كانت فرصة لإطلاع المقربين منى على وضعي الحقيقي وقصتي التي سيكون من الصعب شرحها، فكان من الضروري إخبارهم وإعطاؤهم التفاؤل اللازم في الوقت نفسه”.

واستطاع محمد من خلال هذا المجسم أن يوصل رسالته بطريقة بها نوع من الصدمة على حد قوله، حيث حرص ألا يعلم أحد بمرضه، وأن يقدم لهم هذا العمل في نهاية عام 2017، لكون الإنسان يكون مستعدا سيكولوجياً للتأثر.

ورغم 320 عقاراً طبياً تناولها، إلا أن الغريب لا يزال مصراً أن لا يبقى غريباً عن بيئته، مؤمناً بأن كلمة مستحيل لا توجد إلا في قاموس العاجزين، وهو ليس منهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

48 شهيدا و142 جريحا في غزة خلال 24 ساعة

48 شهيدا و142 جريحا في غزة خلال 24 ساعة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم الثلاثاء، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 48 شهيدا، و142 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...