رزق الرجوب .. أكبر أسير فلسطيني مضرب في سجون إسرائيل

في خربة كريسة غربي دورا حيث التجمع العائلي لمنازل آل الرجوب، يقبع بيت جميل مطل على الساحل الفلسطيني عام 1948، لفلسطيني ظن أنه سيعيش فيه حياة الاستقرار، لكن سلطات الاحتلال لم تفسح له المجال لينعم بحياة أسرية هادئة.

الحاج رزق عبد الله الرجوب (60 عاما)، قضى أكثر من ثلث حياته في السجون ولا يزال، عاش حياته متنقلا من سجن إلى آخر ضمن دائرة ملاحقة مبرمجة من “شاباك” الاحتلال الذي بات يخشى ظل الحاج أبو أحمد، رغم أنه دخل عامه الستين وغزا الشيب رأسه، ويعاني من عدة أمراض لا سيما فقر الدم.

يشير شقيقه، الحاج مصباح الرجوب (71 عاما) إلى مكانة “أبو أحمد” بين أفراد أسرته فيقول في حديث لمراسلنا، إن “الحاج رزق كتلة من الوفاء والعطاء فهو إنسان فذّ وذكي ومقدام، نسميه عندنا في العائلة خدام الجميع، يتفانى في خدمة إخوانه وأقاربه وأبناء أسرته في الأفراح والأتراح والمناسبات العامة، فإذا غاب غابت الحكمة والتوجيه”.

وفي ذات السياق أشار شقيقه الحاج حمدان الرجوب (57 عاما) إن “للحاج رزق سمت خاص في داخل العائلة، فهو محبوب عند الجميع حتى بين الأطفال، وقد عرفه الصغار من كثرة هداياه وتقديمه الحلوى لهم، فيما يحبه شباب العائلة دوما فيرونه مبتسما ومرحا”.

وفي أعراس العائلة كانت تبرز مهارات الشيخ “أبو أحمد” الذي يقوم ببناء العرائش وتجهيز طوبارها الخشبي، ومن ثم نصب الأغطية والشوادر حتى يتم استقبال الضيوف والمهنئين فيها، إضافة الى تقديم الطعام في ظلها وخاصة في الصيف.

 أما نجله الوحيد أحمد فيتحدث بصعوبة حزنا وألما على والده الذي مر عليه 14 يوما وهو مضرب عن الطعام رغم مرضه في عزل انفرادي، فيقول: “اللهم انصر والدي في معركته مع الاحتلال، والدي صلب ويصعب أن يتراجع”.

وقد قضى الحاج رزق الرجوب 25 عامًا متقطعة في الاعتقال، تعرض خلالها إلى ألوان من العذاب والشتات عن أسرته وأهله وذويه؛ حيث تعدّه سلطات الاحتلال قياديًّا بارزًا في كتائب الشهيد عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس).

وكانت قوات الاحتلال الصهيوني قد داهمت منزل الحاج رزق الرجوب فجر السابع والعشرين من شهر تشرين ثاني (نوفمبر) 2017م فعاثت فيه فسادًا، وصادرت سيارته وسيارة نجله، وانتهت عملية الاقتحام باعتقال الحاج رزق ونجله الوحيد أحمد، ليبدأ الأسير الرجوب مرحلة جديدة من الاعتقال.