9 اعتقالات بسجون السلطة.. هل يدفع قتيبة عازم ثمن نصرة الأقصى؟!

“وَعن عِشق بيت المقدس وأكناف بيت المَقدس لن أتوب”.. كلمات سطرها الناشط الشبابي قتيبة عازم على صفحته على “فيس بوك” قبل خمسة شهور، تكشف إلى أي حدٍّ قد يقوده عشقه للمدينة المقدسة، وما قد يدفعه من أثمان في سبيل ذلك.

فمنذ الثاني من الشهر الجاري، يقبع عازم (27 عاما) من بلدة سبسطية شمال غرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، رهن الاعتقال لدى جهاز المخابرات العامة التابع للسلطة الفلسطينية دون تهمة معلنة، في الوقت الذي تقول عائلته أن اعتقاله جاء على خلفية مشاركته بنشاطات نصرة القدس.

وفي استعراض لصفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، تكاد القدس والمسجد الأقصى يستحوذان على جل اهتمامه، ولا يحيد عنهما إلا للحديث عن معاناة الأسرى، كيف لا وهو الذي ذاق مرارة الاعتقال أربع مرات، وأمضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي عامين ونصفا.

توجّه عازم قبل أيام لمقابلة جهاز مخابرات السلطة في نابلس، بناء على استجواب وصله، ومنذ ذلك الوقت انقطعت أخباره، ولم يتمكن أحد من عائلته من زيارته، وقوبلت محاولات العائلة لتوكيل محام له بالرفض، حتى تبين أنه نُقل إلى سجن أريحا التابع للسلطة.

أبواب موصدة
وتقول شقيقته دعاء لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن العائلة طرقت جميع الأبواب بما فيها مخابرات نابلس، لمعرفة أية معلومة عن شقيقها، لكن الجميع رفعوا أيديهم، وامتنعوا عن مساعدتهم في ذلك.

وتضيف أنهم علموا من بعض المصادر أن شقيقها خضع لتحقيق قاسٍ في سجن الجنيد بنابلس، قبل أن ينقل إلى سجن أريحا لدى المخابرات هناك.

وتؤكد أن شقيقها مضرب عن الطعام والكلام منذ لحظة اعتقاله، وفق ما أبلغها به قبيل توجهه للمقابلة.

وقالت: “لم يكن قتيبة يتوقع أن يتم اعتقاله، لكنه أبلغني أنه سيشرع بإضراب عن الطعام والكلام إذا تم ذلك”.

وبحسب ما تناهى إلى علم العائلة، فإن اعتقال قتيبة جاء بتعليمات مباشرة من مدير المخابرات في رام الله.

وتؤكد دعاء أنه لا توجد معلومات لديهم حول القضية التي يعتقل شقيقها ويُحقق معه بشأنها، وتتساءل: “ماذا فعل قتيبة لتُسلب حرّيته بهذا الشكل وبهذه الظروف؟”.

وعبرت عن قلقها البالغ على سلامته، لأن الإضراب يشكل خطرا فعليا عليه في سجن أريحا، خاصة وأنه لم يأخذ استعداداته الكافية للاعتقال.

أنشطة اعتيادية
وهذا هو الاعتقال التاسع لقتيبة لدى الأجهزة الأمنية، والثاني الذي ينقل فيه إلى سجن أريحا، ولطالما تسببت نشاطاته الوطنية والمجتمعية له بالملاحقة والمساءلة، ووصلته تحذيرات تطالبه بتخفيف نشاطه.

وقبل أسبوع من اعتقاله، بادر قتيبة في إطار “الحراك الشبابي” لتنظيم سلسلة بشرية وسط نابلس، نصرة للقدس وتنديدا بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، شارك بها عشرات النشطاء الشباب وبعض القيادات الفصائلية.

وتتوقع شقيقته أن يكون اعتقاله جاء على خلفية نشاطاته وفعالياته في الشهور الماضية، سواء للتنديد بقرار ترمب، أو لمُساندة المرابطات ونصرة الأقصى إبان وضع البوابات الإلكترونية، أو نصرة للأسرى خلال إضراب الكرامة، وهي الفعاليات التي يجمع عليها الشارع الفلسطيني بأسره.

كما تشير إلى احتمال أن يكون ذلك مقرونا بحملة “رواد الفجر”، والتي تقتصر على مجموعات شبابية على “واتس أب” و”فيس بوك”، رغم أنّ الحملة جاءت برغبة المُشاركين، ولم تكن فرضا، كما أن صلاة الفجر ليست تُهمة يُحاسب عليها القانون.

وتضيف أنه شارك في بداية العام الجديد بحملة لجمع الملابس الشتوية وتوزيعها على الأسر الفقيرة التي لا تجد لها مُعيلا سوى قلوب شباب آثروا العمل رغم الأجواء الباردة، لتتمكن تلك الأسر من تجاوز البرد في الوقت المناسب.

من جانبه، قال عضو لجنة الحريات العامة بالضفة الغربية، خليل عساف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أنه حتى الآن ليس هناك سبب معروف لتوقيف قتيبة.

وأوضح أنه استفسر لدى جهاز المخابرات عن سبب توقيفه، وهو ينتظر رد المستشار القانوني للجهاز.