السبت 29/يونيو/2024

الوحدة الأرجوانية.. استخبارات إسرائيل تبحث تعويض الفشل

الوحدة الأرجوانية.. استخبارات إسرائيل تبحث تعويض الفشل

لا يزال جيش الاحتلال الصهيوني يحاول تجميل صورته أو لملمة جراحه التي أثخنتها المقاومة خلال العدوان الأخير على غزة، عبر إنشاء وحدات جديدة لإصلاح العوار والفشل الاستخباري الكبير خلال الحرب على القطاع.

آخر الوحدات المستحدثة التي كشف عنها الاحتلال هي “الوحدة الأورجوانية” أو “وحدة 3060″، وتأتي ضمن عديد الوحدات التي أنشأها الاحتلال لمحاولة التغلب على ضعف جنوده وتهربهم من الخدمة ومساعدتهم ميدانيا خلال مدَد الحروب.

قسم الترجمة والرصد في “المركز الفلسطيني للإعلام” يعرض بشكل تفصيلي أبرز المعلومات المتعلقة بهذه الوحدة الجديدة.

رادار وسائل الإعلام

تحت عنوان “الجيش “الإسرائيلي” يكشف عن وحدة التطوير في إدارة الإستخبارات”، قالت “مجلة الدفاع الإسرائيلية”: إن قادة الجيش “يطورون تطبيقات للذكاء تتجاوز قدرات الدماغ البشري، وبناء النظم التي تمكن الاستخبارات العسكرية من تقديم توجيهات وإجراءات جديدة للقادة في الميدان، ولأول مرة تكشف إدارة الاستخبارات عن الوحدة 3060 “الوحدة الأرجوانية”، وتقدم لمحة نادرة عن التطورات التي تضاعف قوة الاستخبارات.

فبعد ثلاثة أعوام من إنشائها تكشف وحدة الاستخبارات للمرة الأولى عن “الوحدة الأرجوانية” 3060 التي تعمل حتى الآن تحت “رادار وسائل الإعلام”، وهي مسؤولة عن تطوير تطبيقات الاستخبارات والنظم التكنولوجية المتقدمة.

وأوضحت أن الهدف منها هو تزويد ضباط الاستخبارات والقادة بصورة واسعة عن الوضع والمساعدة في اتخاذ القرارات التنفيذية في الوقت المناسب، وتشارك في تطوير الذكاء الاصطناعي وتطبيقات معالجة الصور المتقدمة، والوصول إلى الوحدات المقاتلة من خلال تلك التطبيقات.

وتعمل الوحدة بين أمور أخرى في مجال البحث والتطوير التكنولوجي واستخراج البيانات ومعالجة الصور والمعلومات الاستخباراتية، وفي الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، وفقا لما ذكرته مصادر فى قسم المخابرات، ومعظم موظفي الوحدة هم “تقنيون في علوم الهندسة والبيانات والفيزياء والرياضيات وعلوم الكمبيوتر والبرمجيات”.

الاسم والمهام

يتولى قيادة الوحدة ضابط برتبة عقيد، ويخضع مباشرة لرئيس جهاز الاستخبارات العسكرية، وقد أُنشئت في سبتمبر 2014 بعد مدّة وجيزة من العدوان على غزة، في إطار عمل مقر القيادة التي أعادت تنظيم الصلاحيات، وحدود المنطقة والمسؤولية عن تطوير ودعم نظم المعلومات في المخابرات العسكرية.

يقول ضابط صهيوني كبير بالوحدة: “نحن ننتج التكنولوجيا التي هي نقطة التقاء بين الأحمر والأزرق”، يقصد اللون الأوروجواني الذي تم إطلاقه على تلك الوحدة وهو الهجين بين الأزرق الذي يطلق على الجيش في المصطلحات العسكرية والأحمر المستخدم في وضع علامة على العدو.

وتتمثل المهمة الرسمية للوحدة في “تعزيز الفعالية القتالية للجيش الإسرائيلي من خلال أنظمة علوم البيانات الحديثة للاستخبارات العملية والتشغيلية للقادة وضباط الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي”، ومن الناحية العملية تتعامل الوحدة مع البحث والتطوير التكنولوجي، في مجالات مثل معالجة الصور والاندماج بين الذكاء والمعلومات والصورة، والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.

تمكن الوحدة القادة من صياغة صورة العدو، وإجراء تحليل ميداني عملي، ووضع صورة أفضل للأهداف.

ويخدم الوحدة الأرجوانية حوالي 400 شخص نصفهم تقريبا في الخدمة الدائمة، والنصف الآخر في الخدمة الإلزامية، 25% من العاملين في الوحدة من النساء، وينضم كل عام نحو 50 جنديًّا ومجندة إلى الوحدة، ومعظم العاملين هم احتياطيون، ومخططون عسكريون، ومهاتفو تليفون أو مختبرو ضمان الجودة.

أنظمة الوحدة

وقال ضابط في الوحدة: “خلال سنوات وجود الوحدة والوحدات التي سبقتها، وضعت الوحدة العديد من نظم المعلومات، ومعظمها لا يمكن كشفها، وفي هذه المرحلة لم ينشر الجيش الإسرائيلي سوى نظامين وضعتهما الوحدة، أحدهما نظام “طريق الملك”، الذي يمكن القوات من تخطيط تقدمها على (ارتفاعات مختلفة ومواقع حساسة وهياكل سطحية وهياكل مدنية ومواقع عسكرية وخرائط وتهديدات).

نظام آخر كشف عنه الجيش هو تطبيق “بث التحقيق” الذي يسمح للمستخدم بمشاهدة أشرطة الفيديو على الخريطة، والفهم بالضبط كيف التقط الفيديو ومتى، وأشرطة الفيديو يمكن أن تكون تلك التي وجدها الجيش على الشبكات الاجتماعية أو على شبكة الإنترنت المفتوحة، واختار تحميلها على النظام لأنها ذات صلة وتستفيد منها القوات، ومن المهم التأكيد أنه أثناء تطوير النظام، يتم إجراء تحديثات متكررة وفقا للاحتياجات التشغيلية.

نُظم الحرب

في قلب الوحدة الأرجوانية كان “مختبر علوم البيانات” Data Science، جنبا إلى جنب مع شركات التكنولوجيا الفائقة والمؤسسات الأكاديمية ذات الصلة، هذا هو المختبر الوحيد من نوعه في القطاع الأمني، الذي يحاول من بين أمور أخرى التنبؤ بالأحداث وتقديم التوصيات بعد جمع المعلومات ذات الصلة وختمها، هذا في ضوء حقيقة أن كمية أجهزة الاستشعار والذكاء التي تلقتها المخابرات العسكرية كبيرة لدرجة أنه من الصعب جدا أن تذوبها وجعل المعلومات الأكثر موثوقية ممكنة.

ووفقا لما قاله أحد ضباط المخابرات في الميدان: “نظم المعلومات هي أسلحتنا، فهي لا تحل محل القادة، ولا أعتقد أنهم سيحلون محلها”.

وأضاف “هذه الأنظمة تجعل من الممكن توفير المعلومات الاستخباراتية حتى النهاية، وإذا ما تم الحفاظ على المعلومات الاستخباراتية، فيمكن الوصول إليها حاليا وفقا لمستوى التصنيف، وذلك أيضا فى القتال”.

وتابع الضابط نفسه الذي شارك أيضا في العدوان على غزة: “مكنت هذه النظم من استخراج المعلومات الجغرافية وتحليل المناطق المهيمنة، وعلى سبيل المثال حددنا منطقة كانت في الواقع منطقة دمار وخلايا لحماس، الوصول إليها دون الأنظمة سيستغرق وقتا أطول بكثير للوصول هناك”.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات