الإثنين 05/مايو/2025

داعش تنظيم إسلامي؟

صلاح الدين العواودة

الفرق بين داعش وأي تنظيم حقيقي إسلامي أو غير إسلامي في العالم أن أي تنظيم حقيقي معروف أوله وآخره، معروفة قيادته وأقارب قيادته موطنهم وسكنهم حتى لو كانوا مطاردين، لديهم حدود جغرافية وديموغرافية، علاقتهم بالعالم من حولهم محددة وفقا للفكر الذي يحمله التنظيم ومصالحه بالإضافة إلى مؤسسات أو على الأقل قيادة مركزية تعتبر مرجعية تتحمل المسؤولية عن تصرفات التنظيم أو تتنصل منها؛ لكن ما يعرف اليوم بإسم داعش فلا ينطبق عليه شيء من المذكور أعلاه، فهو تنظيم وهمي هلامي افتراضي يستطيع أن يعمل بإسمه أي شخص وأي جهة في العالم فما عليك إلا أن تفتح حسابا بإسم داعش وتبدأ بالنشر فيه كما تفتح حسابا في فيسبوك.

قد يعمل بإسم هذا التنظيم الافتراضي مجاهد مخلص دون عقل وقد يعمل بإسمه مجرم منحرف من العالم السفلي، وقد يعمل بإسمه رجل مخابرات محترف فيكون هو الأقدر على الإدارة والتنظيم والتمويل والتوجيه فلديه إمكانيات دولة عظمى باجهزتها وميزانياتها فيجند المجاهدين (المخلصين) وحتى بعض طلبة العلم الشرعي ويعطيهم مسؤوليات تلبي طموحاتهم حتى يشعر أحدهم وكأنه خالد بن الوليد وأن من يوليه المهام هو أبو بكر الصديق رضي الله عنهما وهو لا يدري أن أبو بكر هذا هو ضابط مخابرات صهيوني وحتى لو اكتشف ذلك متأخرا فلن يكون سهلا التراجع بعد سيل الدماء من المسلمين والمجاهدين على يديه إضافة إلى عدد الجواري من حرائر المسلمين اللاتي اغتصبهن حراما فيمضي في جريمته حتى النهاية وإذا ما شعر ولي أمره بأن ضميره ينقح عليه جاءته غارة جوية من طيران التحالف فقضت عليه،

ولتسهيل المهمة عليهم يبدأون باقناعهم أن الخطر عليهم ليس من المشركين أو الصليبيين أو اليهود الصهاينة وإنما من العرب المرتدين والمنافقين وليس بالضرورة من الأنظمة وأجهزتها وإنما الأخطر هم أبناء الحركات الإسلامية فهؤلاء الذين يخدعون المسلمين بانتحالهم صفة الإسلامية واشدهم خطرا هي الحركات الإسلامية المجاهدة التي تقاتل الصهاينة والصليبيين فهؤلاء في نظرهم الأخطر على الأمة الإسلامية حيث يخدعون الناس بجهادهم بينما هم في الحقيقة أعداء الإسلام فهم لا يقيمون الحدود ولا يطبقون الشريعة الإسلامية وإنما هم طواغيت ويعبدون الطاغوت بإسم الإسلام ويشركون بالله من خلال قبولهم بالديمقراطية وهي حكم الطاغوت في نظر هذا الفكر المنحرف.

على هذا الأساس كانت أولوياتهم قتال فصائل الثورة السورية من الإسلاميين تحديدا ولم يقاتلوا النظام إلا نادرا وقاتلوا في العراق أيضا ضد الإسلاميين كاولوية لهم وكانوا أشد عداوة للإخوان المسلمين وها هم يتفرغون لحماس بعد أن دمروا الثورة السورية ودمروا العراق وسوريا وليبيا ولأن سيناء كانت مختلفة بأن سلاحها ضد الإحتلال وشكلت ظهرا للمقاومة الفلسطينية شنت حرب الاستئصال عليها لتغير توجهها فتصبح اولويتها قتال (المرتدين ) في كتائب عز الدين القسام.

وعليه يصبح واجبهم وهو أولى أولوياتهم وفرض العين الذي لا تقوم للإسلام قائمة بدونه هو قتال أولئك المجاهدين وقتلهم وبعد أن يفرغوا من قتل أولئك جميعاً (الحركات الإسلامية )المجاهدة وغير المجاهدة يتفرغون لقتال (الكفرة )العلمانيين فإذا فرغوا منهم جميعا اتجهوا لقتال اليهود والصليبيين.

حينها لن يكون قد بقي مسلمون لقتالهم فتنتهي مهمتهم قتلا أو في السجون لإعادة تأهيلهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة

الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عدد من أسرى قطاع غزة، والذي وصلوا إلى المستشفى في حالة صحية منهكة....