الشهيد مصعب التميمي.. الفتى الذي كتب آخر قصائده مبكرًا

على خطى الشهداء، رحل مبكرًا الشاعر الطفل الفتى مصعب التميمي من قرية دير نظام شمال رام الله، برصاص الاحتلال الذي لم يسلم منه حتى الأطفال.

وكان الفتى مصعب فراس التميمي (17 عامًا) قد استشهد ظهر يوم الأربعاء (3-1-2018) متأثرًا بجروح خطيرة أصيب بها برصاص الاحتلال الذي أطلقه عليه الجنود في أسفل الرأس.

وقال شهود عيان: إن قوات الاحتلال أطلقت النار على الفتى من مسافة قريبة جدًّا، خلال مواجهات اندلعت في قرية دير نظام، بين الشبان وقوات الاحتلال، التي اقتحمت القرية كما تفعل يوميًّا.

وأضاف الشهود أنه جرى نقل مصعب بسيارة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر إلى المستشفى الاستشاري العربي، ليعلن لاحقًا عن استشهاده متأثرًا بجروحه.

شاعر رحل مبكرًا

وعرفت قرية دير نظام الطفل مصعب شاعرًا صغيرًا يحاول أن يقلد ويصل لمرتبة الشعراء الكبار؛ حيث كتبت فداء عمران تقول عنه: “أحزنني بوست لصديق من عائلة التميمي استشهد ابن عمه البارحة، رغم بساطة الكلمات إلا أن مشهدها كان مؤلمًا في ذاكرتي أكثر من مشهد الأم وهي تبكي”.

ونقلت عمران عن ابن عم الشهيد قوله فيما كتب: “استشهد مصعب ابن عمي.. كان شاعرًا، وكان يطلعني على بعض قصائده عندما أعود إلى البلد.. اليوم، قرر الفتى المتحمس أن يكتب آخر قصائده مبكرًا”.

وتابعت عمران تقول: “دائمًا أقول إن اللغة القوية أهم من الكاميرا.. أهم من الفيديو.. أهم حتى من الحقيقة التي نراها في أعيننا.. رحم الله شهداءنا”.

 قتل متعمد

وفي  تفاصيل استشهاد الطفل مصعب، قال فراس التميمي والد الشهيد: إن قوات الاحتلال اعتقلوا شابًّا من ذوي الإعاقة الذهنية، فتحركت مجموعة من الأهالي عند مدخل القرية للإفراج عنه، وأخبروا الضابط المسئول أن الشاب معاق، ولكن الضابط أخبر الأهالي أنهم اعتقلوا مواطنًا، وسيقتلون آخر.

وأكد الوالد أنه عاد أدراجه هو ومن معه، في أعقاب رؤية غضب الجنود وتعطشهم للقتل، وما هي إلا دقائق معدودة حتى أطلق الجنود رصاصة على الطفل مصعب من مسافة متر تقريبًا، فأردوه شهيدًا.

وادعى الناطق بلسان جيش الاحتلال أن قواته أطلقت النار على فلسطيني خلال مواجهات قرب قرية دير نظام للاشتباه بأنه يحمل سلاحًا، على الرغم من أن شهودًا عيانًا أكدوا أن الجندي أطلق النار على الطفل من مسافة لا تزيد عن بضعة أمتار فقط.