حماس والهجوم الثاني نحو المصالحة

إدراكا من حركة المقاومة الإسلامية حماس بخطورة المرحلة، وإدراكا منها بالمسئولية تجاه القضية الفلسطينية، والمشروع الوطني، وحرصا على وحدة الصف الفلسطيني في مواجهة المخاطر التي تحدق بالقضية والشعب، ورغم علمها أن محمود عباس لا يريد مصالحة وطنية حقيقية قائمة على الشراكة وتحمل المسئولية لا زالت حماس تواصل هجومها نحو تحقيق مصالحة فلسطينية حقيقة من أجل وحدة وطنية تحمي المشروع الوطني وتحافظ على حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني في ظل تآمر دولي وإقليمي لتصفية القضية الفلسطينية لصالح المشروع الصهيوني وعلى حساب حقوق الفلسطينيين.
حماس في هجومها الأول غير المسبوق والذي فاجأ الجميع نحو المصالحة ولاقى ترحابا كبيرا شعبيا وفصائليا ومن دول إقليمية مختلفة، وتمكنت حماس من إلقاء الكرة في ملعب محمود عباس وحركة فتح كونهما من يسيطر على حكومة الحمد لله، وقطعت عليهم الطريق بما قامت به من خطوات ظن البعض أنها نابعة عن ضعف وليس عن إدراك ووعي سياسي بالمخاطر التي تحيط بالمشروع الوطني الفلسطيني.
في هجوم حماس الأول نحو المصالحة خلقت اصطفافا فصائليا واضحا في المواقف وفي الخطاب تجاه ضرورة تطبيق اتفاق القاهرة 2011 كما اتفق عليه وباعتراف كل القوى وحتى بعض حركة فتح أن حماس قدمت خطوات متقدمة في مجال تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، والمطلوب أن تقدم السلطة وفتح خطوات مماثلة، ولكن خطوة حماس لم تجد من السلطة وفتح إلا التسويف والمماطلة بعد أن استلمت الوزارات والمعابر ثم أدارت ظهرها لتنفيذ الاتفاق الذي وقع في القاهرة في أكتوبر الماضي، وبدأت في وضع العراقيل ضمن مفردات لا معنى لها كالتمكين والأمن والشرعي وغير الشرعي، وعلى رأس ذلك تلك التصريحات الاستفزازية حول المقاومة وسلاح المقاومة والقائمة طويلة.
رغم كل ذلك وبشهادة الشهود داخليا وخارجيا إلا أن حماس أصرت على أن تمضي بالمصالحة إلى أبعد مدى، وذهبت مرة أخرى إلى القاهرة، ولكن مع الأسف العقلية الإقصائية لا زالت تحكم تصرف فتح والحكومة، وعندما يكون هناك إشكالية ما، كان أول المتحدثين فيها حركة فتح لرسم السياسة لحمد الله، الذي يبني موقف الحكومة عليه، وتبقى ديكتاتورية القرار في يد محمود عباس متفردا في كل أمر، ومحمود عباس لا يريد مصالحة، وعليه لا زالت المصالحة تراوح مكانها وهي أقرب للفشل منه للنجاح؛ لأن سياسة الحب من طرف واحد لا يمكن أن تنتج زواجا ناجحا والمصالحة حتى اللحظة هي من طرف واحد.
كان الهجوم الثاني لحماس، وهو ما يؤكد حرص حماس على الوحدة وتجاوز الانقسام وتحقيق الوحدة هو الالتقاء بمفاصل العمل الوطني بعد القوى والفصائل، وهو اللقاء بالشرائح المجتمعية والشبابية والمؤسسات المختلفة ووضعها أمام الحقيقة والتي كان آخرها لقاء قطاع من الشعب الفلسطيني يدخل كل البيت وهو الوجهاء والأعيان والمخاتير ووضعهم في صورة الوضع العام وما تتعرض له القدس، ووضعهم فيما آلت إليه المصالحة والمخاطر التي تحيط بها، وأن استمرار هذه المخاطر قد يضع المصالحة في خطر إن لم يتحرك الجميع في الضغط على من يعطل تنفيذ المصالحة مع تأكيد حماس أنها لن تسمح بفشل المصالحة؛ لأن ذلك يشكل خطرا كبيرا على المشروع الوطني.
وبعد هذا الهجوم الثاني نحو المصالحة هناك سلاح مهم لا بد أن تتحرك حماس نحوه وهو السلاح المعطل رغم قوته وتأثيره وهو الشارع الفلسطيني المواطن الفلسطيني الأكثر تضررا لم يستخدَم، ولم يتم تحريكه حتى الآن، ولذلك أتوقع أن تواصل حماس هجومها وستكون الخطوة التالي هي تثوير الشعب الفلسطيني في وجه المعطل للمصالحة، وهناك وسائل كثيرة يمكن استخدامها وأولها وضع الناس أمام الحقائق المجردة بعيدا عن المجاملات والتلطيفات حتى يكون الناس على بينة بكل ما يجري، وعندها من المفترض أن يكون هناك موقف حاسم وحازم يضع النقاط على الحروف. كل ذلك من أجل حماية المشروع الوطني، والمصلحة الوطنية العليا، والحفاظ على حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني، وأعتقد أن الكل الوطني وشرائح المجتمع ستكون هي الحاضنة والداعمة لذلك الموقف بعد إشراكها وإطلاعها على الحقيقة حتى ولو كانت مرة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الجبهة الشعبية تحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير القائد أحمد سعدات
فلسطين المحتلة- المركز الفلسطيني للإعلامحملت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الاحتلال الصهيوني، ورئيس حكومته الفاشية بنيامين نتنياهو، ووزير أمنه إيتمار...

إصابة 3 مواطنين واعتقالات بمداهمات للاحتلال في الضفة
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامأُصيب ثلاثة مواطنين بكدمات وكسور، واعتُقل آخرون، خلال شن قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، حملة...

حماس: العدوان على اليمن جريمة حرب وإرهاب دولة ممنهج
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام دانت تدين حركة "حماس" بأشدّ العبارات العدوان الاسرائيلي على اليمن، والذي نفّذته طائرات جيش الاحتلال، واستهدف مواقع...

تحذيرات من انهيار كامل لمستشفيات غزة خلال 48 ساعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الإثنين، من أن مستشفيات القطاع على شفا الانهيار خلال 48 ساعة بفعل منع...

غوتيريش: توسيع إسرائيل هجماتها بغزة سيؤدي لمزيد من الموت والدمار
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن خطة إسرائيل لتوسيع هجماتها على غزة ستؤدي إلى مزيد من الموت...

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن
صنعاء- المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...

9 شهداء بغارتين إسرائيليتين في مخيم النصيرات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتقى 9 شهداء على الأقل، وأصيب عدد كبير من المواطنين بجروح، الإثنين، جراء غارتين شنتهما مسيّرات إسرائيلية، على منطقة...