الإثنين 24/يونيو/2024

نبيل النتشة.. مُسخر بلاط القصر للوطن!

نبيل النتشة.. مُسخر بلاط القصر للوطن!

في خلة مناع غربي الخليل، يقف قصر شامخ ببهائه وجماله وأناقته العمرانية على تلة مرتفعة، تحيط به أشجار الزينة والورود بكل أصنافها وحوله عشرات الدونمات الجميلة التي تفوح بروائح الفواكه الطيبة، وبه إسطبلات الخيول والجمال.. لكن تلك العزبة التي تخطف القلوب لم تختطف قلب صاحبها القيادي الأسير نبيل نعيم النتشة.

ترك المناضل ورجل الأعمال والقيادي البارز في حماس الشيخ النتشة (58 عامًا)، حياة الترف تلك ونعيمها الدنيوي، وأمضى جل حياته متنقلا ما بين معتقل النقب الصحراوي ومعتقل الرملة وعوفر، وصخور مرج الزهور، وعتمة سجن أريحا، وزنازين السلطة في الخليل.

نعومة الحياة

لم يركن النتشة لنعومة الحياة وإغراءاتها، بل نذر نفسه وأمواله ومقدراته لخدمة أمته وشعبه ووطنه.

في المكاتب الفارهة والمقاعد المريحة، كان أبو نعيم يجلس في شركاته الأربعة المتخصصة بالصرافة والتجارة والاستثمار، لكنها لم تغير في نفسيته المتعلقة بالسماء شيئا، بل كان مصمما دوما أن يكون سندا لقضيته وحركته الأبية التي قدم لها فلذات كبده.

استقبل الشيخ برحابة صدر خبر استشهاد ابنه باسل؛ الشاب الذي كان على أبواب الزواج، وكذلك استشهاد شقيقه وائل، والحكم بالمؤبد على شقيقه بسام، وكل ذلك زاد من عزيمته وقناعاته بأن الحياة ليست متع وإنما هي جهاد واستشهاد.

ثبات وقلق

أم نعيم؛ التي تعيش في قصرها دون زوجها قلقة جدا على حياة زوجها أبو نعيم، ومع ذلك تقف شامخة تحدث مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، قائلة: “علمتني الحياة الزوجية في ظلال العيش مع أبو نعيم أن نبقى شامخين بإيماننا وانتماءنا وديننا.. فأبو نعيم ورثنا الصبر والثبات والجلد على الحق.. كان يوصينا دوما؛ لا تركنوا إلى الدنيا والرفاهية والأموال، فهي للاستخدام المؤقت، ولكن كونوا دوما مع الله ومع الحق ومع شعبكم الذي هو بحاجة لكم.. هكذا كانت دوما وصايا أبو نعيم”.

وتضيف أم نعيم في حديث خاص لمراسلنا: “نحن قلقون على صحة أبو نعيم لا لأنه أسير ومعتقل، وإنما لأنه يعاني أمراضا خطيرة لاسيما مرض السرطان في الغدد اللمفاوية؛ الذي هو بحاجة إلى علاج متواصل، إضافة إلى إصابته بمرض في أعصاب يديه، وهو بحاجة إلى عملية جراحية، كما أنه يعاني من مجموعة غضاريف”.

وتابعت “الذي يقلقنا أن إدارة مصلحة السجون لا تقدم له العلاج المطلوب، والمشكلة أن أبا نعيم يكظم ألمه ولا يشكو حتى لا يزعج الآخرين؛ وخاصة زملاءه الأسرى”.

وأشارت أم نعيم إلى أن زوجها رجل مؤمن صلب لا يظهر منه إلا الابتسامة الدائمة رغم المعاناة، ورغم أنه أمضى في سجون الاحتلال نحو 12 عاما، وأبعد إلى مرج الزهور، واعتقل في سجون السلطة، لافتة إلى أنه يطوي الشهور والسنوات في الاعتقال الإداري إلا أنه صلب جدا لا يقبل الهوان.  

ونبيل النتشة أبو نعيم، قيادي بارز في حركة حماس وأحد القيادات الفاعلة في الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، ورجل فاعل في المؤسسات الإسلامية؛ فقد شغل منصب نائب رئيس الجمعية الخيرية للأيتام في الخليل، وهو رئيس المجلس العائلي لآل النتشة أحد أكبر العائلات في الخليل، إضافة إلى كونه رجل أعمال ناجح حيث يدير ويملك أربعة شركات في الصرافة والاستثمار والتجارة، اعتقل قبل نحو عام، ولا زال في الاعتقال الإداري.  

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات