الإثنين 24/يونيو/2024

المقلاع.. رفيق الثائرين في المواجهة مع إسرائيل

المقلاع..  رفيق الثائرين في المواجهة مع إسرائيل

قطعة من الجلد أو من القماش المتين، ثبت في طرفيها خيطان مطاطيان طويلان؛ الأول يعلق بالإصبع، والخيط الثاني يتم إفلاته عند إلقاء الحجر، أداة رسمت ملامح المواجهة التي يخوضها الشبان الفلسطينيون مع جنود الاحتلال الإسرائيلي في المواجهات ولا زالت رفيقا للثائرين مع كل مواجهة جديدة ضد الاحتلال.

“المقلاع”، الاسم المتعارف عليه بين الجميع، بسيط في صناعته، لكنه يلبي رغبة الثائرين في كسر حاجز المسافات البعيدة التي يتواجد بها الجنود المدججون بالسلاح.

ومع اندلاع انتفاضة حرية القدس، أو ما تسمى بانتفاضة العاصمة عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، عاد “المقلاع” لرسم مشاهد بطولية بأيدي الشبان والفتية.

وبرزت مشاهد البطولة لـ”المقلاع” على الحواجز ونقاط الاحتكاك التي يقيمها الاحتلال على مداخل المدن والبلدات الفلسطينية.

ولم يقتصر استخدام المقلاع على الشبان الذكور، بل ظهرت صور فتيات مقنعات بالكوفية الفلسطينية استخدمن المقاليع في رشق جنود الاحتلال، في خطوة لانخراطهن في كل أشكال المقاومة.

يقول الشاب نمر (20 عاماً) من مخيم بلاطة، لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، إنه بارع في صناعة المقلاع الذي استخدم فيه قطع جلد مرنة تساعد في إيصال الحجر إلى منطقة أبعد، منبهاً أن المقلاع هو الوسيلة التي لا تزال تستخدم بكثرة في المواجهات بين قوات الاحتلال والشبان على الحواجز العسكرية.

وأكد نمر أن استخدام المقلاع يحافظ على مسافة بين الشبان والجنود ويقلل فرص اعتقالهم.


null

بدورها تقول الشابة أميمة (19 عاماً) إن الشبان يعتمدون في المواجهات المندلعة مع قوات الاحتلال على “الأسلحة الشعبية البدائية، ومنها الحجر والمقلاع، وعلى الرغم من بساطها، إلا أنها  محاولة للتعبير عن رفض ممارسات جنود الاحتلال المدججين بمختلف أنواع الأسلحة الحديثة”.

وتوضح أميمة التي فضلت أن تبقى مرتدية اللثام، ويداها ملطختان من بقايا التراب والحجارة، ليس كل من يستخدم المقلاع يجيد ذلك، ففي أحيان كثيرة، ينطلق الحجر بطريق الخطأ، ولا يصل إلى الهدف المقصود.

وبرغم أن الحجر من الوسائل البدائية، إلا أنه يشكل إزعاجاً للسلطات الإسرائيلية، فقد صادق الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي في عام 2015 بالقراءتين الثانية والثالثة، على مشروع قانون تشديد العقوبات ضد راشقي الحجارة، بحيث يعاقب من تثبت عليه التهمة بالسجن الفعلي لمدة ثلاث سنوات كحد أدنى.

كما تبنى المجلس الوزاري الصهيوني المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) منتصف شهر سبتمبر/أيلول الماضي في اجتماع عقده برئاسة بنيامين نتنياهو، قرارًا يقضي بتفويض الجنود الإسرائيليين بإطلاق النار على الفلسطينيين في حال تعرضهم للخطر من راشقي الحجارة”.

ويبرع الشبان الفلسطينيون مع كل مواجهة في استحضار أدوات النضال التي عرفوها عن آبائهم وأجدادهم، وهذه الأدوات لازمت مراحل التحرر التي خاضها الفلسطينيون منذ سنوات طويلة في مواجهة الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات