الثلاثاء 06/مايو/2025

باب الزاوية.. هكذا تحول ملتقى التجار إلى ميدان للمقاومة

باب الزاوية.. هكذا تحول ملتقى التجار إلى ميدان للمقاومة

لا تزال قصص عشرات الشهداء الذين سالت دماؤهم على جنبات ميدان باب الزاوية بالخليل جنوب الضفة الغربية، تروى في أزقته وبجوار آباره وقناطره ومداخله التراثية، مسجلة قصة جهاد قديم جديد لشعب ضحى من أجل حريته.

بالقرب من بئر يعقوب على الجانب الغربي للميدان، ارتقى الشهيد كايد صلاح مضرجا بدمائه جراء رصاصات الغدر التي قتله بها الحاخام العنصري موشي ليفنغر، وعلى مدخل قنطرة بئر ابراهيم في عمق الميدان، ارتقت روح شاكر حسونة إلى بارئها برصاص الجيش الصهيوني الذي سحله عشرات المترات في مشهد لم ينسه أهالي الخليل.

وعند طلعة عبد شاكر، غرق ربحي البايض بدمائه بعد أن أطلق جنود الاحتلال عليه النار من رشاشاتهم الثقيلة، وفي ساحة الميدان وفي قلب المواجهة ارتقى الشهيد عباس العويوي، وتبعه الشهداء خليل أبو اشخيدم وجميل النتشة، وحمزة القواسمي، وحميدان أبو ارميلة، وإسماعيل أبو ريان، وذلك خلال المواجهات التي شهدها الميدان وغيرهم كثير.


null

الموقع والتسمية
ميدان باب الزاوية يقع في منطقة سهلة في حضن الوادي الذي تطل عليه حارة الشيخ علي البكاء التاريخية، التي يعود بناؤها إلى عهد المماليك، ومن الناحية الجنوبية يلتصق بالميدان شارع الشهداء وبئر سيدنا إبراهيم ومنطقة الشلالة، فيما يطل عليه من الناحية الشمالية عين بئر الحمص وزاوية الشيخ خير الدين، ومن الناحية الشرقية منطقة بئر سيدنا يعقوب وطلعة عبد شاكر وشارع العميان حيث يحتضن ميدان باب الزاوية كتلة ممتدة من المباني التاريخية القديمة.

يشكل ميدان باب الزاوية مركزا رئيسا للمدينة، حيث يحتضن على جنباته مجموعة من المدارس الأساسية التاريخية مثل المدرسة المحمدية واليعقوبية، ومدرسة عمار بن ياسر، ومدرسة الشهيد إبراهيم أبو دية إضافة إلى مدرسة الرياض الوطنية التي تحولت إلى مركز الجيل الصاعد، ومن ثم إلى سوق المدينة المنورة.

سميّ بميدان باب الزاوية نسبة إلى زاوية الشيخ محمد السعيد القادري، والمعروفة بالزاوية المنجكية وهي زاوية صوفية قديمة بنيت عام 1672م في الحقبة العثمانية، تقع في الجنوب الشرقي للميدان وتعود ملكية أرضها لعائلة السعيد، ولا يزال داخلها ضريح مؤسس الزاوية الشيخ محمد السعيد القادري، وأضرحة المتصوفين الشيخ يحيى السعيد القادري، وضريح الشيخ عبد الفتاح القادري.


null

العمق التاريخي
يشير المؤرخ الدكتور عدنان أبو تبانة المتخصص في تاريخ الخليل، أن مدينة الخليل عمرها نحو ستة آلاف عام، وأن جزءا من حارتها بني في العهد الروماني، والجزء الآخر طور في عهد المماليك والعثمانيين.

يقول أبو تبانة في حديث خاص لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن “ميدان باب الزاوية كان ساحة لالتقاء التجار والمثقفين والسياسيين؛ حيث يحتضن مركز الشرطة القديم، ومجموعة من المقاهي التي كانت ملتقى للسياسيين والمثقفين مثل مقهى بلاط الرشيد الذي كان مقرا للهيئة العربية العليا، ومقهى العائدين الذي كان يتجمع فيه العائدون الذين هجروا من بلادهم عام 48، فكانوا يلتقون ويجلسون للحديث في هموم النكبة”.

ويوضح أن ميدان باب الزاوية تحول اليوم إلى ساحة حرب كونه على خطوط التماس مع المواقع العسكرية لجيش الاحتلال وتجمعات المستوطنين.

ويحيط بالميدان العديد من المواقع العسكرية والتجمعات الاستيطانية التي أقيمت بعد عملية الدبويا البطولية التي جرت في قلب شارع الشهداء عام 1980 وقتل فيها ستة مستوطنين.

وكذلك بعد مجزرة المسجد الإبراهيمي التي جرت عام 1994 واستشهد فيها 39 مصليا، حيث سيطرت سلطات الاحتلال على شارع الشهداء ومدراس الدبويا وأسامة وتل الرميده، وأقامت فيها أبراجا عسكرية وتجمعات استيطانية يتمركز جلها جنوبي ميدان باب الزاوية.

ولذلك، أصبح الميدان يشكل خط الدفاع المتقدم للفلسطينيين في مواجهة قوات الاحتلال، والذي يشهد مواجهات مستمرة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...

الاحتلال يُمدد اعتقال 58 أسيرا إداريا

الاحتلال يُمدد اعتقال 58 أسيرا إداريا

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين وجمعية "نادي الأسير الفلسطيني"، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت 58 أمر...