الهدوء الخدّاع.. هذا ما تخشاه إسرائيل

الهدوء الخدّاع والمضلل.. هو ما تخشاه “إسرائيل” التي تجرّأت بدعم أمريكي على العبث في جوهر القضية الفلسطينية، وتواجه منذ إعلان واشنطن عاصمة للاحتلال، اشتعال الميدان الفلسطيني بوتيرة متفاوتة؛ نصرة للمدينة المحتلة.
رئيس جهاز الشاباك، نداف أرغمان، الذي مثل في جلسة أمام الكنيست الصهيوني، قال: إن ردة الفعل التي تخللتها عمليات مقاومة معظمها فردية سبقها إحباط عشرات العمليات المنظمة من المقاومة، وإن الهدوء الجزئي حالياً يبشّر بانفجار وشيك.
الميدان الفلسطيني متصل من أقصى الشمال حتى الجنوب والتطورات في الضفة والقدس المحتلة وقعها قوي في غزة، وأحياناً بالعكس، وهو ما يجعل خيار الحرب وارد، لكن الرغبة “الإسرائيلية” في الاستفادة من وقت الهدوء أولولية مرحلية.
وكان “أرغمان” قال: إن الأذرع الأمنية الصهيونية أحبطت قرابة 400 عملية ضد أهداف “إسرائيلية”، مشيرا إلى وجود تراجع في نسبة العمليات التي تحاول الفصائل الفلسطينية تنفيذها، رغم تكثيف حماس جهودها لتنفيذ عمليات بالضفة الغربية المحتلة والتخطيط لعمليات اختطاف جنود.
وأضاف: “الساحة الفلسطينية غير مستقرة، لا بالضفة الغربية ولا حتى في قطاع غزة، وبالتأكيد ليس بعد إعلان ترمب، والأيام ستثبت ذلك”.
خيار الحرب
في غزة و”إسرائيل” لا أحد يريد الحرب، لكن لا أحد أيضاً يضمن عدم تدحرج كرة اللهب أو تطور الميدان بمقدار يشعل الجبهات في الجنوب.
ويؤكد حاتم أبو زايدة، الخبير في الشؤون “الإسرائيلية”، أن قيادة الاحتلال السياسية والعسكرية تحدثت عدة مرات عن عدم رغبتها في اشتعال حرب حالياً لكن ميدان الضفة لا يمكن التحكم في تطوراته، وكذلك ربما يتسبب صاروخ من غزة يقتل مستوطنين في تدحرج كرة اللهب.
تركيز المقاومة على محاولة نقل جزء كبير من العمل للضفة المحتلة تعززه خيارات المقاومة المحدودة مؤخراً في غزة، لذا تقرأ الفصائل المقاومة -حسب رؤية المختص أبو زايدة- ضرورة تفعيل ميدان الضفة، وهو ما عززته تصريحات مسؤول الشباك عن إحباط عشرات العمليات.
لا أحد ينسى ما جرى في مايو/أيار 2014 بعد مقتل ثلاثة مستوطنين لم تكد تمر أسابيع حتى اندلعت الحرب في غزة، والآن لا يبدو الميدان مختلفا كثيراً؛ فوقوع حدث بالضفة من شأنه أن يشجع الاحتلال لمعاقبة غزة بالعدوان.
وكان قائد لواء كفير في جيش الاحتلال الإسرائيلي “تسيون رتسون”، ألمح مؤخراً في حديث صحفي عن تغيرات لحماس منذ العدوان الأخير، وأنها تعمل وفق كتائب وألوية وأقسام، وأن جيشه سيواجه في المعركة المقبلة “حماس” مختلفة عن 2014.
ويقول د. إبراهيم حبيب، الخبير الأمني: إن “أرغمان” يتباهى بإنجاز “الشاباك” بإحباط (400) عملية كان فلسطينيون ينوون القيام بها وإفشال عشرات العمليات الأخرى بالتنسيق مع أجهزة أمن السلطة في الضفة.
ويضيف: “ما قاله أرغمان أمام لجنة الخارجية والأمن أمام الكنيست صحيح لحد كبير؛ لأن حالة الهدوء المشروط يمكن أن تتطور لدرجة حرب إذا تدحرجت الأمور لعدوان ورد من المقاومة”.
ويتابع: “التعويل على هدوء دائم أمر ليس حقيقيا، ولكنه إسكات للنيران التي ممكن أن تنطلق في أي لحظة إذا تدحرج الميدان، وهناك جبهة حزب الله متوترة، وقرار اشتعال الحرب قد يطال أكثر من جبهة”.
أما العميد يوسف شرقاوي، الخبير العسكري، فيؤكد أن المقاومة رغم محاولاتها المتواصلة في الضفة إلا أنها تركز على إنشاء حاضنة شعبية لها هناك قبل تكثيف العمل المنظم.
ميدان الضفة
وعند ترتيب أولويات “إسرائيل” حالياً، فإنها حسب كثير من المختصين غير معنية بانتفاضة في الضفة، وتحاول الحفاظ على حالة الهدوء مع غزة بهدف تمرير قرارات ترمب في الأسابيع القادمة، وأولها قرار نقل السفارة، ثم إعلان يهودية الدولة، وتجنب ردات فعل أوسع.
ويقول أبو زايدة: “لدى الشاباك مؤشرات ومعلومات عن إصرار المقاومة على استئناف العمل في الضفة، وميدان غزة في تقييمه غير مستقر، ونشْر رقم كبير عن محاولات عمليات يؤكد أن المحاولات الفصائلية والفردية متواصلة؛ لأن المحرك والدافع قوي ووطني، وعلى رأسه القدس”.
أما الخبير حبيب فيؤكد أن “إسرائيل” تريد إكمال بناء الجدار الحدودي مع غزة لمحاربة الأنفاق، وتريد الحفاظ على الهدوء، وهي في هذه المرحلة تركز على توطين مليون صهيوني في المستوطنات ليرتفع العدد لأكثر من مليون و(300 ) ألف يسيطرون على 60% من الضفة، وبذلك ينتهي حل الدولتين للأبد.
وتفتقر الموجة الحالية من الانتفاضة لقيادة شعبية ببرنامج واضح، حسب تقدير العميد شرقاوي، قبل الدخول عملياً في خيارات كفاح مسلح؛ لأن “السلطة لا تتعايش مع المقاومة”، مشيرًا إلى أن السلطة تحاول الاستفادة من تضحيات الشعب دون ثمن، لكنها بالأصل ضد خيار الانتفاضة الحقيقية، وفق قوله.
غزة تحت العقاب
وكالعادة تتحمل غزة المثقلة بالهموم والعقاب وجراحات الحرب تبعات أي تطور ميداني يبعد عنها عشرات الأميال، وهي مؤخراً تحت سوط التجويع والحصار والعقوبات الجماعية.
ورغم أن خيارات المقاومة في حالة الاشتباك المباشر محدودة إلا أن الشكل المتكرر في توجه الشبان لمناطق التماس شرق القطاع، يمكن تطويره -حسب رؤية العميد يوسف شرقاوي- ليشكل تهديداً وإزعاجاً للاحتلال.
ويضيف: “يمكن الاستفادة مما يعرف بنظرية حروب الجيل الرابع؛ بتوجيه الجماهير بكثافة لنقطة حدودية بعد ترتيب إزالة السلك الفاصل، فهذا يحدث ردعا للاحتلال ويزعجه جداً، أما وقوع إصابات وشهداء بالشكل الحالي فلا يؤثر في الاحتلال”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

معظمهم أطفال.. 57 شهيداً ضحايا الجوع في غزة منذ بدء الإبادة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفاد المكتب الإعلام الحكومي في غزة، بارتفاع عدد الوفيات في القطاع بسبب سياسة التجويع إلى 57 شهيداً، مرجحا ارتفاع عدد...

غانتس يؤكد أطماع إسرائيل بمناطق الدروز في سوريا
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام أكد زعيم حزب "معسكر الدولة" الإسرائيلي المعارض بيني غانتس، أطماع سلطات الاحتلال بالمناطق التي يسكنها الدروز في...

أوروبيون لأجل القدس توثق 30 إصابة و55 حالة اعتقال في القدس خلال إبريل
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام وثقت مؤسسة “أوربيون لأجل القدس” ارتكاب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي 756 انتهاكا خلال شهر أبريل/ نيسان...

حماس تطالب المؤسسات القانونية الدولية بضمان حماية الصحفيين الفلسطينيين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام طالبت حركة حماس المؤسسات الحقوقية والقانونية في العالم بتحمّل مسؤولياتها واستعادة دورها الحقيقي، وعدم الرضوخ لضغوط...

السجن 53 عاماً لأميركي طعن طفلاً فلسطينياً حتى الموت في جريمة كراهية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قضت محكمة أمريكية بسجن جوزيف تشوبا لمدة 53 عاماً، لإدانته بقتل الطفل الفلسطيني الأميركي وديع الفيومي (6 سنوات)،...

استشهاد رضيعة في غزة بسبب سوء التغذية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مصادر طبية عن استشهاد طفلة، اليوم السبت، بسبب سوء التغذية وعدم توفر الحليب والمكملات الغذائية جراء الحصار الذي...

جيش الاحتلال يعلن اعتراض صاروخ باليستي أطلق من اليمن
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم السبت، أنه اعترض صاروخاً أُطلق من اليمن، في الوقت الذي تكثف فيه الولايات...