الخميس 26/سبتمبر/2024

الهدوء الخدّاع.. هذا ما تخشاه إسرائيل

الهدوء الخدّاع.. هذا ما تخشاه إسرائيل

الهدوء الخدّاع والمضلل.. هو ما تخشاه “إسرائيل” التي تجرّأت بدعم أمريكي على العبث في جوهر القضية الفلسطينية، وتواجه منذ إعلان واشنطن عاصمة للاحتلال، اشتعال الميدان الفلسطيني بوتيرة متفاوتة؛ نصرة للمدينة المحتلة.

رئيس جهاز الشاباك، نداف أرغمان، الذي مثل في جلسة أمام الكنيست الصهيوني، قال: إن ردة الفعل التي تخللتها عمليات مقاومة معظمها فردية سبقها إحباط عشرات العمليات المنظمة من المقاومة، وإن الهدوء الجزئي حالياً يبشّر بانفجار وشيك.

الميدان الفلسطيني متصل من أقصى الشمال حتى الجنوب والتطورات في الضفة والقدس المحتلة وقعها قوي في غزة، وأحياناً بالعكس، وهو ما يجعل خيار الحرب وارد، لكن الرغبة “الإسرائيلية” في الاستفادة من وقت الهدوء أولولية مرحلية.

وكان “أرغمان” قال: إن الأذرع الأمنية الصهيونية أحبطت قرابة 400 عملية ضد أهداف “إسرائيلية”، مشيرا إلى وجود تراجع في نسبة العمليات التي تحاول الفصائل الفلسطينية تنفيذها، رغم تكثيف حماس جهودها لتنفيذ عمليات بالضفة الغربية المحتلة والتخطيط لعمليات اختطاف جنود.

وأضاف: “الساحة الفلسطينية غير مستقرة، لا بالضفة الغربية ولا حتى في قطاع غزة، وبالتأكيد ليس بعد إعلان ترمب، والأيام ستثبت ذلك”.

خيار الحرب
في غزة و”إسرائيل” لا أحد يريد الحرب، لكن لا أحد أيضاً يضمن عدم تدحرج كرة اللهب أو تطور الميدان بمقدار يشعل الجبهات في الجنوب.

ويؤكد حاتم أبو زايدة، الخبير في الشؤون “الإسرائيلية”، أن قيادة الاحتلال السياسية والعسكرية تحدثت عدة مرات عن عدم رغبتها في اشتعال حرب حالياً لكن ميدان الضفة لا يمكن التحكم في تطوراته، وكذلك ربما يتسبب صاروخ من غزة يقتل مستوطنين في تدحرج كرة اللهب.

تركيز المقاومة على محاولة نقل جزء كبير من العمل للضفة المحتلة تعززه خيارات المقاومة المحدودة مؤخراً في غزة، لذا تقرأ الفصائل المقاومة -حسب رؤية المختص أبو زايدة- ضرورة تفعيل ميدان الضفة، وهو ما عززته تصريحات مسؤول الشباك عن إحباط عشرات العمليات.

لا أحد ينسى ما جرى في مايو/أيار 2014 بعد مقتل ثلاثة مستوطنين لم تكد تمر أسابيع حتى اندلعت الحرب في غزة، والآن لا يبدو الميدان مختلفا كثيراً؛ فوقوع حدث بالضفة من شأنه أن يشجع الاحتلال لمعاقبة غزة بالعدوان.

وكان قائد لواء كفير في جيش الاحتلال الإسرائيلي “تسيون رتسون”، ألمح مؤخراً في حديث صحفي عن تغيرات لحماس منذ العدوان الأخير، وأنها تعمل وفق كتائب وألوية وأقسام، وأن جيشه سيواجه في المعركة المقبلة “حماس” مختلفة عن 2014.

ويقول د. إبراهيم حبيب، الخبير الأمني: إن “أرغمان” يتباهى بإنجاز “الشاباك” بإحباط (400) عملية كان فلسطينيون ينوون القيام بها وإفشال عشرات العمليات الأخرى بالتنسيق مع أجهزة أمن السلطة في الضفة.

ويضيف: “ما قاله أرغمان أمام لجنة الخارجية والأمن أمام الكنيست صحيح لحد كبير؛ لأن حالة الهدوء المشروط يمكن أن تتطور لدرجة حرب إذا تدحرجت الأمور لعدوان ورد من المقاومة”.

ويتابع: “التعويل على هدوء دائم أمر ليس حقيقيا، ولكنه إسكات للنيران التي ممكن أن تنطلق في أي لحظة إذا تدحرج الميدان، وهناك جبهة حزب الله متوترة، وقرار اشتعال الحرب قد يطال أكثر من جبهة”.

أما العميد يوسف شرقاوي، الخبير العسكري، فيؤكد أن المقاومة رغم محاولاتها المتواصلة في الضفة إلا أنها تركز على إنشاء حاضنة شعبية لها هناك قبل تكثيف العمل المنظم.

ميدان الضفة
وعند ترتيب أولويات “إسرائيل” حالياً، فإنها حسب كثير من المختصين غير معنية بانتفاضة في الضفة، وتحاول الحفاظ على حالة الهدوء مع غزة بهدف تمرير قرارات ترمب في الأسابيع القادمة، وأولها قرار نقل السفارة، ثم إعلان يهودية الدولة، وتجنب ردات فعل أوسع.

ويقول أبو زايدة: “لدى الشاباك مؤشرات ومعلومات عن إصرار المقاومة على استئناف العمل في الضفة، وميدان غزة في تقييمه غير مستقر، ونشْر رقم كبير عن محاولات عمليات يؤكد أن المحاولات الفصائلية والفردية متواصلة؛ لأن المحرك والدافع قوي ووطني، وعلى رأسه القدس”.

أما الخبير حبيب فيؤكد أن “إسرائيل” تريد إكمال بناء الجدار الحدودي مع غزة لمحاربة الأنفاق، وتريد الحفاظ على الهدوء، وهي في هذه المرحلة تركز على توطين مليون صهيوني في المستوطنات ليرتفع العدد لأكثر من مليون و(300 ) ألف يسيطرون على 60% من الضفة، وبذلك ينتهي حل الدولتين للأبد.

وتفتقر الموجة الحالية من الانتفاضة لقيادة شعبية ببرنامج واضح، حسب تقدير العميد شرقاوي، قبل الدخول عملياً في خيارات كفاح مسلح؛ لأن “السلطة لا تتعايش مع المقاومة”، مشيرًا إلى أن السلطة تحاول الاستفادة من تضحيات الشعب دون ثمن، لكنها بالأصل ضد خيار الانتفاضة الحقيقية، وفق قوله.

غزة تحت العقاب

وكالعادة تتحمل غزة المثقلة بالهموم والعقاب وجراحات الحرب تبعات أي تطور ميداني يبعد عنها عشرات الأميال، وهي مؤخراً تحت سوط التجويع والحصار والعقوبات الجماعية.

ورغم أن خيارات المقاومة في حالة الاشتباك المباشر محدودة إلا أن الشكل المتكرر في توجه الشبان لمناطق التماس شرق القطاع، يمكن تطويره -حسب رؤية العميد يوسف شرقاوي- ليشكل تهديداً وإزعاجاً للاحتلال.

ويضيف: “يمكن الاستفادة مما يعرف بنظرية حروب الجيل الرابع؛ بتوجيه الجماهير بكثافة لنقطة حدودية بعد ترتيب إزالة السلك الفاصل، فهذا يحدث ردعا للاحتلال ويزعجه جداً، أما وقوع إصابات وشهداء بالشكل الحالي فلا يؤثر في الاحتلال”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

أضرار وإصابات في هجوم بالمسيرات على إيلات

أضرار وإصابات في هجوم بالمسيرات على إيلات

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائرة مسيرة أطلقت من العراق انفجرت مساء اليوم الأربعاء في مدينة إيلات على البحر الأحمر،...