الثلاثاء 13/مايو/2025

الوسيط الجديد.. محاولة السلطة لترقيع عملية التسوية

الوسيط الجديد.. محاولة السلطة لترقيع عملية التسوية

جاهدة تسابق الإدارة الأمريكية الزمن لاستغلال كل الأدوات المتاحة أمام الفلسطينيين، في كل المحافل الدولية، لسلب الحقوق الفلسطينية.

فقرار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب باعترافه بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، لم يكن بالخطوة الأولى التي كان ينوي من خلالها محو القضية الفلسطينية، بل يبدو جلياً أنّه خطط لما بعد هذه الخطوة مستغلاً علاقة إدارته الدبلوماسية للتأثير على شكل التصويت المقرر على مشروع قرار يدعوه لسحب إعلانه عن القدس عاصمة للاحتلال.

فقد الثقة

محللون أكّدوا في أحاديث منفصلة لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، أنّ بحث السلطة الفلسطينية عن راعٍ جديد لـ”عملية التسوية”، ما هو إلا عبارة عن محاولة للعودة إلى نقطة الصفر، فيما يصف المحلل السياسي وسام عفيفة أنّ البحث عن وسيط جديد ما هو إلا ترقيع لعملية التسوية.

فقد الثقة بواشنطن، وصل للحد الذي يطلب فيه الفلسطينيون بقطع أي علاقةٍ معها ويعدّونها شرا يجب التخلص منه، ويقول أحد أكبر وجهاء محافظة الخليل الحاج عبد المعطي السيد (76 عاماً): “عندما قبل الزعماء بأمريكا وسيطا في قضاياهم المصيرية، كأنما ارتضوا أن يكون الذئب حارساً على الغنم !!”.

وأضاف: “أمريكا وكل رؤسائها انتخبوا لحماية إسرائيل والدفاع عنها، ولذلك تآمروا على القضية ووقفوا لجانب إسرائيل، وللأسف، وضع جماعتنا في السلطة ثقتهم بأمريكا التي باعتهم لإسرائيل بثمن بخس دراهم معدودة”، داعياً السلطة إلى حل نفسها والعودة إلى الشعب وإلى رشدها ووقف التنسيق الأمني.

واشنطن خصم

ويعدّ المحلل السياسي عفيفة، أنّ ما يحصل من تطورات على الساحة الدولية والإقليمية يتعدى مسألة الثقة بواشنطن إلى القناعة أنّها أصبحت خصما، وأنها في خندق المقاتل للشعب الفلسطيني.

وقال: “هذا تطور مهم وخطير سينعكس على كثير من الرؤى ليس على الشعب الفلسطيني فحسب؛ بل الإطار العربي والإسلامي”.

وهو ما يعنيه المسن خليل العمور ( 68 عاماً) بقوله: “لازم السلطة تفهم أن أمريكا عدو الشعب الفلسطيني، وعليها قطع علاقاتها معها ومع إسرائيل ويتوحد شعبنا ويصبح قوة يدافع عن نفسه بنفسه”.

أزمة مشروع

ويشير عفيفة، إلى أنّ أزمة السلطة أزمة مشروع بأكمله وليس أزمة وسيط، ويضيف: “بحث السلطة عن راعٍ جديدة للتسوية عملية ترقيع للفشل”، مؤكّداً أنّه لا يمكن أن يكون هناك تكرار لنفس الآليات فقط، وكأنّ المطلوب فقط تبديل الوسيط.

ويدعو المحلل السياسي، السلطة إلى عمل مراجعة شاملة لمشروعها السياسي والتفكير بالمنطق الوطني بعيداً عن الحسابات والأجندات الخارجية، والعودة إلى الشعب السند الحقيقي لأي قرار حاسم بأي اتجاه.

ويشجع المختار علي البدارين من السموع (68 عاماً) ما طرح المحلل عفيفة، ويضيف: “على قيادتنا الفلسطينية أخذ العبرة مما جرى، وتلحق حالها وإلا سيكون وضعها كالحكام العرب”.

ويضيف: “ولازم أبو مازن وجماعته يغسلوا أيديهم من أمريكا وإداراتها ويعودوا لله، والدين والشعب عشان ربنا ينصرهم”.

وهو ما شدّدت عليه الحاجة وضحة السعافين (73 عاماً) وطالبت القيادة الفلسطينية بالعودة إلى الله والشعب، وترك أمريكا والمفاوضات التي وصفتها بالكذابة، والعودة الى المقاومة والحرب ضد “إسرائيل”.

وقالت: “موقف أمريكا الجديد تجاه القدس، موقف جيد للفلسطينيين حتى يعرفوا عدوهم من صديقهم”.

فيما وصف المربي المتقاعد عليان التميمي (77 عاماً) الإدارة الأمريكية و”إسرائيل” بأنهما كيان واحد، وقال: “المفاوضات عبث وشر لا بد التخلص منه، وعلى أبو مازن أن يعود لحضن الشعب ويلغي التنسيق الأمني مع إسرائيل والأمريكان ويسحب اعتراف المنظمة بإسرائيل”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات